الكويت – السابعة الإخبارية
حياة الفهد.. أثارت الصفحة الرسمية للفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد قلق جمهورها ومحبيها في الخليج والوطن العربي، بعد نشرها رسالة مؤثرة تطلب فيها الدعاء إثر تعرضها لوعكة صحية استدعت خضوعها للرعاية الطبية.
رسالة تطلب الدعاء
وقد نشرت الصفحة صورة تحمل آية قرآنية من سورة الإسراء: “أمن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء”، وعلّقت عليها بعبارة: “نسأل الله الشفاء والعافية لأمنا الغالية حياة الفهد”. كما أرفقت صورة أخرى جاء فيها: “اللهم لطفك وشفاءك لكل مريض ينتظرمنك الفرج”.
هذه الرسائل البسيطة كانت كافية لإشعال موجة كبيرة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تسابق محبو الفنانة للدعاء لها بالشفاء العاجل، وامتلأت التعليقات بعبارات المحبة والامتنان لمسيرتها الطويلة في الفن الخليجي والعربي.

جمهور واسع يتضامن
ما إن انتشر الخبر حتى تصدرت حياة الفهد قوائم التفاعل في منصات التواصل، إذ شارك آلاف المستخدمين منشورات تدعو لها بالسلامة، مؤكدين أنها ليست مجرد فنانة عابرة، بل رمز فني وإنساني ارتبطت أعماله بذاكرة أجيال متعاقبة.
الجمهور وصفها بأنها “أم الجميع”، لما تحمله من مكانة خاصة في قلوبهم، ليس فقط من خلال أدوارها التي جسدت الأم الحنون أو المرأة الصلبة، بل أيضًا لشخصيتها الحقيقية التي عُرفت بالبساطة والصدق والتواضع.
تطورات حالتها الصحية
مصادر مقربة من الفنانة أكدت أن حالتها الصحية تشهد تحسنًا تدريجيًا، لكنها ما تزال بحاجة إلى متابعة طبية دقيقة خلال الفترة الحالية. وكانت حياة الفهد قد تعرضت في 13 أغسطس (آب) الماضي لوعكة مفاجئة نقلت على إثرها إلى المستشفى، حيث وضعت تحت إشراف فريق طبي مختص يتابع تطورات حالتها بشكل مستمر.
ورغم أن المقربين طمأنوا جمهورها، فإن الرسالة الأخيرة عبر “إنستغرام” أعادت القلق إلى الواجهة، وهو ما انعكس في موجة من الدعاء والتعاطف الواسع عبر المنصات المختلفة.
مسيرة فنية ممتدة لعقود
تُعد حياة الفهد واحدة من أهم أيقونات الدراما الخليجية، إذ بدأت مشوارها الفني في ستينيات القرن الماضي، واستطاعت أن تثبت نفسها بسرعة بفضل موهبتها الفريدة وقدرتها على تجسيد شخصيات متنوعة تجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية.
قدّمت عبر مسيرتها عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية التي تركت بصمة قوية في وجدان المشاهد العربي، من بينها مسلسلات خالدة ناقشت قضايا الأسرة والمجتمع، وأسهمت في إبراز صورة المرأة الخليجية بصفتها شخصية فاعلة ومؤثرة.
كما امتازت أعمالها بالجرأة في طرح قضايا حساسة، وبالقدرة على المزاوجة بين الواقعية الفنية والبُعد الإنساني، ما جعلها واحدة من أكثر الممثلات قربًا من الجمهور.

حياة الفهد.. أيقونة الأمومة على الشاشة
واحدة من أبرز السمات التي التصقت باسم حياة الفهد هي قدرتها على أداء أدوار الأم بمصداقية عالية، حيث جسدت شخصيات ملهمة عكست التضحيات والصبر والقوة، ما جعل الجمهور يربط صورتها دائمًا بـ”الأم الثانية”.
هذا الارتباط النفسي يفسر حجم القلق والتفاعل الكبيرين اللذين أثارهما خبر مرضها، إذ يشعر كثيرون أن الأمر يمس فردًا من عائلتهم، وليس مجرد نجمة درامية.
تفاعل الفنانين والإعلاميين
لم يقتصر التضامن مع حياة الفهد على الجمهور فقط، بل بادر عدد من الفنانين والإعلاميين الخليجيين والعرب إلى الدعاء لها علنًا عبر حساباتهم، مؤكدين أن غيابها عن الساحة – ولو مؤقتًا – يترك فراغًا كبيرًا.
وتناقل فنانون عبارات مؤثرة تشيد بإنجازاتها، معربين عن أملهم في رؤيتها قريبًا على الشاشة بكامل صحتها، لتواصل عطاءها الفني الذي لم يتوقف منذ أكثر من نصف قرن.
الفن كرسالة إنسانية
اللافت أن خبر مرض الفنانة القديرة حياة الفهد لم يُقرأ فقط بوصفه حدثًا عابرًا يخص فنانة مشهورة، بل اعتبره كثيرون فرصة للتذكير بقيمة الفن ودوره في تشكيل وجدان المجتمعات. فحياة الفهد تمثل مدرسة فنية قائمة بذاتها، حيث أسهمت في بناء صورة الدراما الخليجية ووصولها إلى المشاهد العربي في المشرق والمغرب.
يبقى الأمل معقودًا على أن تتجاوز الفنانة حياة الفهد هذه الأزمة الصحية سريعًا، لتعود إلى جمهورها ومحبيها الذين اعتادوا حضورها الدافئ في كل موسم درامي. وبينما تواصل رحلة علاجها، يظل الدعاء والمساندة هما اللغة المشتركة التي توحد ملايين المتابعين خلف أمنية واحدة: أن يمن الله عليها بالشفاء العاجل والعافية الدائمة.
