أمريكا- السابعة الإخبارية
ريال مدريد.. في مفاجأة لافتة لعشاق كرة القدم والموسيقى على حد سواء، ظهر اسم نادي ريال مدريد الإسباني في أحدث ألبومات نجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت، ليؤكد من جديد أن النادي الملكي لم يعد مجرد فريق رياضي، بل علامة ثقافية عالمية تمتد إلى مجالات الفن والموسيقى وتدخل في وجدان الجماهير بمختلف لغاتهم واهتماماتهم.
تايلور سويفت تضع ريال مدريد في «قائمة الأمنيات»
أطلقت تايلور سويفت، الفائزة بـ14 جائزة «غرامي»، ألبومها الجديد بعنوان «حياة فتاة الاستعراض»، والذي يضم 12 أغنية متنوّعة المواضيع. إلا أن أغنية بعنوان «قائمة الأمنيات» كانت الأكثر إثارة للجدل، بعدما تضمنت إشارة مباشرة إلى ريال مدريد، حيث تغنّت سويفت بجملة تقول فيها: «إنهم يريدون كل شيء.. إنهم يريدون عقداً مع ريال مدريد».
ويأتي هذا المقطع في سياق الحديث عن الطموح وتحقيق الأحلام الكبرى، ليضع الانضمام إلى صفوف ريال مدريد في مصاف الإنجازات القصوى التي يسعى إليها أي لاعب كرة قدم، تماماً كما يسعى عشاق الموسيقى لتحقيق الشهرة والنجومية.

رمز عالمي يتجاوز المستطيل الأخضر
يرى محللون أن إدراج اسم ريال مدريد في أغنية لتايلور سويفت، التي تُعد من أبرز نجمات الغناء في العالم، يُجسد المكانة الفريدة للنادي كرمز عالمي يتجاوز حدود الرياضة. فالفريق الإسباني الحائز على 15 لقباً في دوري أبطال أوروبا، لم يعد يقتصر تأثيره على جماهير كرة القدم، بل أصبح جزءاً من الثقافة الشعبية العالمية، شأنه شأن أسماء كبرى في عالم الترفيه والموضة.
ويقول بعض النقاد إن ذكر ريال مدريد في أغنية غربية يعبّر عن «القوة الناعمة» لكرة القدم، باعتبارها لغة عالمية قادرة على اختراق الفنون والثقافات، وتقديم نفسها كرمز للنجاح والهيبة.
تفاعل جماهيري واسع عبر المنصات
سرعان ما انتشر خبر ظهور ريال مدريد في أغنية تايلور سويفت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أعاد مشجعو النادي الملكي نشر مقاطع من الأغنية مع تعليقات مليئة بالفخر. واعتبر بعضهم أن إدراج اسم ريال مدريد في عمل موسيقي عالمي «يكرّس تفوّق النادي على مستوى الشعبية والرمزية».
في المقابل، أشار آخرون إلى أن هذه الخطوة تعكس مدى تغلغل كرة القدم الأوروبية في الثقافة الغربية، حيث لم تعد مجرد رياضة، بل أصبحت مرجعاً ثقافياً يوازي السينما والموسيقى من حيث التأثير الجماهيري.
العلاقة بين كرة القدم والثقافة الشعبية
الظاهرة ليست جديدة تماماً، إذ سبق أن ذُكرت أسماء أندية أوروبية وعالمية في أعمال فنية وموسيقية، لكن ما يميز حالة ريال مدريد مع سويفت هو أنه جاء في عمل لفنانة تُعد من الأيقونات الثقافية الكبرى في القرن الحادي والعشرين.
ويُشير خبراء التسويق الرياضي إلى أن الأندية الكبرى، مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد، تستثمر منذ سنوات في تعزيز حضورها الثقافي، سواء من خلال التعاون مع شركات الأزياء العالمية أو التواجد في أعمال فنية وسينمائية. ويُعد ظهور اسم ريال مدريد في أغنية سويفت امتداداً طبيعياً لهذه الاستراتيجية، إذ يرسّخ صورة النادي كرمز للنجاح والطموح على المستوى العالمي.
تايلور سويفت بين الفن والرمزية
معروف عن تايلور سويفت استخدام الرموز والإشارات الثقافية في أغانيها للتعبير عن مشاعرها وأفكارها، حيث تمزج بين الشخصي والعام، وبين الفن والواقع. وفي هذا السياق، يبدو اختيارها لاسم الريال مدروساً، باعتباره مثالاً واضحاً على التميز والهيمنة في مجاله، تماماً كما تطمح هي للحفاظ على ريادتها في مجال الموسيقى.
ويقول نقاد إن هذه الإشارة تعكس أيضاً إدراك سويفت لأهمية كرة القدم كعامل مؤثر في حياة مئات الملايين من المعجبين حول العالم، وهو ما يضيف إلى أعمالها بعداً جماهيرياً أوسع.
نجاحات الألبوم الجديد
الألبوم «حياة فتاة الاستعراض» حقق منذ الساعات الأولى لطرحه تفاعلاً واسعاً، وسط توقعات بأن يتصدر قريباً قوائم المبيعات في الولايات المتحدة والعالم. ويأتي ذلك بعد النجاح الساحق لألبومها السابق «قسم الشعراء المعذبين»، الذي باع أكثر من 8 ملايين نسخة في الولايات المتحدة وحدها، وفق بيانات شركة «لومينيت».
كما تواصل سويفت تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية، إذ تجاوزت إيرادات جولتها الغنائية الأخيرة «إيراس تور» ملياري دولار، لتصبح الأعلى دخلاً في تاريخ الحفلات الموسيقية.
يبقى ذكر ريال مدريد في أغنية تايلور سويفت أكثر من مجرد تفصيل عابر؛ فهو يعكس تقاطع عالمين ضخمين: الفن والرياضة. فكلاهما يقوم على الشغف الجماهيري، والقدرة على الإلهام، وصناعة الرموز. وربما لهذا السبب بدا من الطبيعي أن يلتقيا في «قائمة الأمنيات»، حيث يجسد ريال مدريد «الحلم الكروي الأكبر»، بينما تمثل تايلور سويفت «النجمة التي تصوغ أحلام الملايين» في مجال الموسيقى.