سوريا – السابعة الاخبارية
فايا يونان، في خطوة فنية لافتة تجمع بين عبق الحضارة ورقي الموسيقى، تستعد الفنانتان فايا يونان وعبير نعمة لإحياء حفل غنائي استثنائي عند سفح الأهرامات، ضمن فعاليات النسخة الأولى من مهرجان “صدى الأهرامات”، الذي يُقام في العاصمة المصرية القاهرة خلال شهر نوفمبر المقبل.
هذا الحدث المرتقب يُعد واحدًا من أكثر الفعاليات الموسيقية إثارة للاهتمام في العالم العربي، ليس فقط بسبب مكان إقامته الفريد، بل أيضًا لما يحمله من رسالة فنية عابرة للثقافات، تجمع بين روح الشرق وسحر الغرب في عرض واحد، يأخذ الجمهور في رحلة سمعية بصرية غير مسبوقة.
فايا يونان وعبير نعمة.. الأصالة الشرقية تلتقي بالنغمة الغربية
من المقرر أن يُقام الحفل يوم 27 نوفمبر، في قلب التاريخ، عند سفح الأهرامات، حيث ستقف كل من فايا يونان وعبير نعمة على خشبة المسرح في عرض يجمع بين حضورهما الطربي الآسر ومرافقة أوركسترا ألمانية-مصرية مشتركة، في مزيج صوتي يعكس التقاء الثقافات وتكامل المدارس الموسيقية.
هذا الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية ليس جديدًا على الفنانتين، فكلٌّ من فايا وعبير معروفتان بقدرتهما على إعادة صياغة التراث بأسلوب معاصر، واستخدام الموسيقى كلغة عالمية للتواصل، مما يجعل هذا الحفل نقطة التقاء فنية مهمة بين الشرق والغرب.
وقد كشفت مصادر مقربة من إدارة المهرجان أن اختيار هاتين الفنانتين لم يكن عشوائيًا، بل نابعًا من شعبيتهما الواسعة في مصر، وكذلك من ارتباطهما الروحي والوجداني بالثقافة المصرية، حيث سبق لكل منهما أن قدّمت حفلات ناجحة في القاهرة والإسكندرية، نالت استحسان الجمهور والنقاد.
عبير نعمة: الصوت الذي يُلامس الروح
الفنانة اللبنانية عبير نعمة، التي عُرفت بجمال صوتها وقدرتها الفريدة على التنقّل بين الأنماط الموسيقية المختلفة، تشتهر بكونها واحدة من أكثر الفنانات العربيات قدرة على دمج التراث بالموسيقى الحديثة.
أعمالها غالبًا ما تحمل رسائل إنسانية وثقافية، وتعكس رغبتها العميقة في بناء جسور بين الحضارات من خلال الفن. حضورها في هذا المهرجان ليس مجرد مشاركة فنية، بل هو امتداد لرؤيتها القائمة على التلاقي والانفتاح، مما يجعل من وقوفها على مسرح الأهرامات لحظة رمزية تعكس رسالتها الفنية.
فايا يونان: الصوت السوري الذي اخترق العالمية
من جهتها، تُعد فايا يونان من أبرز الأصوات النسائية في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، وهي الفنانة السورية التي استطاعت أن تصنع مسيرتها بإصرار وإبداع، بعيدًا عن النمط التجاري السائد، لتُثبت أن الفن الرفيع لا يحتاج إلى ضجيج ليتألق.
منذ بدايتها، تبنّت فايا قضايا إنسانية واجتماعية في أعمالها، وكانت دائمًا ما تختار كلمات تحمل عمقًا ورسائل حقيقية. مشاركتها في “صدى الأهرامات” تُعد تتويجًا لمسيرة فنية اتسمت بالنضج والرؤية الواضحة، وهي مناسبة لتقديم تجربة فنية راقية تستحقها هذه الفنانة ذات الحضور الفريد.
صدى الأهرامات: مهرجان يُعيد الحياة إلى قلب التاريخ
تحت شعار “مهد الحضارات.. ملتقى الفنون والثقافات”، تنطلق النسخة الأولى من مهرجان “صدى الأهرامات” في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر، في حدث غير مسبوق يُعيد تسليط الضوء على الأهرامات كمنصة ثقافية وفنية، وليس فقط كمعلم سياحي وتاريخي.
