انطلقت في دبي، أمس، قمة المليار متابع، التي تجمع أبرز الخبراء والمبدعين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مستقبل الإعلام الرقمي وأهمية المحتوى الهادف في تحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع.
وأكد المشاركون في القمة أن المحتوى الهادف يمثل الأساس الذي يقوم عليه التواصل الفعّال في العصر الرقمي، حيث يساهم في تعزيز الوعي العام، ويشجع على التفكير النقدي، ويوفر قيمة مضافة للمستخدمين.
كما أكدوا على ضرورة أن يتم التركيز على إنشاء محتوى يعالج احتياجات الجمهور ويقدم حلولًا مبتكرة، مما يمكن الأفراد والشركات من بناء علاقات قوية مع جمهورهم ويعزز مصداقيتهم.
المحتوى الهادف يعزز المصداقية ويحسن التفاعل الاجتماعي
أكد المشاركون أن المحتوى الهادف لا يقتصر فقط على تقديم المعلومات، بل يمتد ليشمل تعزيز المصداقية والتأثير الإيجابي في المجتمع.
ويعتبر المبدعون الذين يقدمون محتوى يعكس احتياجات جمهورهم ويحل مشكلاتهم قادرين على بناء علاقات دائمة مع متابعيهم.
هذا النوع من المحتوى يساهم في رفع الوعي ويساعد في تحفيز التفكير النقدي لدى الأفراد، مما يعزز من قدرة هذه الشركات والأفراد على إحداث فرق في مجتمعاتهم.
اقتصاد المبدعين وتأثيره على الإعلام التقليدي
تناول دوغ شابيرو، من مجموعة بوسطن الاستشارية، خلال حديثه في القمة، تأثير اقتصاد المبدعين على الإعلام التقليدي.
وذكر أن المبدعين أصبحوا يشكلون تهديدًا حقيقيًا لوسائل الإعلام التقليدية بفضل الكم الهائل من المحتوى الذي يتم إنتاجه، مشيرًا إلى أنه يتم تحميل 300 مليون ساعة من الفيديوهات على يوتيوب سنويًا مقارنة بـ 15 ألف ساعة فقط من الإنتاجات السينمائية في هوليوود.
وعلى الرغم من أن استهلاك هذا المحتوى يمثل ربع إجمالي استهلاك الإعلام، إلا أن إيرادات المحتوى الذي ينتجه المبدعون تشكل 15% من إجمالي الإيرادات الإعلامية.
وأشار شابيرو إلى أن المبدعين يواجهون تحديات تجارية كبيرة، حيث يتعين عليهم الموازنة بين رؤيتهم الإبداعية واحتياجات السوق التجارية لجذب الجمهور.
وأضاف أن المنصات الرقمية الجديدة قد ساهمت في ديمقراطية المشهد الإعلامي، مما جعل من الممكن للملايين من الأفراد التنافس مع الشركات الإعلامية التقليدية.
التواصل الاجتماعي وتطبيقات جديدة لتعزيز التأثير الإعلامي
وفي حديثها، أكدت رانيا مصري الخطيب، من شركة “IMI”، على أهمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتطبيقات مثل “تيك توك” في توسيع التأثير الإعلامي.
وأوضحت أن النجاح في هذا المجال يعتمد على تحسين تقديم المحتوى بشكل مستمر، وتدريب الأفراد على إنتاج محتوى فعال يعزز التفاعل الإيجابي مع المتابعين.
وأضافت أن هذه التطبيقات تتيح للمبدعين فرصة الوصول إلى جمهور أكبر وتحقيق تأثير إيجابي في وقت قصير.
الإبداع والقدرة على التكيف مع التحديات
من جانبه، أشار كاسبر لي، مؤسس منصة “Influencer.com”، إلى أن ثقته في نفسه قد زادت من استعداده لتجربة أفكار جديدة والتكيف مع التحديات غير المريحة.
ودعا المبدعين الجدد إلى التركيز على إنتاج محتوى يعكس شغفهم الشخصي، مؤكداً أن هذا النوع من المحتوى يساعد في بناء روابط حقيقية مع الجمهور.
وأوصى بالاستفادة من الموضوعات الرائجة والاتجاهات الحالية لتنمية الجمهور والوصول إلى أعداد أكبر من المتابعين.
الإمارات كمركز رئيسي لإنتاج المحتوى الرقمي
تحدث إسلام علي، مؤسس منصة “الشريط الأصفر”، عن نجاح شركته في مجال إدارة المحتوى الرقمي وحماية حقوق الملكية الفكرية، حيث أشار إلى أهمية الشراكة مع أكاديمية الإعلام الجديد في دعم هذا المجال.
وأشاد بمبادرة “قمة المليار متابع” التي تجمع مبدعي الإمارات والعالم، وتوفر فرصًا تجارية متزايدة للمبدعين.
وأوضح أن الإمارات قد أصبحت مركزًا رئيسيًا لإنتاج المحتوى الرقمي، بفضل تنوع سكانها وزيادة الطلب في هذا المجال.
وأضاف أن البيئة المحلية أصبحت مشجعة لابتكار وتقديم محتوى إعلامي رقمي ذو قيمة مضافة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويجعل الإمارات وجهة مثالية لصناعة الإعلام الرقمي.
التركيز على استراتيجيات البحث وبناء العلامات التجارية
فيما يتعلق ببناء العلامات التجارية، أكد خالد الحمد، خبير بناء العلامات التجارية، على أهمية تبني استراتيجيات صحيحة لضمان الظهور في نتائج البحث وبناء علاقات قوية مع الجمهور من خلال محتوى عالي القيمة.
وأوصى بضرورة التركيز على التفاعل مع التعليقات التي يتركها المتابعون، مشيرًا إلى أن التفاعل المستمر مع الجمهور يؤدي إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية.
كما شدد على أهمية الاستمرار في نشر المحتوى بشكل دوري للحصول على تفاعل مستمر وزيادة المصداقية.
ختام القمة التأكيد على أهمية الاستمرار في الابتكار والتفاعل
في ختام القمة، أكد المشاركون على ضرورة الاستمرار في الابتكار وتقديم محتوى يعكس احتياجات الجمهور واهتماماتهم.
كما أشاروا إلى أن المحتوى الهادف هو السبيل الوحيد لبناء علاقات مستدامة مع المتابعين والمساهمة في تعزيز القيم الإيجابية في المجتمع.
وأكدوا أن التفاعل المستمر والابتكار في تقديم المحتوى هو المفتاح لتحقيق النجاح في العصر الرقمي.