مصر – السابعة الإخبارية
كارول سماحة.. في لحظة دافئة امتزجت فيها مشاعر الحب العائلي بظلال الحزن، اختارت النجمة اللبنانية كارول سماحة أن تحتفل بعيد ميلاد أمينة، ابنة زوجها الراحل الدكتور وليد مصطفى من زوجته الأولى، عبر رسالة مؤثرة نشرتها على حسابها الرسمي في منصة “إنستجرام”. المناسبة التي جمعت الذكريات والحنين بدت وكأنها رسالة وفاء لذكرى الرجل الذي رحل، لكنها أيضًا إعلان للحياة التي تستمر رغم الألم.
كارول سماحة.. احتفال يحمل أكثر من معنى
نشرت كارول مجموعة صور جمعتها بأمينة في مراحل مختلفة، وكتبت لها كلمات مليئة بالحب والفخر: “اليوم عيد ميلادك… تعرفتعليكِ وأنتِ في الحادية عشرة من عمرك، كنتِ مهذبة، حساسة وذكية… انظري لنفسكِ الآن، لقد أزهرتِ لتصبحي الشابة الرائعة التيأنتِ عليها اليوم”.
ولم تتوقف عند حدود التهنئة، بل أتبعتها بدعاء خاص واعتراف بالامتنان: “أسأل الله أن يبارك رحلتكِ ويبارك والديكِ اللذين رعياكِلتصبحي هذه الإنسانة الجميلة. أنا متأكدة أن والدكِ ينظر إليكِ من السماء بكل فخر… أشعر بامتنان كبير لأني أشاهدكِ أنتِ وأختكِتالا تكبران في بيئة عائلية مليئة بالدفء والحب”، ثم ختمت رسالتها بجملة تعهد: “سأكون دائمًا هنا من أجلكِ حين تحتاجين إليّ… عيد ميلاد سعيد يا أمونتي”
عرض هذا المنشور على Instagram
<./span>
غياب ثقيل الحضور
لم يغب اسم وليد مصطفى عن أجواء هذه المناسبة، فذكراه ما زالت حاضرة بقوة في حياة كارول وأفراد الأسرة. فقد رحل المنتج ورجل الأعمال المصري فجر السبت 3 مايو 2025، عن عمر 53 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض الكلى استمر منذ عام 2018.
كارول سماحة، التي شاركته سنوات من الحب والدعم المتبادل، نشرت بعد وفاته رسالة وداع مؤثرة على “إنستجرام”، قالت فيها: “إنا لله وإناإليه راجعون… فقدتُ اليوم زوجي وحبيبي الدكتور وليد مصطفى بعد رحلة طويلة مع المرض… خسرت جسدك لكن روحك ستظلقدوة لي، حتى نلتقي حيث لا ألم ولا بكاء”.
وصية لم تُنسَ
رغم ألم الفقد، التزمت الفنانة اللبنانية بوصية زوجها التي أوصاها فيها بمواصلة مسيرتها الفنية وعدم التوقف، خاصة فيما يخص عروضها المسرحية. في أول ظهور إعلامي لها بعد وفاته عبر قناة MTV، استذكرت اللحظة التي سبقت آخر عملية جراحية أجراها، قائلة: “أتذكر آخر كلامه قبل العملية، قال مهما حصل لازم تكملي المسرحية… لأنه يعرف شغفي للفن”.
كارول أوضحت أن الفنانين غالبًا ما يواجهون تحديًا في الاستمرار أمام الجمهور رغم الظروف الصعبة، مضيفة: “أحيانًا ندوس علىوجعنا ونحوّله لطاقة إيجابية… بالنسبة لي المسرح شفاء”، مؤكدة أنها تشعر بوجود وليد إلى جانبها على خشبة المسرح، وكأنه يحيطها بدعم غير مرئي.
كارول سماحة
بين المسرح والبيت
احتفال كارول بعيد ميلاد أمينة لم يكن مجرد تهنئة، بل يعكس جانبًا من شخصيتها التي تمزج بين الحنان الأسري والانضباط المهني. فهي لم تكتفِ بدور الزوجة، بل كانت حاضنة وداعمة لابنة زوجها وأختها تالا، في بيئة عائلية تسعى للحفاظ على الحب والاحترام رغم الصعاب.
هذا الموقف الإنساني لاقى استحسانًا واسعًا من جمهورها، حيث انهالت التعليقات التي تشيد بوفائها ودفء مشاعرها، معتبرين أنها تجسد نموذجًا نادرًا في الوسط الفني.
الفن كطريق للتعافي
تجربة كارول في مواجهة فقدان زوجها، مع استمرارها في العمل، تكشف عن قوة شخصية استثنائية. فهي اختارت أن تحوّل الألم إلى دافع، وأن تلتزم بعهد قطعته أمام من تحب. ورغم أن المسرح قد يبدو للبعض مجرد عمل، فإنه بالنسبة لها مساحة للتنفيس والشفاء، ووسيلة للحفاظ على الصلة الروحية بزوجها الراحل.
ويرى بعض النقاد أن ما تقوم به كارول يسلط الضوء على قدرة الفنان على الجمع بين الأداء الفني والالتزام الإنساني، وأن تحويل التجارب الشخصية المؤلمة إلى طاقة إبداعية هو أحد أسرار بقاء الفنان حاضرًا في قلوب الجمهور.
رسالة أوسع من حدود العائلة
قصة كارول سماحة مع أمينة وتالا تحمل رسالة تتجاوز دائرة الأسرة، فهي تذكير بأن الروابط الإنسانية لا تُقاس فقط بالدم، بل بالمحبة والرعاية والمواقف الصادقة. وهي أيضًا دعوة للحفاظ على القيم العائلية في زمن تتعرض فيه هذه القيم لتحديات عديدة.
في النهاية، استطاعت كارول سماحة أن تحوّل لحظة شخصية إلى حدث يشارك فيه جمهورها، ليس فقط كمشاهدة لصور على مواقع التواصل، بل كحكاية عن الصبر، الوفاء، والقدرة على المضي قدمًا. وبينما تستمر في حياتها الفنية والعائلية، يبقى اسم وليد مصطفى حاضرًا في كل خطوة تخطوها، ليس كذكرى مؤلمة فحسب، بل كدافع لمواصلة الطريق الذي أحب أن يراها تسير فيه.