الإمارات- السابعة الإخبارية
أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الجمعة، حزمة من القرارات التأديبية المتعلقة بالأحداث التي رافقت مباراة منتخبي الإمارات وقطر، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، والتي أقيمت في الدوحة بتاريخ 14 أكتوبر الماضي، على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد.
وانتهت المباراة آنذاك بفوز المنتخب القطري بنتيجة 2-1، ليحجز مقعده في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، بعد تأهله السابق بصفته الدولة المستضيفة لمونديال 2022.
غير أن أجواء اللقاء شهدت توترًا كبيرًا ومشادات بين اللاعبين والجماهير، امتدت من أرضية الملعب إلى المدرجات ومحيط الاستاد، ما استدعى تدخّل قوات الأمن، وأثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بفتح تحقيق شامل حول ما حدث.

قرارات لجنة الانضباط
ووفقًا لبيان رسمي أصدره “فيفا” اليوم، قررت لجنة الانضباط:
1. تغريم الاتحادين الإماراتي والقطري ماليًا بسبب “سلوك غير لائق للجماهير”، حيث تم فرض غرامة قدرها 120 ألف فرنك سويسري على الاتحاد الإماراتي، و80 ألف فرنك سويسري على الاتحاد القطري.
2. إلزام الاتحادين بتطبيق إجراءات أمنية إضافية في المباريات المقبلة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، بما يشمل تعزيز نظم التفتيش والدخول الآمن للجماهير.
3. إيقاف ثلاثة لاعبين من كلا المنتخبين لمباراتين دوليتين رسميتين، بعد ثبوت مشاركتهم في اشتباكات داخل أرض الملعب عقب صافرة النهاية.
4. توجيه إنذار رسمي إلى الجهازين الفنيين للمنتخبين بسبب “عدم السيطرة على مجريات الأمور أثناء المباراة”.
5. تكليف مراقبين دوليين من “فيفا” بمتابعة التزام الاتحادات بقرارات اللجنة خلال الفترة المقبلة.
خلفية الأحداث
بدأت المشاحنات بعد دقائق من إطلاق الحكم صافرة النهاية، إذ أظهرت اللقطات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي احتكاكًا بين عدد من اللاعبين أثناء مصافحة ما بعد المباراة، قبل أن تتطور الأمور إلى اشتباك محدود بالأيدي.
وتدخلت الأجهزة الأمنية والطاقم الإداري لكلا المنتخبين لاحتواء الموقف، فيما أفادت تقارير محلية أن عددًا من المشجعين تبادلوا الهتافات الاستفزازية خارج الاستاد، ما أدى إلى فوضى محدودة تمت السيطرة عليها بسرعة.
كما أظهرت الكاميرات في النقل المباشر قيام بعض الجماهير بإلقاء زجاجات مياه وأعلام داخل أرض الملعب، الأمر الذي اعتبره “فيفا” انتهاكًا واضحًا للوائح الانضباط والسلوك الرياضي.

ردود فعل اتحادي الإمارات وقطر
في أول تعليق له، أصدر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم بيانًا مقتضبًا أكد فيه احترامه الكامل لقرارات الاتحاد الدولي، مشيرًا إلى أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار ما حدث، مع التشديد على التزامه بمبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف.
من جانبه، قال الاتحاد القطري لكرة القدم إنه يتعاون مع لجنة الانضباط في كل ما يتعلق بتقارير المباراة، موضحًا أن بعض الأحداث “تم تضخيمها إعلاميًا”، وأن الغالبية العظمى من الجماهير التزمت بالسلوك الحضاري طوال اللقاء.
“فيفا”: لا تسامح مع السلوك غير الرياضي
وأكد بيان “فيفا” أن المؤسسة الدولية تتبنى سياسة “عدم التسامح مطلقًا” مع أي شكل من أشكال العنف أو التمييز أو الفوضىداخل الملاعب، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه العقوبات هو الحفاظ على نزاهة اللعبة وسلامة جميع المشاركين.
وجاء في البيان:
“كرة القدم هي وسيلة لتوحيد الشعوب، لا لتقسيمها. لذلك، فإن أي سلوك يسيء إلى قيم الاحترام والتنافس النزيه سيواجه بإجراءات صارمة، مهما كانت هوية الأطراف المعنية.”
استعدادات المنتخبين للمرحلة المقبلة
يستعد المنتخب الإماراتي الآن لخوض مباريات التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026، تحت قيادة مدربه الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، وسط طموحات بتعويض خسارة الملحق وتحقيق عودة قوية.
أما المنتخب القطري، فيواصل تحضيراته المكثفة للمشاركة في النهائيات، مع تطلع الجهاز الفني بقيادة البرتغالي كارلوس كيروشإلى الظهور بصورة مشرفة في البطولة العالمية المقبلة.
تأتي قرارات “فيفا” لتؤكد حرص الاتحاد الدولي على فرض الانضباط والعدالة داخل الملاعب، في وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالحفاظ على سلوك الجماهير واللاعبين على حد سواء.
ومع اقتراب موعد كأس العالم 2026، تسعى المنظومة الكروية الآسيوية إلى تعزيز قيم الروح الرياضية والالتزام بالقوانين، حتى تبقى كرة القدم لغةً للسلام والتقارب بين الشعوب، لا ساحةً للانقسام أو الفوضى.

