ألبانيا– السابعة الإخبارية
فرق الإنقاذ الإماراتية.. تواصل فرق الإنقاذ الإماراتية لليوم الرابع على التوالي جهودها الحثيثة في إخماد الحرائق المشتعلة في مواقع متفرقة من غابات جمهورية ألبانيا، في مهمة إنسانية ودولية تعكس روح التضامن والدعم التي تتميز بها دولة الإمارات. وتأتي هذه الجهود تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “حفظه الله”، الذي أمر بسرعة الاستجابة لدعم ألبانيا في مواجهة موجة الحرائق المدمرة التي اجتاحت مساحات واسعة من غاباتها.

فرق الإنقاذ الإماراتية : جهود ميدانية متواصلة
ومنذ وصولهم إلى الأراضي الألبانية، باشر عناصر فريق الإنقاذ العمل في أكثر المناطق تضررًا، وفي مقدمتها غابات قرامش والمناطق المحيطة بها، حيث اندلعت النيران بشكل كثيف منذ يوم الاثنين الماضي.
ويستخدم فرق الإنقاذ الإماراتية أحدث المعدات المتطورة المخصصة لمكافحة حرائق الغابات، بما في ذلك آليات الضخ عالية القدرة، وخزانات المياه المحمولة جوًا، وأجهزة المراقبة الحرارية لتحديد بؤر الاشتعال.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن الفريق يعمل على مدار الساعة، مع تقسيم المهام بين فرق الإطفاء الميدانية وفرق المراقبة التي تتابع من الجو والأرض حركة النيران، بهدف السيطرة عليها ومنع تمددها إلى مناطق جديدة.
تحديات ميدانية وصعوبات مناخية
تواجه فرق الإنقاذ الإماراتية جملة من التحديات، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، وسرعة الرياح التي تزيد من احتمالية امتداد الحرائق إلى مناطق غير متوقعة. كما أن تضاريس الغابات الجبلية تعقّد عمليات الوصول السريع إلى بعض بؤر النيران، ما يتطلب جهدًا إضافيًا وتخطيطًا دقيقًا.
ورغم هذه التحديات، يواصل الفريق أداء مهامه بكفاءة واقتدار، معتمدًا على خبراته السابقة في التعامل مع حرائق مشابهة في مناطق مختلفة من العالم، حيث سبق لفرق الإنقاذ الإماراتية المشاركة في عمليات إطفاء حرائق في دول عدة.

تنسيق إماراتي – ألباني
وفي إطار العمل المشترك، تعقد اجتماعات دورية بين فريق الإنقاذ الإماراتي والمسؤولين الألبانيين لمراجعة تطورات الوضع الميداني بشكل مستمر، ووضع خطط سريعة للتعامل مع أي مستجدات. وتتم هذه الاجتماعات بحضور خبراء من الدفاع المدني الألباني ومسؤولين محليين من المناطق المتضررة، بهدف ضمان توزيع الموارد والإمكانات في المواقع الأكثر حاجة.
وأكدت مصادر رسمية أن التعاون بين الجانبين يتميز بسلاسة عالية، مدعومًا بعلاقات الصداقة والشراكة التي تجمع دولة الإمارات وجمهورية ألبانيا، وهو ما ساهم في تسريع وتيرة العمل وتحقيق نتائج ملموسة خلال الأيام الماضية.
استجابة إنسانية تعكس قيم الإمارات
تأتي هذه المهمة ضمن سلسلة من المبادرات الإنسانية التي اعتادت دولة الإمارات إطلاقها لدعم الدول في مواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات، سواء كانت في محيطها الإقليمي أو على المستوى الدولي. وتعكس مشاركة فرق الإنقاذ الإماراتية في ألبانيا التزام الدولة بمبدأ التضامن الإنساني، وتقديم المساعدة الفورية للمجتمعات المتضررة، بغض النظر عن بُعد المسافة أو صعوبة الظروف.
وقد لاقت هذه المبادرة إشادة واسعة من السلطات الألبانية، التي عبّرت عن امتنانها العميق لدولة الإمارات وقيادتها على هذه الاستجابة السريعة والفعّالة، مؤكدة أن الدعم الإماراتي أسهم بشكل مباشر في تقليل حجم الأضرار والسيطرة على مساحات واسعة من النيران.
آفاق الأيام المقبلة
مع استمرار موجة الحر التي تشهدها المنطقة، يتوقع أن تتواصل جهود فرق الإطفاء لعدة أيام إضافية، حتى يتم التأكد من إخماد كافة بؤر النيران بشكل كامل. وتخطط الفرق الميدانية لزيادة عدد الطلعات الجوية لمكافحة الحرائق في المناطق الوعرة، بالتوازي مع استمرار عمليات المراقبة الأرضية لرصد أي مؤشرات على إعادة الاشتعال.

ويؤكد المسؤولون الإماراتيون أن فرق الإنقاذ ستواصل عملها حتى تحقيق الهدف المنشود، وهو السيطرة الكاملة على الحرائق وحماية ما تبقى من الغطاء النباتي والحياة البرية في الغابات الألبانية. كما يجري النظر في تقديم دعم إضافي لمرحلة ما بعد الإطفاء، يشمل إعادة تأهيل المناطق المتضررة والمساهمة في خطط التشجير وإعادة الحياة البيئية إلى طبيعتها.
رسالة أمل وسط الدخان
ورغم المشهد المأساوي للغابات المشتعلة، إلا أن صور فرق الإنقاذ الإماراتية وهي تعمل جنبًا إلى جنب مع زملائهم الألبانيين تحمل رسالة أمل، مفادها أن التعاون الإنساني قادر على مواجهة أصعب التحديات. ومع كل ساعة عمل، تزداد المساحات التي يتم إنقاذها، ويتراجع خطر النيران عن مناطق سكنية كانت مهددة بالدمار.
وفي ظل هذه الجهود المتواصلة، يبقى الدعم الإماراتي نموذجًا في سرعة الاستجابة، وكفاءة التنفيذ، وروح التضامن التي تتجاوز الحدود، ليؤكد مجددًا أن العمل الإنساني جزء راسخ من هوية الدولة ورسالتها إلى العالم.