أمريكا – السابعة الاخبارية
كاتي بيري، في وقت تتجه فيه الأنظار نحو النجمة العالمية كاتي بيري احتفالًا بعيد ميلاد ابنتها ديزي دوف بلوم الخامس، تجد المغنية نفسها في خضم نزاع قانوني طويل الأمد، ستبلغ ذروته بجلسة محكمة حساسة ستُعقد افتراضيًا في اليوم نفسه، وتتناول تفاصيل صفقة عقارية متعثرة تعود إلى عام 2020.
وبينما تواصل كاتي بيري جولتها الفنية العالمية “The Lifetimes”، فإن هذا الالتزام الفني لم يكن كافيًا لحمايتها من الدخول في مواجهة قانونية مباشرة مع رجل أعمال بارز يتهمها – وإن بطريقة غير مباشرة – بالاستفادة من صفقة بيع غير نزيهة لعقار فخم في كاليفورنيا.
كاتي بيري بين الأضواء والمحاكم… ازدواجية حياة النجمات
كان من المفترض أن تمثل كاتي بيري أمام المحكمة يوم الخميس 21 أغسطس، لكن انشغالها بجولتها الفنية العالمية حال دون ذلك، ما دفع فريقها القانوني لطلب تأجيل الجلسة، وهو ما وافق عليه القاضي جوزيف ليبنر مع تحفظ ملحوظ.
وصرّح القاضي ليبنر منتقدًا ما وصفه بأنه “استراتيجية غير محبذة”، قائلًا:
“لا تعجبني استراتيجية السيدة هدسون” (في إشارة إلى الاسم القانوني الحقيقي لكاتي بيري، كاثرين إليزابيث هدسون)، معتبرًا أن هذا النوع من التأجيلات قد يسيء إلى سمعتها المهنية.
لكن فريق الدفاع نفى أي نية أو تكتيك خلف التأجيل، مؤكدًا أن الأمر كان اضطراريًا بسبب التزامات لا يمكن تغييرها مرتبطة بجولتها الفنية، وتم الاتفاق على أن تُعقد الجلسة المقبلة افتراضيًا يوم 26 أغسطس، وهو الموعد الذي يُصادف عيد ميلاد ديزي دوف بلوم، ابنة كاتي من خطيبها النجم البريطاني أورلاندو بلوم.
جذور النزاع: قصر بـ15 مليون دولار وصفقة منقوصة
تعود القضية المثيرة إلى عام 2020، عندما أبدت كاتي بيري وخطيبها أورلاندو بلوم اهتمامًا بشراء قصر فاخر في منطقة مونتيسيتو الراقية بولاية كاليفورنيا، والمعروفة بكونها ملاذًا للمشاهير والأثرياء.
القصر، الذي تبلغ مساحته الداخلية حوالي 9285 قدمًا مربعًا، ويمتد على مساحة خارجية تبلغ 2.5 فدانًا، كان مملوكًا لرجل الأعمال الأمريكي كارل ويستكوت، مؤسس شركة 1-800-Flowers.
وافقت بيري وبلوم على شراء العقار مقابل 15 مليون دولار، وتم توقيع عقد الشراء الرسمي، لكن الأمور لم تسر كما هو متوقع.
فبعد فترة وجيزة من توقيع العقد، قرر ويستكوت التراجع عن الصفقة، مشيرًا إلى أنه لم يكن في حالته الذهنية المناسبة لإجراء البيع، نظرًا لمعاناته من اضطراب وراثي في الدماغ أثّر على إدراكه وقدرته على اتخاذ قرارات حاسمة.
دعوى قضائية ضد مدير الأعمال… وبيري تطالب بتعويضات ضخمة
رغم أن الدعوى القضائية لم تُرفع مباشرة ضد كاتي بيري، بل ضد مدير أعمالها بيرني جودفي، إلا أن النجمة دخلت على خط القضية بقوة، لا سيما أنها أصبحت طرفًا أساسيًا في المطالبات المالية والملكية الفعلية للعقار.
