تركيا، محمد الصو – السابعة الاخبارية
غللو توت، شهدت قضية وفاة المغنية التركية غللو توت تحولًا كبيرًا، بعدما كانت تُعتبر حادث سقوط عرضي، لتصبح الآن محور تحقيق جنائي يُرجّح وقوع جريمة قتل عمد. السلطات التركية اعتقلت ابنتها توغيان غولتر وصديقتها سلطان نور أولو أثناء محاولتهما مغادرة البلاد، إضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين، وسط أدلة قوية تشير إلى احتمال تورطهم في الحادث المأساوي.
غللو توت وقضيتها.. اعتقالات وتحركات مشبوهة قبل الهروب
في ساعات الصباح الباكر، داهمت الجهات المختصة موقعًا في بيكوكما بمدينة إسطنبول، حيث كانتا توغيان وسلطان تقيمان، وجرى القبض عليهما بعد التأكد من أن كلاهما كان يخطط لمغادرة تركيا على الفور. تسجيلات كاميرات المراقبة أظهرت الفتاتين وهما تغادران المبنى حاملتين حقائبهما، ما اعتُبر مؤشرًا قويًا على محاولة الهروب من البلاد بعد حادث وفاة غللو توت.
إلى جانب الفتاتين، تم اعتقال سائق السيارة الذي أقلَّهما من يالوفا إلى إسطنبول، ومالك المنزل الذي أقامتا فيه في إسطنبول. كما تم القبض على شاب قاصر يُدعى إيريم يبلغ من العمر 17 عامًا، لكنه أُفرج عنه لاحقًا بعد التحقيق الأولي.
Kaçarken yakalandılar!
Şarkıcı Güllü’nün düşüş anı ve ölüm anı görüntüleri ortaya çıktı.Güllü’nün kızı ve arkadaşlarının bavullarla yakalandığı anlar! Gül Tut’un kızı Tuğyan Gülter, arkadaşı Sultan Nur Ulu gözaltına alındı.#Güllü pic.twitter.com/tb8aOPhxlK
— mühendisyen (@muhendisyenn) December 10, 2025
تحويل القضية إلى جريمة قتل عمد
النيابة العامة في يالوفا أعلنت رسميًا تحويل التحقيق في وفاة غللو توت إلى تحقيق في جريمة قتل عمد، بعد ظهور أدلة جديدة تؤكد احتمالية هروب المتهمتين، وتشير إلى تورط أشخاص في الحادث.
تم نقل توغيان وسلطان إلى مستشفى يالوفا للتعليم والبحث لإجراء فحوص طبية، ثم أحيلتا إلى إدارة الأمن في يالوفا للإدلاء بإفاداتهما بصفتهم متهمتين وليستا شهيدتين. هذا التحول في وضعهما القانوني يعكس جدية التحقيقات وتزايد الشكوك حول طبيعة وفاة المغنية.

أدلة مادية تدعم فرضية القتل
وفق تحقيقات النيابة العامة، هناك مجموعة من الأدلة التي تشير إلى احتمالية وقوع جريمة قتل متعمدة، من أبرزها:
- فصل سلك كاميرا المراقبة داخل شقة غللو توت، تحديدًا في منطقة الصالة، ما يوحي بمحاولة التلاعب بالأدلة.
- وجود نظام أمني متطور، شمل أقفال متقدمة وكاميرات مراقبة مثبتة في خمس نقاط مختلفة، مما يجعل سقوط الضحية عرضيًا أمرًا غير متوقع.
- ضبط المشتبه بهما وهما تحملان حقائبها أثناء مغادرتهما المبنى في منطقة بيكوكما بإسطنبول، وهو ما يُفسر كإشارة إلى التخطيط المسبق للهروب.
هذه الأدلة، وفق النيابة، تعتبر مؤشرات قوية تستدعي النظر في وفاة المغنية كحادث متعمد وليس عرضيًا، وتؤكد ضرورة توسيع التحقيق للوصول إلى الحقيقة الكاملة.
التحقيقات الأولية والأسئلة المفتوحة
رغم اعتقال عدد من الأشخاص، لا يزال التحقيق جاريًا للوصول إلى الملابسات الدقيقة للحادث. القضايا التي تتعلق بالموت المفاجئ والمشبوه تستدعي النظر في عدة عوامل، مثل طبيعة سقوط الضحية، وجود أي تدخل خارجي، والأدلة الرقمية والمادية المحيطة بمكان الحادث.
المحققون يركزون بشكل خاص على:
- توقيت وفاة غللو توت بالنسبة لتواجد المتهمين في المبنى.
- تسجيلات الكاميرات الأخرى داخل المبنى وحركة الأشخاص المشتبه بهم قبل وبعد الحادث.
- الأدلة البيولوجية والمادية في الشقة، والتي قد تكشف عن وجود أي صراع أو تدخل مباشر أدى إلى الوفاة.
كل هذه العناصر ستحدد ما إذا كانت الوفاة نتيجة حادث عرضي، أو عملية مدبرة لأغراض مجهولة.
الغموض يحيط بالقضية والعامة تترقب التفاصيل
القضية لفتت أنظار الرأي العام التركي، وسط جدل واسع حول أسباب وفاة المغنية الشهيرة. محبو غللو توت يترقبون النتائج النهائية، بينما وسائل الإعلام المحلية والدولية تغطي التحقيقات عن كثب، في محاولة لفهم ما إذا كانت الوفاة حادثًا مأساويًا أم نتيجة جريمة مدبرة.
كما أثار اعتقال ابنتها وصديقتها موجة من التساؤلات حول دوافع الهروب، وما إذا كانت هناك ضغوط أو تهديدات محتملة دفعت المتهمتين لمحاولة مغادرة البلاد. هذه التساؤلات تضيف مزيدًا من الغموض وتعقد صورة القضية أمام الجمهور والسلطات على حد سواء.
الإجراءات القانونية المقبلة
مع تحول القضية إلى تحقيق في جريمة قتل عمد، سيتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق جميع المشتبه بهم، بما في ذلك:
- التحقيق التفصيلي مع المتهمتين وصديقهما.
- فحص شامل للأدلة المادية داخل الشقة وفي مسرح الحادث.
- تحليل تسجيلات الكاميرات لتحديد تسلسل الأحداث بدقة.
- استجواب جميع الشهود وجمع المعلومات من أي شخص له صلة بالحادث.
النيابة العامة تهدف من خلال هذه الإجراءات إلى كشف الحقيقة الكاملة وإحالة المتورطين إلى العدالة في حال ثبوت ارتكابهم الجريمة.
![]()
ختام: غللو توت وقضية تحبس الأنفاس
تحولت وفاة المغنية التركية غللو توت من حادث مأساوي إلى قضية جنائية معقدة تحمل كل علامات جريمة القتل المحتملة. اعتقال ابنتها وصديقتها وعدد من المشتبه بهم، إضافة إلى الأدلة المادية التي تشير إلى تلاعب بكاميرات المراقبة ومحاولات الهروب، جعل القضية تحت مجهر السلطات والجمهور على حد سواء.
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت وفاة غللو توت نتيجة حادث مؤسف، أم عملًا مدبرًا من أشخاص لهم دوافع خفية. هذا التحقيق لن يكشف فقط ملابسات الوفاة، بل سيحدد أيضًا مصير المتهمين ويجيب عن سؤال يترقبه الجميع: هل المغنية الشهيرة وقعت ضحية مؤامرة، أم أن الأمر مجرد مأساة عرضية؟
القصة مستمرة، والتطورات القادمة قد تحمل مفاجآت جديدة تغيّر مسار القضية بشكل كامل.
