متابعات- علي موسى
لم يتوقع أكثر المتشائمين في مدينة درنة الليبية، أن تصل كارثة الإعصار دانيال، الأحد الماضي، إلى حجم السيول والفيضانات، التي اجتاحت مجري نهر يخلو عادة من الماء، وانهيار سدين، لتدمر الشوارع والمنازل، وتقتلع الأشجار.
وعلى مدار أسبوع كامل منذ وقوع الكارثة، سجلت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا 3922 حالة وفاة وأكثر من خمسة آلاف في عداد القتلي. وما زال المنقذون حتى الآن يبحثون عن الجثث تحت الوحول والأنقاض المتراكمة.
الخسائر البشرية فادحة
وتخشي السلطات الليبية أن تكون الحصيلة البشرية فادحة وسط خسائر هائلة في المدينة التي كانت تعد 100 ألف نسمة قبل الكارثة.
وقال الهلال الأحمر الليبي، إن عدد الوفيات جراء الإعصار تجاوز 11000 شخص، بينما بلغ عدد المفقودين نحو 20000 شخص.
في حين قال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا، استناداً إلى حجم الأضرار الناجمة عن الإعصار.
وأضاف أحمد امدورد نائب عميد بلدية درنة إنه تم دفن أكثر من 2200 جثة حتى الآن في مدينة درنة فقط.
وأعلن جهاز الطوارئ الليبي رفع حالة الطوارئ القصوى فى مدينة درنة، وذلك بسبب انتشار الجثث بالشوارع.
لا يمكن حصر أعداد الضحايا
بينما أعلنت وزارة الداخلية الليبية انبعاث الروائح من الجثث المنتشرة فى شوارع المناطق المنكوبة نتيجة الفيضانات موضحة أنه لا يمكن حصر أعداد الضحايا بدقة، حيث لقي الآلاف حتفهم وما زال آلاف آخرون فى عداد المفقودين بسبب الكارثة.
ويواجه سكان وفرق إغاثة في مدينة درنة الليبية صعوبة كبيرة فى التعامل مع الأف الجثث التى أعادتها الأمواج لليابسة أو تتحلل تحت الأنقاض بعد أن دمرت الفيضانات المبانى وألقت بالكثيررين فى البحر.
وقامت السلطات الليبية بالتعامل مع آلاف الجثث التى أعادتها الأمواج لليابسة بدفنها فى مقابر جماعية، حيث قامت بدفن أكثر من ألف شخص في درنة وأكثر من 100 آخرين فى مدينة البيضاء منذ وقوع الكارثة.
البحث عن المفقودين
حتى الآن يواصل المسعفون والمتطوعون العمل بحثاً عن آلاف المفقودين في درنة بعد الفيضانات الهائلة التي اجتاحت المدنية الواقعة على ساحل ليبيا الشرقي، حيث أكد مارتن غريفيث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن حجم الكارثة في ليبيا لا يزال مجهولاً.
وكشف أسامة هيبة عضو غرفة الطوارئ في مدينة البيضاء، تفاصيل وفاة شاب حاول إجلاء أسرة كانوا يحتموا في دور مرتفع من منزلهم الذي ابتلعه الإعصار جراء السيول الجارفة وسقط في ظلماتها.
وقال هيبة إن الشاب لقي مصرعه أثناء محاولته إنقاذ أسرة، حيث كان مع أصدقائه يبذلون جهودا جبارة لإنقاذ العالقين والمتضررين من العاصفة.
وعقب سماعه استغاثة أطفال يبكون في أحد المنازل المحاصره بسيول الفيضانات واثناء سيرة لمحاولة إنقاذهم واجه صعوبات كبيرة وارتفعت مستويات المياه إلى الطوابق العليا.
وبعد أن ربط حبلاً حول وسطه انطلق في مهمته لإنقاذ أفراد الأسرة المحاصرة، وعندما وصل إليهم لم يكن يعلم أن السيل الجارف في انتظاره لينقعطع الحبل ويسقط في ظلمة السيول المتدفقة وهو يصرخ النجدة النجدة.
جثث مطمورة
بينما قال سكان في مدنية درنة إن مئات الجثث لا تزال مطمورة تحت أطنان الوحول والأنقاض المتراكمة.
وقال أحد الناجين يدعي عبد العزيز بوسمية ـ29 سنةـ المقيم في حي شيحا في درنة ” كانت المياه تحمل وحولا واشجارا وحطاما من الحديد، وعبرت كيلومترات قبل أن تحتاج وسط المدينة وتجرف أو تطمر كل ما يأتي في طريقها، مقدراً أعداد القتلى بحوالى 10% من سكان المدينة.
أضاف وهو يلمم شتات نفسه ” فقدت أقرباء وأصدقاء، منهم من طمروا تحت الوحل ومنهم من جرفتهم المياه إلى البحر.
الجثث تتقاذفها الأمواج
فيما قال يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا إن الكارثة كانت عنيفة جداً، موضحاً أن موجة بارتفاع 7 أمتار جرفت الأبنية والبنى التحتية إلى البحر، مشيرا إلى أن هناك ” جثثا تتقاذفها الأمواج على الشاطئ.
ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، وذلك بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 1000 شخص دفنوا فى مقابر جماعية منذ وقوع الكارثة.
*************
– لوضع اسم مؤسستك أو شركتك ضمن المقال يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي:
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: