بيروت – السابعة الاخبارية
فضل شاكر، في ظل عودة الفنان اللبناني فضل شاكر إلى إصدار أغانيه الجديدة بإمكانيات بسيطة، تبرز من جديد قضية الفنان المثيرة للجدل التي شغلت الرأي العام على مدى سنوات، وتكشف محامية الدفاع عن المستجدات المتعلقة بالأحكام القضائية الصادرة بحقه، خصوصًا في ملفاته المتعلقة بالاشتباك مع الجيش اللبناني وقضية تبييض الأموال.
فضل شاكر يكشف تفاصيل جديدة: براءة من تهمة الاشتباك مع الجيش وفرصة لإعادة المحاكمة
في لقاء حصري مع برنامج Et بالعربي، أوضحت المحامية أمانا مبارك، وكيلة الدفاع عن فضل شاكر، أن المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت أصدرت حكمًا ببراءة الفنان بإجماع من جميع التهم الموجهة إليه في قضية الاشتباك مع الجيش اللبناني قبل عدة سنوات.
وقالت مبارك:
“المحكمة العسكرية برأت فضل شاكر بالإجماع من التهم المتعلقة بالاشتباك مع الجيش، وهي تهم كانت تلاحقه منذ فترة طويلة، لكن القضاء أثبت براءته.”
يُذكر أن هذه القضية كانت من القضايا الأبرز التي واجهها فضل شاكر، وسببها اتهامات بتورطه في أعمال مناهضة للدولة اللبنانية، خاصة خلال فترة الأزمات السياسية والأمنية التي مرت بها البلاد.
غياب الفنان عن الجلسات وتأثيره على الأحكام
أضافت المحامية أن معظم الأحكام التي صدرت ضد فضل شاكر كانت نتيجة تغيبه عن حضور جلسات المحاكمة، والتي جرت بحضوره غيابي. مشيرة إلى أن هذا الغياب لم يكن نابعًا من تجاهل أو استهتار، بل من ظروف خاصة يمر بها الفنان، ومنها ما يتعلق بالتهديدات الأمنية.
وفيما يتعلق بالقضية الخاصة بتبييض الأموال، أشارت مبارك إلى أن التحقيقات أثبتت أن الأموال التي يملكها فضل شاكر جاءت من مصادر شرعية ومشروعة، أبرزها العقود الفنية التي أبرمها خلال مشواره الفني الطويل، بالإضافة إلى صفقات قانونية في قطاع العقارات وغيرها.
“أثبتنا أن الأموال تعود لمصادر فنية وعقود مشروعة، وهو ما أدى إلى براءة أفراد عائلته من تهمة تبييض الأموال، وبقيت القضية محصورة فقط في شخصه.”
تبرئة أفراد العائلة وتركز القضية على فضل شاكر
وأكدت المحامية أن جميع أفراد عائلة الفنان، الذين وُجهت إليهم اتهامات مماثلة، حصلوا على براءة من تهمة تبييض الأموال، مما يترك القضية الرئيسية محصورة فقط في فضل شاكر.
ويُشير ذلك إلى أن التحقيقات استهدفت الفنان بشكل خاص، وربما بسبب مكانته الفنية والسياسية في لبنان، وهو ما أثار الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض.
نفي الاتهامات بالتواري بسبب الأحكام والتهديدات الأمنية
من جانبها، نفت أمانا مبارك الاتهامات التي تُوجه إلى فضل شاكر بأنه توارى عن الأنظار أو اختفى داخل مخيم عين الحلوة، موضحة أن الفنان لم يكن مختفياً قسرًا، بل كان يخطط بالفعل للسفر في أوقات مختلفة، لكنه اضطر للتراجع عن هذه الخطط بعد تعرضه وعائلته لتهديدات بالقتل.
وقالت في هذا الصدد:
“فضل شاكر كان يخطط للسفر، لكنه تلقى تهديدات خطيرة هو وعائلته، وهذا كان سببًا رئيسيًا لتراجعه عن السفر.”
وبذلك تعود قضية الفنان إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث يواجه خطرًا أمنيًا إلى جانب التحديات القانونية.
المحامية سينتيا عقيقي: طريق إعادة المحاكمة مفتوح
في تقرير نشر ضمن ذات اللقاء، أكدت المحامية سينتيا عقيقي، وهي محامية أخرى متخصصة في القضايا القانونية المشابهة، أنه لا يوجد خيار أمام فضل شاكر سوى تسليم نفسه إلى القضاء اللبناني.
وأوضحت عقيقي أن القانون اللبناني يمنح فضل شاكر الحق في طلب إعادة المحاكمة بحضوره الشخصي، خاصة في ظل الأحكام الغيابية التي صدرت ضده سابقًا.
“إعادة المحاكمة فرصة مهمة لفضل شاكر لكي يدافع عن نفسه بشكل كامل ويقدم الأدلة التي تثبت براءته.”
وأضافت:
“هذه الخطوة من شأنها أن تعطيه فرصة عادلة للنظر في قضيته، بعيدًا عن الأحكام الصادرة بحضوره الغيابي.”
فضل شاكر.. بين الإبداع والتحديات
يبقى فضل شاكر من الفنانين الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الساحة الفنية اللبنانية والعربية، رغم أن الفترة الماضية شهدت ابتعاده شبه الكامل عن الساحة الفنية بسبب قضاياه المتعددة.
وفي الوقت الذي عاد فيه بنشر أغاني جديدة وبإمكانات محدودة، تعكس قصته مزيجًا من النجاح الفني والصراعات القانونية والسياسية التي يواجهها العديد من الفنانين في ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها بلادهم.
سياق القضية وأهميتها
قضية فضل شاكر ليست منفصلة عن السياق السياسي والأمني الذي تمر به لبنان، حيث تتشابك القضايا الفنية مع الملفات الأمنية، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والمناخ المتوتر بين الأطراف المختلفة.
تبييض الأموال، من القضايا الشائكة التي تؤثر على صورة الفنانين بشكل مباشر، وقد تستند إلى دوافع سياسية أو أمنية، مما يجعل من الموقف القانوني معقدًا ويتطلب شفافية ووضوحًا في التعامل.
توقعات مستقبلية
مع الإعلان عن إمكانية إعادة المحاكمة، يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تطورات جديدة في ملف فضل شاكر القانوني، قد تعيد ترتيب الأوراق في قضيته، وتتيح له فرصة الدفاع عن نفسه بشكل مباشر.
كما من المتوقع أن تشهد الساحة الفنية تفاعلات متزايدة حول هذه القضية، مع تزايد الضغوط الشعبية والإعلامية المطالبة بإنصافه ورفع الظلم عنه، خاصة من محبيه الذين يتابعون تطورات قضيته عن كثب.
تعود قضية فضل شاكر لتحتل مساحة بارزة في المشهد الفني والقانوني، حيث تبرز تصريحات محاميته كرسالة واضحة بأن الفنان لا يزال يعاني من تداعيات قضايا قديمة لم تُحسم بشكل نهائي، وأن هناك فرصًا قانونية لإعادة النظر في أحكامه.
وفي الوقت نفسه، تبقى الضغوط الأمنية والتهديدات التي يواجهها محورًا أساسيًا يؤثر على خياراته ومسيرته، ما يجعل قضيته حالة فريدة تجمع بين الفن والقانون والسياسة.