الكويت – السابعة الاخبارية
فجر السعيد، في خطوة مفاجئة حملت طابعًا إنسانيًا ووجدانيًا، قدمت الإعلامية والكاتبة الكويتية فجر السعيد اعتذارًا علنيًا للفنانة الكبيرة نوال الكويتية، عبر تدوينة نشرتها على حسابها في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، مؤكدة أنها حاولت سابقًا التواصل معها هاتفيًا دون جدوى، قبل أن تنجح في إيصال رسالتها عبر شقيقتها.
الاعتذار الذي جاء بعد سنوات من التوتر الإعلامي والانتقادات الحادة من قبل فجر السعيد تجاه نوال، شكّل لحظة مصالحة نادرة في الوسط الفني، ولاقى تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد لصراحة السعيد، ومتسائل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التحول المفاجئ.
الفنانه الكبيره #نوال حاولت أتواصل معك هاتفياً ولكن للأسف لم أستطع ووصلت اليوم الى شقيقتك الأستاذه #نجاة لتوصل لك رسالتي التي لم أكتف بسردها شفاهةً لشقيقتك ولكني أصريت أن أكتبها في السوشيال ميديا لتصل للجميع .. الفنانه الكبيره #نوال كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.وقد… pic.twitter.com/fbfzES2qNk
— فجر السعيد 🎥 (@AlsaeedFajer) July 29, 2025
فجر السعيد توجه رسالة مؤثرة: “كل ابن آدم خطاء”
في بداية رسالتها، توجهت فجر السعيد إلى نوال الكويتية بكلمات مباشرة قالت فيها:
“الفنانة الكبيرة نوال، حاولت أتواصل معك هاتفياً ولكن للأسف لم أستطع، ووصلت اليوم إلى شقيقتك الأستاذة نجاة لتوصل لك رسالتي التي لم أكتفِ بسردها شفاهةً، ولكني أصررت أن أكتبها في السوشيال ميديا لتصل للجميع”.
وفي اعتراف نادر من شخصية إعلامية اشتهرت بحدة رأيها، قالت السعيد:
“أخطأت بحقك كفنانة، لا إنسانة، كثيرًا.. وقسوت في نقدي وتحاملت أحيانًا كثيرة، وأكيد جرحت مشاعرك كفنانة مرهفة الحس”.
وواصلت فجر حديثها موضحة أنها قامت بمراجعة نفسها، وتساءلت بصراحة:
“في جلسة صريحة مع النفس، لم أجد سببًا واحدًا يدفعني لما سبق. فأنا لا أعرفك شخصياً، ولم ألتقِ بك من قبل، ولا حتى في أي عمل فني. فلماذا كل هذا التحامل غير المبرر؟”.
“الجمهور استفزني.. واندفعت”
وفي تبريرها، أرجعت السعيد حدة مواقفها السابقة إلى تأثير جمهور نوال، قائلة:
“قد يكون جمهورك المحب هو من استفزني، واندفعت للأسف وراء هذا الاستفزاز، دون تقدير مني لقيمتك الفنية وقدرك ومكانتك، التي بالتأكيد لا علاقة لها بما يردده الفانزات”.
وأرفقت السعيد رسالتها بسياق ديني وأخلاقي، لتعكس ندمًا صادقًا بحسب تعبيرها، حيث ختمت رسالتها بالقول:
“هل تصدقيني لو قلت لك إني في صلاتي أستغفر ربي ليسامحني إن أذنبت بحقك.. يا رب اغفر لي إن آذيت نوال أو جرحتها أو تسببت لها في شيء يضرها. قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله [الزمر:53]”.
“ختاماً، سامحيني”.
نوال تلتزم الصمت.. حتى الآن
رغم الانتشار الواسع للاعتذار، لم تُصدر الفنانة نوال الكويتية أي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وقد اكتفت بإعادة نشر تغريدة فجر السعيد على حسابها، ما فسّره البعض على أنه “قبول ضمني للاعتذار”، بينما يرى آخرون أن الصمت أبلغ من الرد، وربما دليل على الترفع والتسامح من قبل نوال، المعروفة بهدوئها وابتعادها عن المهاترات الإعلامية.
تفاعل واسع بين جمهور السوشيال ميديا
ردود الفعل على اعتذار فجر السعيد كانت سريعة وكثيفة، حيث تباينت بين الإشادة بشجاعتها للاعتراف والاعتذار العلني، وبين من اعتبر الخطوة “متأخرة”، خصوصًا بعد سنوات من الانتقادات والتجريح.
وكتب أحد المتابعين:
“الاعتذار شجاعة، ونتمنى تكون بداية صفحة جديدة بين رمزين من رموز الفن والإعلام في الكويت”.
في المقابل، رأى آخرون أن الاعتذار جاء في سياق محاولة استعادة العلاقة مع الوسط الفني، خاصة في ظل تغيّرات طرأت مؤخرًا على حياة فجر السعيد.
خلفية قانونية: فجر السعيد تخرج من السجن
اللافت أن اعتذار فجر السعيد يأتي بعد فترة قصيرة من خروجها من السجن، حيث كانت قد أمضت أكثر من سبعة أشهر خلف القضبان، بعد صدور حكم ابتدائي بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، بتهم تتعلق بـ”إذاعة أخبار كاذبة”، و”إساءة استعمال الهاتف”، وهي التهم التي أنكرتها طوال فترة المحاكمة.
وفي يونيو الماضي، ألغت محكمة الاستئناف الكويتية الحكم، وأمرت بالامتناع عن النطق بالعقوبة، مقابل كفالة مالية قدرها 1000 دينار كويتي (ما يعادل نحو 3200 دولار أمريكي). واعتبر محاميها، الدكتور فيصل عيال العنزي، أن الوقائع لا تستوفي أركان الجريمة، وأن لا مبرر لعقوبة سالبة للحرية في هذه القضية.
عودة فنية جديدة؟
الجدير بالذكر أن فجر السعيد كشفت مؤخرًا عن انتهائها من كتابة مسلسل جديد أثناء فترة وجودها في السجن، وأعلنت أنها تبحث عن منتج لتنفيذه. وهو ما قد يُفسر جزءًا من محاولتها إعادة تموضعها في المشهد الفني، وربما السعي لطي صفحة الخلافات السابقة مع الفنانين.
رغم الجدل الدائم حول شخصية فجر السعيد، يبقى الاعتذار العلني خطوة إيجابية وراقية، خصوصًا حين يأتي بعد مراجعة ذاتية، واعتراف بالخطأ. وقد تكون هذه الخطوة بداية لتطبيع العلاقات بينها وبين العديد من الفنانين الذين سبق أن انتقدتهم. أما ما إذا كانت نوال سترد أو تعلّق لاحقًا، فذلك ما ستكشفه الأيام المقبلة.