دبي- السابعة الإخبارية
على هامش فعاليات شهر القراءة، نظّمت مكتبة محمد بن راشد جلسة حوارية للكاتب والروائي الليبي الكبير إبراهيم الكوني، رمز من رموز الأدب الليبي، حيث سلّط الضوء على تجربته في كتابة أعماله الروائية والقصصية.
وحظيت الجلسة بحضور كبير ومشاركة واسعة ومميزة من الجمهور، وحضر الجلسة أعضاء مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، ونخبة من الكتّاب والمهتمين، وزوّار المكتبة؛ حيث تفاعل الجمهور بشكل لافت داخل الجلسة، وهو ما انعكس على مستوى النقاش والحوار بين الجميع.
وتناولت الجلسة الحوارية، والتي أدارتها الشاعرة الدكتورة بروين حبيب، العديد من الإشكاليات الدينية والوجودية وأطروحات بلا حلول، إلى جانب الكثير من المحاور أهمها، جدلية الكتابة خارج المكان، والحضور الطاغي والمستمر لليبيا وصحرائها، وغياب سويسرا وأوروبا، وإشكاليات الهوية وتوصيفها في رواياته، وما يُسقطه من مواربات، وتجليات المرأة في حضورها وغيابها، بالإضافة إلى البعد والفلسفة المرسلة، والعجائبية الأدبية العربية وأصل الحكايات وتأريخها.
استهل إبراهيم الكوني حديثه عن بداياته، وارتباطه باللغات، ومنها اللغة الأمازيغية واللغة العربية وبعض اللغات الأجنبية التي يجيدها ومنها اللغة الإنجليزية واللغة الروسية، مؤكداً على أن اللغة الأمازيغية أنقذته من الإصابة بالبكم، لذلك ارتبط بها روحياً، ويعتبر نفسه محظوظاً لأنها أول لغة تحدث بها.
وبالتطرق إلى أعمال الكوني التي تحتفي بالصحراء واهتمامه الأثير والدائم بعوالمها ذكر قائلاً: “وجود الصحراء في أعمالي الروائية رغم عدم معيشتي بها، ترجع لأسباب عديدة أهمها أنني استطعت استنطاق العنصر الميثولوجي (الحكايات الفلكلورية)، وذلك يرجع إلى إيماني بوصايا الأوائل بدءاً من أفلاطون وأرسطو، التي تدعو المبدع إلى ضرورة أن يحافظ على الأسطورة، وعلى رأسهم سقراط الذي اعترف لتلاميذه وهو على فراش الموت بخطئه، لأنه استخدم الخطاب المباشر وتخلى عن الخطاب الحقيقي الذي يجب أن يُعتمد كحجة، وأنه التنوير الحقيقي”.
وأكد الكوني على أن التنوير هو الذي أعاد أوروبا إلى منابعها الأصلية، ولذلك فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في الشعر الجاهلي وتحريره من التهمة الوثنية، وعدم ارتباطه بالدين.
وحول عدم وجود الأيدلوجيا في أعماله الإبداعية، أوضح الكوني: “الأيدلوجيا تحتكر الحقيقة، لذلك وفي عالمنا العربي قد حطّمت فينا روح الإبداع وروح التسامح، وروح الموقف النقدي، لذلك كلنا ننزف ولن يتوقف نزيفنا بسبب إصرار المتأدلجون في معالجة واقعنا بالأيدلوجية الخاصة بهم”.
وأشار الكوني إلى أنه يكتب عن البيئة الليبية رغم هجرته بعيداً عنها، لإيمانه بأنه ليس المهم المكان الذي نسكنه، إنما المهم المكان الذي يسكن فينا، والصحراء كانت مسقط رأسه الأصلي.