سوريا، السابعة الإخبارية، في حادثة أثارت ضجة كبيرة في أرجاء سوريا، وتسببت في زلزال من الغضب والاستنكار على منصات التواصل الاجتماعي، أُختطفت الدكتورة رشا ناصر العلي، أستاذة الأدب العربي في جامعة حمص وعضو اتحاد الكتاب العرب.
القصة التي بدأت بحدث درامي في صباح يوم الإثنين الماضي، باتت تطرح تساؤلات عميقة حول الوضع الأمني والاجتماعي في البلاد، ليضاف اسم الدكتورة رشا إلى قائمة الشخصيات التي يُنظر إليها بإعجاب أو ببعض القلق في نفس الوقت.
الاختطاف الذي أثار جدلاً واسعًا
بدأت القصة في صباح يوم الاثنين 22 يناير 2025، حين كانت الدكتورة رشا ناصر العلي في طريقها المعتاد من منزلها في “مساكن الادخار” إلى جامعة حمص.
وفي تمام الساعة العاشرة صباحًا، وعلى طريقها، اعترضت سيارة مجهولة طريقها، وأُختطفت.
يكن هناك تحذير أو سبب واضح يدفع مجموعة من المسلحين إلى استهدافها بهذه الطريقة العنيفة.
منذ ذلك الحين، بدأ القلق يسيطر على عائلتها وأصدقائها، وبات مصيرها غامضًا يثير تساؤلات مرعبة.
شائعات وتكهنات حول الحادث
ومع تداول أنباء عن مقتلها بطريقة بشعة، وتحديدًا العثور على جثتها مقطوعة الأصابع، بدأت الأخبار تتناقض وتتضارب بين المؤكد والشائعات، مما ساهم في انتشار حالة من الذعر بين أهالي حمص ومختلف المناطق السورية.
ومع ازدياد المعلومات المتناقضة، أصدرت الجهات الأمنية بيانًا رسميًا يوم السبت 26 يناير 2025، نفت فيه تلك الأنباء المروعة وأكدت أن جهود البحث والتحري عن مصير الدكتورة رشا لا تزال جارية.
ولكن الشائعات كانت قد انتشرت بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما جعل القلق والتوتر يتصاعد.
من هي الدكتورة رشا أستاذة الأدب
من هي هذه الدكتورة التي خطفها الغموض لتصبح محورًا لأخبار مؤلمة؟ الدكتورة رشا ناصر العلي هي واحدة من أبرز الأكاديميين في جامعة حمص.
درست الأدب العربي في جامعة دمشق قبل أن تصبح أستاذة في قسم الأدب العربي بكلية الآداب في جامعة حمص ولكن ما يميزها حقًا هو مواقفها الجريئة التي لم تكن تخشى التعبير عنها.
عرفت الدكتورة رشا بمواقفها الفكرية الجريئة وانتقاداتها الحادة للأوضاع السياسية والاجتماعية في سوريا، خاصة تلك التي تخص قضايا الحريات والحقوق الأكاديمية.
في وقتٍ لم يكن من السهل على الأكاديميين أن يظهروا برأي مخالف لما هو سائد، ظهرت الدكتورة رشا في عدة مناسبات تدافع عن حرية التعبير، وتقف ضد فرض العادات التي ترفضها على المجتمع. وربما كان هذا الموقف هو ما جذب إليها الأنظار وفتح لها أبوابًا من الجدل والنقد.
في إحدى المرات، ظهرت في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تُعبّر عن رفضها لفرض التقاليد والعادات على الأفراد، وهو ما أثار استياء بعض الجهات التي ربما اعتبرت مواقفها تحديًا للوضع القائم. هذا الأمر قد يكون له دور في الحادث الذي تعرضت له.
الأمن السوري يواصل البحث
في وقت لاحق، وعلى الرغم من الأخبار المتضاربة، أكدت الجهات الأمنية في حمص أنها تعمل على مدار الساعة لتحديد هوية الخاطفين، وجاء في البيان أن السلطات الأمنية تتعاون مع عائلة الدكتورة رشا في محاولة لتحديد مكانها وكشف التفاصيل المتعلقة بالحادث.
وعلى الرغم من أن هناك تخوفات كثيرة من تأثير الحادث على الأوساط الأكاديمية والثقافية، إلا أن الشرطة السورية شددت على أنها لن تتوانى في محاكمة الجناة إذا ما تم التعرف عليهم.
الغضب والقلق يسيطران على الساحة السورية
بينما كانت وسائل الإعلام التقليدية تواكب الأحداث وتصدر تقارير متضاربة عن مصير الدكتورة رشا، كان الغضب يسود منصات التواصل الاجتماعي في سوريا.
الناشطون عبروا عن استيائهم الشديد من عملية الاختطاف التي تعرضت لها الأكاديمية، مطالبين بضرورة التحقيق في الحادث بسرعة وإظهار الحقيقة.
دعا العديد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم تداول الشائعات والتمسك بالحقائق فقط، محذرين من أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى إثارة الذعر بين المواطنين وتفشي الأخبار الزائفة.
في المقابل، شهدت صفحات الإنترنت تفاعلًا مكثفًا من شخصيات عامة، ومثقفين، وأكاديميين، الذين طالبوا بضرورة تحقيق العدالة للكشف عن المسؤولين عن اختطاف الدكتورة رشا وتقديمهم للعدالة.
المجتمع الأكاديمي والثقافي في سوريا قد أصيب بحالة من الصدمة بعد اختطاف الدكتورة رشا.
أعضاء هيئة التدريس والكتّاب السوريون كانوا من أوائل المطالبين بالكشف السريع عن مصيرها.
وعبروا عن تخوفهم من أن هذه الحوادث قد تؤدي إلى توتر إضافي في الأوساط الأكاديمية، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تواجهها البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، دعا هؤلاء إلى توفير حماية أكبر لأعضاء الهيئة التدريسية والمثقفين السوريين من أجل ضمان قدرتهم على أداء أدوارهم في المجتمع دون خوف من الملاحقة أو الاعتداء.
التهديدات التي تواجههم قد تكون من أخطر التحديات التي يواجهها التعليم والثقافة في سوريا في هذا الوقت العصيب.
حتى اللحظة، تبقى قضية اختطاف الدكتورة رشا ناصر العلي محاطة بالغموض، ولا يزال مصيرها مجهولاً.
إلا أن ما هو مؤكد هو أن هذه الحادثة قد أثارت من جديد تساؤلات كبيرة حول الوضع الأمني في سوريا وحرية التعبير الأكاديمي والثقافي.