أمريكا – السابعة الإخبارية
كاتي بيري.. في مشهد غير متوقع حبس أنفاس الجمهور، كادت الفنانة الأمريكية كاتي بيري أن تسقط على الحاضرين خلال حفلها الأخير في مدينة سان فرانسيسكو، مساء السبت 20 يوليو 2025، ضمن جولتها الغنائية العالمية “Lifetimes Tour”، بعد أن تعطلت بها دعامة طائرة كانت تُحلّق بها فوق المسرح، أثناء تقديمها أغنيتها الشهيرة “Roar”.
الحادث المفاجئ وقع عندما كانت بيري جالسة على دعامة طائرة صُممت على شكل فراشة ملوّنة، أحد أكثر العناصر البصرية جاذبية في عرضها، لتفاجأ باهتزاز الآلة بشكل غير طبيعي، ثم انخفاضها بشكل مفاجئ فوق الجمهور، ما أدى إلى اختلال توازنها وكادت أن تسقط من مقعدها.

كاتي بيري: لحظة من التوتر الحاد… وسرعة بديهة لافتة
في تلك اللحظة، توقفت كاتي عن الغناء لبضع ثوانٍ، ممسكة بالدعامة بكلتا يديها، محاولة الحفاظ على توازنها وسط صرخات الجمهور، الذي تابع الموقف بدهشة وقلق. إلا أن النجمة العالمية سرعان ما تمالكت نفسها، وأشارت للحضور بأنها بخير، قبل أن تتابع الأداء بإتزان مدهش رغم ما تعرّضت له.
وقد وثّق عدد كبير من الجمهور الحاضر اللحظة بمقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت بيري وهي تحاول استعادة توازنها بينما كانت لا تزال معلّقة في الهواء، مبتسمة أحيانًا ومرتبكة في أحيان أخرى، في مشهد جمع بين الخطر والدراما والطرافة.
الجمهور يتفاعل… وكاتي تُطمئن بابتسامة
في محاولة لتخفيف التوتر الذي ساد القاعة، لوّحت كاتي بيري بيدها للجمهور أكثر من مرة، مطمئنة إياهم على سلامتها. وقد أظهرت قوة أعصاب لافتة حين استمرت في الغناء، غير متأثرة بالموقف الخطير الذي كان من الممكن أن ينتهي بنتيجة مختلفة تمامًا.
لاحقًا، نشرت بيري صورة طريفة لها التُقطت خلال لحظة ارتباكها أثناء هبوط الدعامة، عبر حسابها على “إنستغرام”، وأرفقتها بتعليق ساخر قالت فيه:
“تصبحين على خير يا سان فرانسيسكو!”،
لتُحوّل بذلك الموقف المحرج إلى لحظة مرحة، في أسلوبها المعروف بالجمع بين الأداء الفني والانفتاح العفوي مع جمهورها.
حادث يعيد إلى الأذهان موقف بيونسيه
ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ جمهور مواقع التواصل بمقارنة الحادثة بما تعرّضت له النجمة العالمية بيونسيه الشهر الماضي، في يونيو 2025، خلال حفلها الضخم على ملعب NRG في هيوستن. حينها، تعطّل الحبل الذي يثبت منصتها الحمراء الطائرة، ما أجبرها على التوقف عن الغناء لحظات، وسط حالة من التوتر والتفاعل المماثل بين الجمهور.
هذه الحوادث، رغم ندرتها، تكشف التحديات التقنية الكبيرة التي ترافق العروض الفنية الضخمة، والتي تعتمد على الابتكار البصري والتقنيات الحديثة، لكنها في ذات الوقت تحمل مخاطر في حال حدوث أي خلل مفاجئ.

قوة حضور فني وشخصي
لم يكن الموقف مجرد حادث عرضي، بل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفنان على التعامل مع المفاجآت. وقد أثبتت كاتي بيري أنها ليست فقط فنانة صاحبة صوت قوي وعروض مبهرجة، بل أيضًا إنسانة قادرة على ضبط أعصابها، واحتواء المواقف الطارئة بابتسامة وروح مرحة.
وقد لاقت طريقتها في التعامل مع الحادث إشادة من عدد كبير من المتابعين والنقاد، الذين أثنوا على احترافيتها وردّ فعلها السريع، مشيرين إلى أن هذه الصفات تمثل جانبًا مهمًا في استمرارية أي نجم في ساحة مزدحمة بالأسماء.
ردود فعل واسعة وتضامن فني
توالت رسائل الدعم عبر الإنترنت من نجوم وفنانين ومتابعين، بعضهم شارك صورًا ومقاطع من الحادثة مرفقة بتعليقات ساخرة، وآخرون أبدوا إعجابهم بشجاعتها. وقد أصبح وسم #KatyInTheAir من الوسوم المتداولة عالميًا خلال الساعات التالية للحفل.
من جهته، أصدر الفريق المنظم للجولة بيانًا مقتضبًا أكّد فيه أن الحادث ناتج عن “خلل تقني طارئ في الدعامة الطائرة”، مضيفًا أنه “تمت السيطرة عليه فورًا، ولم تُسجّل أي إصابات”، وأكد أن الجولة ستستمر كما هو مخطط لها، مع اتخاذ إجراءات فنية احترازية إضافية.
رغم أن التكنولوجيا باتت تلعب دورًا محوريًا في تطوير تجربة العروض الحيّة، فإن حادثة كاتي بيري تُذكّرنا بأن الأداء الحي لا يخلو من المفاجآت، وأن التفاعل الإنساني يبقى العنصر الأهم في نجاح أي عرض.
لحظة السقوط المحتمل تحوّلت، بفضل عزيمة الفنانة وروحها المرحة، إلى لحظة ترسخت في ذاكرة جمهورها، لا بوصفها فشلًا تقنيًا، بل كدرس حي في الثبات والاحتراف. وبين الخطر والطرافة، أثبتت كاتي بيري مرة أخرى أنها قادرة على تخطي العوائق، ليس فقط بالصوت، بل بالحضور والتواصل مع جمهورها حول العالم.
كاتي بيري تنجو من السقوط على الجمهور من فراشة طائرة
تابعوا المزيد عبر موقع “النهار” pic.twitter.com/NKod8hRLP6
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) July 20, 2025