المهرجان يُعد محاولة جادة لإعادة تعريف العلاقة بين الفن والتاريخ، حيث تسعى إدارة المهرجان إلى تحويل المكان إلى مساحة تفاعل حضاري، تلتقي فيها الأصوات القادمة من مختلف أنحاء العالم، في احتفالية تحتفي بالجمال الإنساني وتنوعه.
مشاركة دولية وثراء فني غير مسبوق
إلى جانب فايا يونان وعبير نعمة، يشارك في مهرجان “صدى الأهرامات” فنانون من بريطانيا، الصين، روسيا، ألمانيا، كازاخستان، لبنان، وسوريا، إلى جانب نخبة من الفنانين المصريين المقيمين في الخارج.
المهرجان لا يقتصر على الحفلات الغنائية فقط، بل يُقدم برامج موسيقية متنوعة تتراوح بين العروض الكلاسيكية، والأنغام الشرقية، والتجارب الموسيقية المعاصرة، في تجربة تستمر لستة أيام من الإبداع المتواصل.
هذا التنوع في العروض يُعكس حرص القائمين على المهرجان على تقديم تجربة موسيقية شاملة، تُناسب مختلف الأذواق، وتُبرز مكانة مصر كمركز ثقافي عالمي، قادر على استضافة الفنون المتنوعة وإعادة تقديمها بروح جديدة.
بين الفن والتاريخ: تجربة لا تُنسى
إقامة حفل موسيقي عند سفح الأهرامات ليس مجرد مشهد بصري مبهر، بل هو تجربة كاملة تحمل رمزية عميقة. فعندما تُغنّي فايا وعبير أمام أعظم صرح معماري في التاريخ، فإن ذلك لا يُعيد فقط صدى الحضارة، بل يفتح أبواب المستقبل نحو تجارب فنية تدمج الماضي بالحاضر.
الخشبة التي ستقفان عليها ليست مجرد مسرح، بل هي نقطة التقاء بين آلاف السنين من التاريخ، وصوتين معاصرين يحملان وجدان الشعوب وهموم الإنسان الحديث. وهذا الدمج بين الزمان والمكان، بين التراث والتكنولوجيا، هو ما يمنح “صدى الأهرامات” تفرده وتميّزه عن أي مهرجان آخر.
ما الذي يُميز هذا الحفل؟
هناك عدة عناصر تجعل من هذا الحفل تجربة فنية استثنائية:
- المكان: سفح الأهرامات، أحد أعظم مواقع التراث العالمي.
- المشاركة النسائية: فنانتان من الصف الأول تُقدّمان أمسية راقية.
- الدمج الموسيقي: فرقة أوركسترا ألمانية-مصرية تُضيف بعدًا عالميًا للأداء.
- رسالة ثقافية: لقاء بين الثقافات يُجسّد فكرة الحوار والتنوع.
- تجربة سمعية-بصرية: الإضاءة والصوتيات المتطورة تُعزز من سحر المشهد.
نحو رؤية فنية عربية جديدة
في ظل ما يشهده العالم العربي من تغيرات ثقافية وفنية، تأتي هذه الفعالية كمحاولة لإعادة تعريف الفن العربي على مستوى عالمي. مشاركة فنانتين مثل فايا وعبير في حفل بهذا الحجم، هي إعلان عن مرحلة جديدة من الفن النسوي الراقي، الذي لا يقتصر على الطرب فقط، بل يحمل مضامين ورسائل، ويُسهم في صناعة وعي جمالي جديد.
ترقّب جماهيري وإعلان وشيك للقائمة الكاملة
رغم أن تفاصيل المهرجان لم تُعلن بالكامل بعد، فإن الجمهور العربي والدولي يُتابع الحدث بشغف، في انتظار الكشف عن القائمة النهائية للفنانين المشاركين والعروض المرافقة. وتشير التوقعات إلى أن “صدى الأهرامات” قد يتحوّل إلى محطة سنوية ثابتة في الأجندة الثقافية العربية، لما يحمله من إمكانيات فنية وتنظيمية واعدة.
ختامًا: عندما يلتقي الفن بالحضارة
في 27 نوفمبر، لن يكون الحفل مجرد عرض غنائي، بل احتفال بالإنسانية والفن والهوية، بصوتين يحترمان التراث ويُجددانه بحب وإبداع. ستقف فايا يونان وعبير نعمة أمام أهرامات الجيزة، ليُصبح الحفل صدىً جديدًا لتاريخ قديم، وموسيقى تنبع من القلب وتصل إلى كل من كان له شغف بالجمال.