وفقًا لوثائق المحكمة، تطالب كاتي بيري بتعويضات تصل إلى 4.8 مليون دولار، تنقسم إلى:
- 3.5 مليون دولار خسائر متعلقة بعائدات الإيجار التي لم تتحقق بسبب تأخر تسلّم العقار.
- 1.3 مليون دولار تكاليف متعلقة بالصيانة والإصلاحات والتعديلات التي أُجريت على العقار خلال فترة النزاع.
كما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن كاتي بيري استحوذت على ملكية القصر رسميًا في مايو 2024، من خلال شركة محدودة المسؤولية تحمل اسم “DDoveB”، في إشارة واضحة إلى اسم ابنتها ديزي دوف بلوم، ما قد يوحي بأن العقار يحمل قيمة عائلية ومعنوية خاصة للنجمة.
ويستكوت: البيع تم في حالة ضعف ذهني
من جانبه، يصر رجل الأعمال كارل ويستكوت على أن عملية البيع لم تكن قانونية بالكامل، بسبب حالته الصحية، التي أثرت – حسب قوله – على قدراته الإدراكية وقت توقيع العقود.
ويقول فريقه القانوني إن ويستكوت، الذي يبلغ من العمر أكثر من 80 عامًا، خضع في تلك الفترة لعلاج من اضطراب عصبي وراثي في الدماغ، جعله غير قادر على اتخاذ قرارات مالية معقدة.
ويضيف الفريق أن كاتي بيري ومدير أعمالها لم يتجاوبا مع طلبه بإلغاء الصفقة بعد أيام من توقيع العقد، بل أصرّا على تفعيل بنود البيع، ما دفعه إلى اللجوء إلى القضاء طلبًا للإنصاف.
قيمة العقار تتجاوز المال… صراع بين الحقوق والنيات
بينما ينظر البعض إلى القضية على أنها مجرد نزاع مالي بين بائع ومشترٍ، يراها آخرون كمحطة أخلاقية حساسة، تطرح أسئلة حول الحدود الأخلاقية في التعاملات العقارية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأشخاص يعانون من مشاكل صحية أو ضعف في القدرة على اتخاذ قرارات واعية.
هل كان من العدل أن تُجبر الصفقة على رجل مسنّ في وضع صحي حرج؟
أم أن الالتزامات التعاقدية تبقى مُلزِمة حتى في حالات التراجع الشخصي أو المرض؟
هذه الأسئلة تقع الآن على عاتق المحكمة التي ستستمع إلى شهادة كاتي بيري يوم 26 أغسطس، ومن المرجح أن يكون هذا اليوم محوريًا في تحديد اتجاه القضية.
جلسة مؤجلة بسبب الجولة… لكنها قائمة في يوم عائلي خاص
بعيدًا عن تفاصيل النزاع، تسلط هذه القضية الضوء على جانب من ازدواجية حياة النجوم العالميين، الذين يعيشون في دائرة الشهرة، ويواصلون جولاتهم الفنية أمام الآلاف، بينما يواجهون خلف الكواليس قضايا قانونية قد تستغرق سنوات.
كاتي بيري، المعروفة بأغانيها التي تمزج بين القوة العاطفية والجرأة، تجد نفسها هذه المرة أمام محكمة لا تقدر الموسيقى، بل تعتمد على العقود، الأدلة، وشهادة الطرفين.
ويبقى السؤال مطروحًا:
هل ستُحدث شهادتها فرقًا حاسمًا في هذه القضية؟ أم أن النزاع سيستمر حتى إشعار آخر؟
الإجابة، بلا شك، ستتضح بعد يوم 26 أغسطس، الذي سيكون مزدوج الأهمية في حياتها: احتفالًا بابنتها، ومواجهة قانونية مصيرية.