تركيا – السابعة الاخبارية
فيلم صباح الخير يا حبيبي، في خطوة غير متوقعة، أعلنت شركة الإنتاج التركية Atölye Yapım عن تأجيل تصوير فيلم صباح الخير حبيبي، الذي كان من المقرر انطلاقه مطلع شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ليبدأ التصوير بدلًا من ذلك في يونيو 2026، ما أثار فضول وتساؤلات جمهور النجمة فرح زينب عبدالله والمغني غوكان أوزوغوز، اللذين يتصدران بطولة الفيلم.
القرار جاء بعد أسابيع من التحضيرات الفنية الدقيقة التي لم تكتمل بالشكل المرجو، ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الشركة المنتجة، فإن سبب التأجيل تقني بالدرجة الأولى، ويعكس حرصًا واضحًا على جودة المشروع السينمائي المرتقب.
فيلم صباح الخير حبيبي.. السبب وراء التأجيل: المكياج الاصطناعي حجر عثرة
كشفت Atölye Yapım أن تأجيل التصوير جاء بعد اكتشاف الفريق الفني أن عملية تحويل ملامح الشخصيات باستخدام تقنيات المكياج الاصطناعي (البلاستيك ميك أب) لن تكون جاهزة في الوقت المحدد.
وأكد البيان أن هذه المرحلة من التحضير تعتبر أساسية في بناء الشخصيات بصريًا، خاصة بطلة القصة التي تتطلب تغييرًا دراماتيكيًا في شكل وجهها ليتناسب مع تطورات الأحداث، وهو عنصر محوري في العمل.
وأضاف البيان:
بعد ستة أسابيع من التجهيزات، تبين لنا أن التعديلات الخاصة بالشخصيات والوجوه لن تُنجز قبل بدء التصوير. تنفيذ هذه التغييرات بشكل متسرع قد يضر بجودة الفيلم ككل، لذا قررنا التريث والتعاون مع فريق محترف من الولايات المتحدة لإجراء الاختبارات وتطوير المكياج الصناعي على أعلى المعايير الممكنة.
هذا التوجه يعكس طموحًا واضحًا في تقديم تجربة بصرية ترتقي إلى مستوى الإنتاجات العالمية، خصوصًا أن التغيير في مظهر البطلة ليس مجرد تفصيلة بل جزء جوهري في سرد القصة.
صباح الخير حبيبي”: قصة استثنائية من وحي الواقع
الفيلم مأخوذ عن **قصة حقيقية** تم نشرها في إحدى الصحف التركية، وتدور أحداثه حول فتاة تُدعى **دِلا**، تضطر إلى تغيير ملامح وجهها بالكامل باستخدام عمليات تجميل متقدمة، من أجل الهروب من رجل يحاول السيطرة عليها وتحويل حياتها إلى كابوس دائم.
العمل يغوص في أعماق النفس البشرية، ويطرح تساؤلات فلسفية واجتماعية حول **الهوية والحرية الشخصية وإمكانية إعادة تشكيل الذات** في عالم يفرض على المرأة معايير قاسية من الطاعة والانقياد.
من خلال التحول الجسدي الذي تخضع له البطلة، يسلط الفيلم الضوء على الأبعاد النفسية للهرب من العنف والسيطرة، لكنه لا يكتفي بالطرح السردي، بل يقدم معالجة فنية تحتاج إلى دعم تقني فائق يعكس التحولات الواقعية في مظهر الشخصية الرئيسية.
فرح زينب عبدالله: من التمثيل إلى التأليف
من الجدير بالذكر أن هذا الفيلم لا يشهد فقط مشاركة فرح زينب عبدالله كممثلة في دور البطولة، بل هو أيضًا من تأليفها، مما يضيف طابعًا شخصيًا عميقًا إلى المشروع. وقد أعربت في تصريحات سابقة عن شغفها الكبير بالقصة، وعن رغبتها في تقديم حكاية تمس مشاعر الجمهور وتتحدث عن قضايا إنسانية تعيشها الكثير من النساء.
معروفة بقدرتها على تجسيد الأدوار المركبة والمعقدة، يبدو أن فرح زينب عبدالله وجدت في هذا المشروع فرصة لاستعراض طاقاتها كمؤلفة وممثلة على حد سواء، مما يمنحه خصوصية قد تميّزه عن الأعمال المعتادة في السينما التركية.
فريق عمل متكامل يجمع بين الموسيقى والدراما
يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب فرح زينب عبدالله، المغني والممثل غوكان أوزوغوز، المعروف بأدائه الغنائي القوي ووجوده اللافت على الشاشة. ومن المنتظر أن يقدم شخصية جديدة عليه فنيًا، قد تجمع بين الطابع الموسيقي والدرامي، مما يزيد من تنوع الفيلم.
كما يضم طاقم العمل كلًا من:
حسين أفني دانيال
كوبلاي تونجيري
دنيز أركاك
أوزغون أيدن
هذه التوليفة من النجوم تجمع بين الخبرة والشباب، وتعد بمزيج فني قادر على حمل قصة معقدة ومؤثرة مثل قصة “صباح الخير حبيبي”.
رغم التأجيل: الحماسة مستمرة
رغم الإعلان عن تأجيل التصوير لمدة تسعة أشهر تقريبًا، أكدت شركة الإنتاج أن فريق العمل ما زال متحمسًا للمشروع، وأن فترة التأجيل ستُستغل بشكل إيجابي لتطوير كافة جوانب الفيلم، بدءًا من التقنيات البصرية إلى تعميق أداء الشخصيات.
وورد في البيان:
> *”نحن نعلم أن التأجيل قد يكون محبطًا للبعض، لكننا نؤمن أن الانتظار سيؤتي ثماره. الجمهور يستحق فيلمًا بمستوى عالمي، ونحن على يقين أن العمل سيوفر تجربة سينمائية لا تُنسى.”*
تجربة تركية بروح هوليوودية
ما يميز فيلم “صباح الخير حبيبي” عن غيره من الإنتاجات التركية هو سعيه الواضح لرفع سقف المعايير الفنية، سواء من خلال استخدام تقنيات عالية المستوى أو التعاون مع خبراء من خارج البلاد، وهو ما يشير إلى طموح في **منافسة الأفلام العالمية**.
في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لتوسيع نفوذها السينمائي دوليًا، يمثل هذا الفيلم نموذجًا للتوجه الجديد الذي يجمع بين القصص المحلية والتقنيات العالمية، مما يجعله محط أنظار محبي السينما التركية والفن الدرامي الرفيع.
الختام: الانتظار له ما يبرره
على الرغم من خيبة الأمل التي قد يشعر بها عشاق فرح زينب عبدالله بسبب تأجيل العمل، فإن الأسباب الفنية المعلنة تؤكد أن المشروع يسير في اتجاه ناضج ومحترف.
“صباح الخير حبيبي” لا يبدو كفيلم عاطفي تقليدي، بل كرحلة سينمائية تحمل أبعادًا إنسانية وتحديات تقنية وفنية كبرى، وهو ما يجعلنا ننتظر يونيو 2026 بشغف، آملين أن يكون الفيلم عند حسن الظن والتوقعات التي بدأت تُبنى منذ الآن.