إسبانيا – السابعة الإخبارية
لامين يامال.. أثار حفل عيد الميلاد الثامن عشر لنجم برشلونة الصاعد لامين يامال موجة من الغضب الشعبي والانتقادات الرسمية، بعدما تسرّبت صور ومقاطع فيديو توثق مظاهر “مخالفة للقيم”، وُصفت بأنها مهينة ومثيرة للجدل، وسط مطالبات حكومية بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحفل.
وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد أقيم الحفل في قصر خاص بتصميم مستوحى من أفلام المافيا، بحضور عدد من الشخصيات المعروفة، من بينهم زميله في الفريق روبرت ليفاندوفسكي، إضافة إلى مشاركة نسائية واسعة وشخصيات وُصفت بأنها “جزء من عرض ترفيهي مثير للجدل”، بينهم خمسة رجال من ذوي التقزم، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الحقوقية الإسبانية.

لامين يامال: مشاهد مثيرة من الحفل ومطالبات بالمحاسبة
الصور التي انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت دخول الضيوف إلى الحفل عبر نقطة تفتيش تحاكي مشاهد من أفلام العصابات، بينما التزمت بعض النساء بارتداء ملابس كُشف لاحقًا أنها جزء من “شروط جسدية” فُرضت على المدعوات.
العارضة الإسبانية كلوديا كالفو فجّرت جزءًا من القصة عندما كشفت، عبر برنامج “Tardear TV”، أنها تلقّت عرضًا بقيمة 20 ألف يورو مقابل حضور الحفل لمدة 24 ساعة دون الكشف عن موقعه، بشرط الالتزام بمواصفات جسدية محددة تتعلق بمقاسات معينة. كالفو رفضت العرض فور علمها بالشروط، وأكدت أنها شعرت بالإهانة الشخصية والأخلاقية من الطريقة التي تمت بها الأمور.
انتقادات حقوقية وتدخل حكومي
أحدثت تفاصيل الحفل موجة من الغضب بين المنظمات المعنية بحقوق ذوي الإعاقة، خاصة بعد مشاركة عدد من الأشخاص من ذوي التقزم كجزء من المشهد الاحتفالي. وأصدرت جمعية ADEE، المعنية بحقوق المصابين بتقزم الغضروف واضطرابات الهيكل العظمي، بيانًا أدانت فيه بشدة ما وصفته بـ”استغلال غير أخلاقي ومهين لكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة”.
وفي تصعيد لافت، دخلت الحكومة الإسبانية على الخط، حيث أعلن خيسوس مارتين، المدير العام لشؤون الإعاقة، أن ما حدث يجب ألا يمر مرور الكرام، وأن النجم الشاب قد يواجه غرامة تصل إلى 867 ألف جنيه إسترليني في حال ثبوت مسؤولية مباشرة عنه. وأضاف مارتين في تصريحاته: “القانون يسري على الجميع، ولا حصانة لأحد في حال تم انتهاك كرامة الآخرين، بغض النظر عن شهرتهم أو إنجازاتهم”.
تأثير سلبي على الشباب وجمهور كرة القدم
ضمن تصريحاته، أشار مارتين إلى القلق من التأثير السلبي الذي قد يخلفه هذا النوع من السلوك على جمهور لامين يامال من المراهقين والشباب، الذين يعتبرونه قدوة كروية. وأضاف أن الأحداث التي وقعت في الحفل تسيء للرياضة كرسالة قيمية وإنسانية، كما تشكّل خطرًا في حال تكرارها أو تقليدها من قِبل فئات أخرى من المجتمع.
صمت رسمي من يامال وفيديو من دقيقة واحدة
رغم تصاعد الانتقادات، لم يصدر عن لامين يامال أو فريقه أي بيان توضيحي أو اعتذار رسمي حتى لحظة إعداد المقال. واكتفى اللاعب الشاب بنشر فيديو قصير لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة، عبر حسابه الرسمي، يظهر فيه وهو يرتدي بدلة بيضاء فاخرة، ونظارات شمسية، وعصا خشبية، محاطًا بالأضواء والورود الحمراء. كما ارتدى قلادة تحمل الأحرف الأولى من اسمه “LY”، قدّمها له مغني الراب الدومينيكاني الشهير إل ألفا، الذي حضر المناسبة.
البعض وصف الفيديو بأنه محاولة لتجميل الصورة وسط العاصفة الإعلامية، بينما رأى آخرون فيه تجاهلًا غير مسؤول لتداعيات الحفل وتأثيره على صورة اللاعب الناشئ.

كرة القدم وقضايا الأخلاق: إلى أين؟
يثير هذا الحدث تساؤلات أوسع حول العلاقة بين الشهرة المبكرة والسلوكيات العامة للرياضيين الشباب. فبينما يحقق يامال تقدمًا مذهلًا على أرضية الملعب، حيث يُعد من أبرز المواهب في برشلونة والمنتخب الإسباني، فإن ما جرى في حفل عيد ميلاده يسلط الضوء على التحديات الأخلاقية التي يواجهها النجوم في سن مبكرة، دون وجود توجيه أو رقابة واضحة.
ويخشى المراقبون من أن يتحوّل المشهد الرياضي إلى ساحة لتطبيع سلوكيات تُعد مسيئة أو خطيرة، لا سيما في ظل المتابعة الحثيثة من الجماهير، وخصوصًا الفئات الصغيرة التي ترى في الرياضيين نموذجًا يُحتذى.
تبقى القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات، في انتظار نتائج التحقيقات التي قد تُحدد ما إذا كان لامين يامال مسؤولًا مباشرة عن تنظيم الحفل بهذه الطريقة، أم أنه ضحية لخيارات غير مدروسة من المحيطين به.
ومهما كانت النتائج، فإن الدرس الأهم يتمثل في أن الشهرة لا تعني الحصانة، وأن المسؤولية الأخلاقية ينبغي أن ترافق اللاعب داخل الملعب وخارجه على حد سواء.
