أمريكا – السابعة الاخبارية
كاتي بيري، أعادت النجمة العالمية كاتي بيري التأكيد على عودة صداقتها مع تايلور سويفت إلى مسارها الطبيعي بعد أعوام من الخلاف، من خلال دعمها العلني لألبوم سويفت الجديد “The Life of a Showgirl”، الذي صدر مؤخرًا. وقد لاقت هذه اللفتة صدى واسعًا بين الجمهور ووسائل الإعلام، باعتبارها دليلًا على تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة في علاقةٍ شغلت العالم الفني لسنوات.
كاتي بيري توجه دعم واضح وصريح عبر “إنستغرام”
فاجأت كاتي بيري متابعيها بخطوة بسيطة لكنها مؤثرة، إذ شاركت عبر خاصية “الستوري” على حسابها في منصة “إنستغرام” لقطة شاشة أثناء استماعها إلى أغنية “Eldest Daughter” من ألبوم تايلور سويفت الجديد.
أرفقت بيري الصورة بتعليق قصير مليء بالمودة: “أحبها كثيرًا”، في إشارة واضحة إلى دعمها لسويفت وتقديرها لموهبتها الفنية.
هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، إذ فسّرها الجمهور على أنها تأكيد قاطع على أن الخلاف القديم بين النجمتين أصبح من الماضي، وأن الصداقة الحقيقية عادت لتجمعهما من جديد. وقد تفاعل مع المنشور مئات الآلاف من المعجبين الذين أشادوا بنضج الفنانتين وقدرتهما على تجاوز الخلافات التي كانت تُصنَّف يومًا ضمن أبرز “عداوات البوب” في العالم.
قصة خلاف شغلت الإعلام
بدأ الخلاف بين كاتي بيري وتايلور سويفت عام 2014، عندما تناقلت وسائل الإعلام أن نزاعًا نشب بينهما بسبب بعض الراقصين الاحتياطيين الذين غادروا جولة سويفت الفنية للانضمام إلى جولة بيري في الوقت نفسه.
وبينما لم تؤكد أيٌّ منهما تفاصيل الواقعة علنًا، فإن التلميحات في تصريحات سويفت ومقاطعها الغنائية، خاصة في أغنية “Bad Blood”، أوحت بوجود توتر حقيقي بين النجمتين.
سرعان ما تحوّل الخلاف إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام، وبدأ الجمهور ينقسم بين مؤيد لسويفت وآخر داعم لبيري، لتصبح العلاقة بينهما واحدة من أشهر القصص في عالم موسيقى البوب خلال العقد الماضي.
بادرة “غصن الزيتون” ونهاية الخلاف
لكن في عام 2018، حدث التحول الذي لم يكن متوقعًا. فقد أقدمت كاتي بيري على بادرة رمزية أثارت إعجاب الجميع، حين أرسلت إلى تايلور سويفت غصن زيتون فعليًا مرفقًا برسالة اعتذار قبل انطلاق جولة سويفت العالمية “Reputation”.
كانت تلك الخطوة بمثابة بداية جديدة بين الطرفين، وأظهرت أن كليهما مستعد لترك الخلاف خلفه والمضي قدمًا في علاقة قائمة على الاحترام المتبادل.
لاحقًا، ظهرت النجمتان معًا في فيديو كليب سويفت الشهير “You Need to Calm Down” عام 2019، في مشهد طريف جمعهما وهما ترتديان زي الهامبرغر والبطاطس، في إشارة رمزية إلى المصالحة الكاملة. هذه اللقطة وحدها كانت كافية لتغمر مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الفرح والترحيب، معتبرين أن واحدة من أطول الخلافات الفنية قد انتهت أخيرًا.
من الخصام إلى الدعم العلني
منذ تلك اللحظة، توالت الإشارات التي أكدت تحسن العلاقة بينهما. ففي عام 2020، أرسلت تايلور سويفت هدية مميزة إلى بيري بعد ولادة ابنتها “ديزي دوف”، تمثلت في بطانية مطرّزة يدويًا من تصميم سويفت نفسها. وردّت بيري بالشكر في منشور دافئ عبر إنستغرام، ما دلّ على علاقة إنسانية صادقة بينهما.
ثم في عام 2024، شوهدت كاتي بيري في خيمة كبار الشخصيات خلال إحدى حفلات تايلور سويفت في أستراليا ضمن جولة “Eras Tour” الشهيرة.
لم تكتفِ بيري بالحضور فحسب، بل ظهرت في مقطع مصوَّر وهي تغني بحماس مع الجمهور أغنية “Bad Blood” نفسها، التي كانت يومًا ترمز إلى الخلاف بينهما! وقد علقّت لاحقًا على الفيديو قائلة:
“قلت لتايلور إن لدي يوم إجازة وسأحضر عرضها، وكانت متحمسة للغاية… لقد أحببت الحفل كثيرًا، وكان الجو مليئًا بالحب والبهجة.”
هذه اللحظة كانت بمثابة تأكيد عملي على أن الجليد ذاب تمامًا، وأن ما يجمعهما اليوم هو التقدير والمحبة، لا التنافس والخصومة.
