لبنان – السابعة الاخبارية
فضل شاكر، تتجه الأنظار في لبنان إلى قصر العدل في بيروت، حيث تُعقد في 15 ديسمبر 2025 جلسة مرتقبة أمام محكمة جنايات بيروت، سيمثل فيها الفنان اللبناني فضل شاكر، إلى جانب مجموعة من المتّهمين، في الدعوى المقامة بشأن محاولة قتل مسؤول سرايا حزب الله في صيدا، الشيخ هلال حمود.
هذه القضية، التي تعود أحداثها إلى يونيو 2013، عاشت خلال السنوات الماضية بين التأجيلات والجدل الإعلامي، لكنها اليوم باتت أمام محطة مفصلية، خصوصاً بعد التطورات القانونية الأخيرة التي كشف عنها المحامي اللبناني محمد صبلوح.
فضل شاكر أمام القضاء… وجلسة 15 ديسمبر قد تغيّر المشهد
يؤكد المحامي محمد صبلوح أنّ الجلسة السابقة التي انعقدت بتاريخ 22 أكتوبر الماضي كانت جلسة إجرائية فقط، وهدفها التأكد من الهوية القانونية للمتهمين، وفي مقدمتهم الفنان فضل شاكر، إضافة إلى تسجيل حضور وكلاء الدفاع، قبل تحديد موعد جلسة الاستجواب الرسمي في 15 ديسمبر الجاري.
ويرى صبلوح أنّ الجلسة المقبلة ستكون مفصلية، لأنها المرة الأولى التي سيتم فيها استجواب فضل شاكر والمتهمين الآخرين في الملف نفسه، مشيراً إلى أنّ ما سيظهر في المحكمة سيكون كافيًا لتوضيح حقيقة موقف الفنان من الاتهامات المنسوبة إليه في هذه القضية.

فضل شاكر يستفيد قانونياً من إسقاط الحق الشخصي
من بين أهم التطورات في هذا الملف، يشير المحامي صبلوح إلى أن الشيخ هلال حمود قد أسقط حقه الشخصي عن عدد من المدعى عليهم في القضية، وعلى رأسهم الفنان فضل شاكر.
هذا الإسقاط، بحسب صبلوح، يُعتبر عاملًا جوهريًا من المتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في تحديد الاتجاه القانوني للحكم المرتقب.
وأضاف أن القضية شابها في بدايتها “توجيه اتهامات عشوائية”، على حد وصفه، شملت مجموعة من الأسماء من دون وجود أدلة مادية تثبت تورطهم في محاولة القتل، وهو ما يعزز توقعات الوصول إلى حكم بالبراءة لصالح فضل شاكر خلال جلسة 15 ديسمبر 2025.
فضل شاكر… نحو براءة جديدة؟
استنادًا إلى المعطيات التي تحدث عنها صبلوح، يبدو أن قرار البراءة بات احتمالاً واقعيًا، خاصة في ظل غياب الأدلة المادية التي تثبت وقوع جريمة محاولة القتل، إلى جانب إسقاط الحق الشخصي، وهو عامل مؤثر جداً في مثل هذه الملفات.
ويقول صبلوح إنّ القضية تعرّضت خلال السنوات الماضية إلى “تضخيم إعلامي” لأسباب سياسية بحتة، معتبرًا أنها أصبحت مساحة للصراع الإعلامي أكثر منها ملفًا قضائيًا متماسكًا بالأدلة.
ولذلك يتوقع أن تشهد جلسات المحاكمة المقبلة انتهاءً تدريجيًا للجدل المتعلق بهذه القضية، وإن لم تنتهِ بشكل كامل في جلسة ديسمبر الحالية.
فضل شاكر ومحاميته أماتا مبارك… ملف متشعّب وقضايا أخرى بانتظار الفصل
ورغم التركيز الكبير على جلسة 15 ديسمبر، إلا أن الفنان فضل شاكر لا يزال مرتبطًا بملفات أخرى أمام المحكمة العسكرية اللبنانية، حيث من المقرر أن يمثل أمام القاضي وسيم فياض في جلسة مؤجلة إلى 3 فبراير 2026.
