إنجلترا – السابعة الإخبارية
محمد صلاح.. ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بفيديو مثير للجدل، زُعم فيه أن النجمة العالمية ريهانا قدّمت أغنية خاصة للنجم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، في مشهد وصفه البعض بـ”المفاجئ وغير المتوقع”، بينما اعتبره آخرون “تعاونًا فنّيًا حُلمًا تحقق”.
إلا أن الحقيقة كانت أبعد تمامًا عن التوقعات، حيث ثبت أن الفيديو مزيف، وتم إنتاجه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتحديدًا أدوات تقليد الأصوات وتوليد الأغاني الوهمية التي باتت تنتشر على نطاق واسع في الفترة الأخيرة.

صوت يشبه ريهانا.. واسم محمد صلاح يتردد في الأغنية
يُظهر الفيديو الذي انتشر بشكل كبير عبر فيسبوك وتيك توك ويوتيوب شورتس مقطعًا غنائيًا بصوت يبدو مشابهًا جدًا لصوت ريهانا، وهي تردد اسم “محمد صلاح” بطريقة موسيقية، ما أوحى للكثيرين بأن الأغنية حقيقية، خصوصًا مع إرفاق المقطع بصور مركبة للثنائي ومونتاج احترافي.
لكن عند التحقق الفني من المقطع، تبيّن أن الصوت تم توليده باستخدام أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتقليد الأصوات البشرية بدقة، حيث لم يُعثر على أي تسجيل رسمي للأغنية على المنصات الموسيقية المعتمدة مثل:
Spotify
Apple Music
YouTube (القناة الرسمية لريهانا)
أو أي وسيلة إعلامية عالمية موثوقة
كما لم يصدر أي تصريح رسمي من ريهانا أو من فريقها الفني حول المقطع، ما يؤكد أنه عمل غير حقيقي بالكامل.
لا تعاون رسمي.. مجرد خيال جماهيري
يرى مراقبون أن السبب وراء انتشار الفيديو يعود إلى شعبية كل من ريهانا ومحمد صلاح، فالأولى تُعد من أيقونات الموسيقى العالمية وواحدة من أكثر الفنانات مبيعًا في التاريخ، بينما يتمتع محمد صلاح بشعبية جارفة في العالم العربي وأوروبا، وقد تحوّل إلى رمز رياضي وثقافي في مصر وخارجها.
ومع تصاعد ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى ترفيهي وهمي، بات من السهل إنتاج مقاطع صوتية أو مرئية تبدو واقعية بشكل كبير، مما يُثير جدلًا متجددًا حول أخلاقيات استخدام التكنولوجيا في الترفيه والتضليل الإعلامي.
الذكاء الاصطناعي والفن.. بين الإبداع والانتحال
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبق أن انتشرت مقاطع مماثلة تُظهر أصواتًا شبيهة بفنانين عالميين مثل دريك، إد شيران، وكانييه ويست وهم يغنون أغاني لم يسجلوها أبدًا.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بات من الممكن لأي مستخدم يملك تطبيقًا مناسبًا أن:
يُدخل نصًا غنائيًا معينًا
يختار صوتًا لفنان شهير
ويخرج بأغنية تبدو واقعية بنسبة تتجاوز 90%
وهو ما يُثير تساؤلات جدية حول حقوق الملكية الفكرية، وحماية العلامات الصوتية، ومسؤولية المستخدمين والمطورين.
الجهات الرسمية تنفي.. وريهانا تلتزم الصمت
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي توضيح من ريهانا أو إدارتها الإعلامية، كما لم تُنشر الأغنية عبر أي من حساباتها على إنستغرام، تويتر (X)، أو تيك توك.
في المقابل، أكد خبراء تقنيون ومواقع مختصة في تتبع محتوى الذكاء الاصطناعي مثل Wired وTechCrunch أن المقطع يندرج ضمن “المحتوى المزيف العاطفي”، وهو أسلوب منتشر حديثًا يدمج بين الشخصيات العامة والمحتوى الزائف لخلق مشاهد ترفيهية أو دعائية.
تحذير من التضليل الرقمي
وفي ظل هذا الانتشار الواسع للفيديو، دعا متخصصون في الإعلام الرقمي المستخدمين إلى ضرورة التحقق من صحة المحتوى قبل تداوله، والاعتماد على مصادر رسمية، خصوصًا عند التعامل مع أسماء عالمية وشخصيات عامة.
كما نبّهوا إلى أن هذه الظاهرة تمثل تحديًا كبيرًا أمام منصات التواصل، التي لم تُطور حتى الآن أدوات فعالة للتمييز التلقائي بين المحتوى الأصلي والمزيف بتقنية الصوت.

في النهاية، ورغم طرافة الفكرة، فإن الفيديو الذي يُظهر ريهانا تغني لمحمد صلاح هو نتاج للذكاء الاصطناعي وليس تعاونًا حقيقيًا، ويُعد مثالًا جديدًا على القدرات المتزايدة للتقنيات الحديثة في خلق محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي.
ويُذكر أن محمد صلاح لم يُعلّق على الفيديو، بينما يستعد لقيادة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ويواصل موسمه مع ليفربول وسط إشادة مستمرة من الجمهور والإعلام.