تايلور سويفت: “شيء ما أصبح أخفّ في حياتي”
من جانبها، لم تُخفِ تايلور سويفت سعادتها الكبيرة بإنهاء الخلاف مع كاتي بيري. ففي مقابلة إذاعية سابقة، قالت إن الصلح بينهما جعلها تشعر بالراحة الداخلية، مضيفةً:
“نحن بخير منذ فترة، وكنا على علاقة طيبة، لكننا لم نكن متأكدتين من كيفية إعلان ذلك للناس. أردنا التأكد من متانة صداقتنا أولًا قبل أن نُظهرها للعلن.”
هذا التصريح عبّر بصدق عن نضج سويفت الفني والإنساني، وأكد أن الصداقة بينهما لم تكن مجرّد تصالح عابر، بل خطوة نابعة من احترام متبادل وتجربة إنسانية ناضجة.
دلالات المصالحة على الوسط الفني
عودة الصداقة بين كاتي بيري وتايلور سويفت تحمل دلالات مهمة تمتد أبعد من حدود قصتهما الشخصية.
ففي عالم موسيقى البوب، حيث التنافس على القمة شديد والضغوط الإعلامية هائلة، تعتبر مثل هذه المصالحات رسالة إيجابية تُبرز أهمية التسامح والدعم بين الفنانين.
لقد أظهرت بيري وسويفت أن الخلافات ليست نهاية الطريق، وأن الصداقة يمكن أن تعود أقوى إذا وُجدت النية الحقيقية لذلك.
كما أن الدعم العلني الذي قدمته بيري لألبوم سويفت الجديد يوضح جانبًا آخر من النضوج الفني، إذ باتت المنافسة اليوم تقوم على الاحترام والإلهام المتبادل، لا على الخصومة أو المقارنة.
ألبوم “The Life of a Showgirl”: محطة جديدة في مسيرة سويفت
يُعد ألبوم “The Life of a Showgirl” علامة جديدة في مسيرة تايلور سويفت، إذ يجمع بين النضج الموسيقي والتجريب الفني الذي يميز أعمالها الأخيرة.
يضم الألبوم مجموعة من الأغنيات التي تمزج بين البوب الكلاسيكي والعناصر المسرحية، ويعكس رؤية سويفت حول مفهوم “العرض” والحياة الفنية بما تحمله من مجد وضغوط وأضواء.
اختيار كاتي بيري أن تشارك أغنية “Eldest Daughter” تحديدًا لم يكن مصادفة، إذ تتناول الأغنية فكرة تحمّل المسؤولية منذ الصغر، وهي رسالة إنسانية يمكن أن تتقاطع مع تجارب كثير من الفنانات اللواتي بدأن مسيرتهن مبكرًا مثلهما.
الجمهور يحتفي بالمصالحة
ما إن نشرت كاتي بيري قصتها عبر إنستغرام، حتى اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بتعليقات إيجابية من محبي النجمتين.
تداول المعجبون صورًا تجمعهما من مراحل مختلفة، وأعادوا نشر لقطات المصالحة القديمة، مؤكدين أن هذه الصداقة الملهمة تُعطي مثالًا جميلًا على التسامح والنضج.
بعض المعجبين ذهبوا أبعد من ذلك، فطالبوا بتعاون موسيقي جديد يجمع بيري وسويفت في عمل مشترك بعد مرور أكثر من عقد على آخر تفاعل فني بينهما.
ورغم أنه لم يصدر أي تصريح رسمي حول هذا الاحتمال، فإن مجرد الفكرة أثارت حماسًا واسعًا، خاصة وأن كلًّا منهما تمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة حول العالم، مما يجعل أي تعاون بينهما حدثًا فنيًا استثنائيًا.
رسالة من القلب إلى العالم
ما فعلته كاتي بيري ليس مجرد “إعجاب بأغنية”، بل رسالة إلى الجمهور والعالم الفني بأن الخلاف لا يجب أن يدوم، وأن العلاقات يمكن أن تعود أقوى إذا تأسست على الصدق والإحترام.
من خلال دعمها لتايلور سويفت، أثبتت بيري أن الفن في جوهره مساحة للتعبير والتواصل الإنساني، وأن دعم الزملاء لا ينتقص من قيمة أحد، بل يزيد من قوة المشهد الفني ككل.
وفي المقابل، أظهرت تايلور سويفت تقبّلًا وتقديرًا لهذا الدعم، لتثبت بدورها أنها فنانة ناضجة تعرف قيمة العلاقات الإنسانية خلف الأضواء.
خاتمة
بهذا الدعم البسيط الذي جمع بين الصدق والعفوية، أعادت كاتي بيري وتايلور سويفت تعريف معنى الصداقة في عالم الشهرة، وأثبتتا أن النضج الحقيقي لا يظهر فقط في الموسيقى، بل في القدرة على الغفران وتقدير الآخر.
لقد تحوّلت قصتهما من “عداء فني” إلى “صداقة مُلهمة”، ومن منافسة شرسة إلى تعاون روحي ينبع من الإعجاب والاحترام.
ومع صدور ألبوم “The Life of a Showgirl”، بدا أن الفصل الجديد في علاقة النجمتين بدأ بأجمل طريقة ممكنة — عبر النغمة التي وحدتهما من جديد: نغمة المحبة والوفاء للفن.