صبلوح شدد على أنه يجيب فقط عن الشق المتعلق بجلسة جنايات بيروت، فيما تتولى المحامية اللبنانية الدكتورة أماتا مبارك الدفاع عن شاكر أمام المحكمة العسكرية، وهي بحسب قوله “محيطة بالكامل بملفه” وتمتلك الأدلة القانونية اللازمة لإثبات براءته من التهم الأخرى.
ويشير صبلوح إلى أنّ الحكم ببراءة فضل شاكر عام 2018 من تهم قتل الجيش اللبناني والقتال والإرهاب، يعزز منطقياً فرص حصوله على أحكام جديدة لصالحه، خاصة في القضايا التي يُتهم فيها اليوم بالانتماء لعصابة مسلحة، وتمويل عصابة مسلحة، وتهديد السلم الأهلي، وهي تهم يؤكد شاكر مراراً أنه غير مرتبط بها، وأن مواقفه السياسية السابقة هي السبب وراء الزجّ باسمه في هذه الملفات.
فضل شاكر… بين التأجيلات القانونية والأسئلة المفتوحة
يعبّر المحامي محمد صبلوح عن استغرابه من مدة التأجيل التي طلبتها محامية فضل شاكر في جلسات المحكمة العسكرية، والتي وصلت إلى 70 يومًا، لافتًا إلى أن مثل هذه القضايا عادة ما تؤجل لفترات تتراوح بين أسبوعين وشهر فقط.
لكنه أكد أن المحامية أماتا مبارك هي الأدرى بتفاصيل الملف، وبالتأكيد لديها مبررات قانونية دفعتها لطلب هذا الوقت الإضافي.
التأجيل الطويل فتح باب التساؤلات حول الخطوات المقبلة في ملف شاكر، لكنه في الوقت نفسه يعزز التوقعات بأن فريق الدفاع يعمل على تجهيز دفاع شامل يربط جميع القضايا ببعضها، خصوصًا أنّ أي حكم بالبراءة في قضية هلال حمود قد يفتح بابًا واسعًا للانفراج في الملفات الأخرى.
فضل شاكر… الفصل الأخير يقترب؟
القضية التي بدأت منذ أكثر من 12 عاماً قد تكون على وشك الدخول في مرحلتها الأخيرة.
فالمعطيات القانونية— وفق ما كشفه صبلوح — تسير باتجاه التخفيف من حجم الاتهامات وصولاً إلى براءة محتملة.
ومع وجود ملفات أخرى تنتظر البت أمام المحكمة العسكرية، فإن قرار البراءة في جلسة 15 ديسمبر قد يشكل نقطة تحوّل كبيرة في مسار القضايا العالقة، خصوصًا أن فضل شاكر يؤكد باستمرار أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم مسلح، ولم يقم بأي فعل عدائي ضد الجيش اللبناني، وأن مواقفه السياسية خلال بدايات الأزمة السورية هي ما وضعت اسمه في بؤرة الاتهامات.
![]()
فضل شاكر… نحو مرحلة جديدة؟
كل المؤشرات تشير إلى أن الأيام المقبلة قد تكون مفصلية في حياة الفنان اللبناني، سواء على المستوى القانوني أو الإعلامي.
فالجلسة المنتظرة قد لا تُغلق الملف بالكامل، لكنها بالتأكيد ستحدد وجهته، وتعيد ترتيب الأوراق في مسار قضائي استمر لسنوات طويلة.
ومع اقتراب الموعد، ينتظر الجمهور والمتابعون ما ستؤول إليه جلسة 15 ديسمبر…
هل تكون بداية طي صفحة قديمة؟
أم محطة جديدة في طريق طويل من الجدل؟
