الشارقة- السابعة الإخبارية
انطلق حفل افتتاح الدورة الثانية من “مؤتمر الموزعين الدولي”، اليوم الإثنين، 1 مايو، في “مركز إكسبو الشارقة”، بكلمة رئيسية ألقتها الشيخة بدور القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ”مجموعة كلمات”، تلتها كلمة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب.
ويعد “الموزعين الدولي”، أول مؤتمر لموزعي الكتب في المنطقة، يجمع هذا العام أكثر من 400 كاتب وناشر وموزع وخبير، في صناعة توزيع الكتب، من 69 دول حول العالم، ويوفر منصة لتقديم فرص جديدة وتسهيل معالجة القضايا الملحة، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل.
ويلتزم المؤتمر الذي تنظمه “هيئة الشارقة للكتاب” على مدار يومين بإثراء صناعة النشر والتوزيع ويهدف إلى إلهام المشاركين لمناقشة راهن الصناعة وتبادل المعارف والخبرات، من أجل تشكيل مستقبل صناعة نشر وتوزيع الكتب.
وشهد افتتاح المؤتمر، عددًا من ورش العمل والجلسات التي قدمها نخبة من الخبراء في تخصصات ومجالات متنوعة، تعرف الحضور من خلالها على مواضيع مختلفة، منها البيانات في صناعة الكتاب والاستدامة وأهداف التنمية المستدامة، وسلوكيات شراء الكتب، وحملات التواصل الاجتماعي الفعالة، وتصميم دور بيع وتوزيع الكتب، والتسويق.
استدامة الصناعة ومبادرات للارتقاء
وشددت الشيخة بدور القاسمي، الرئيسة السابقة للاتحاد الدولي للناشرين، خلال كلمته في المؤتمر، على أهمية مناقشة استدامة صناعة النشر وطرح مبادرات يمكنها أن تحدث تغييراً جذرياّ في آليات إنتاج ونشر وتوزيع الكتب.
وأشارت القاسمي، إلى ضرورة الاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا القطاع للتغلب على التحديات التي لا يمكن لأي ناشر أو موزع كتب، أو عامل في منظومة صناعة النشر، أن يواجهها بمفرده، موضحة أن التعاون أصبح عاملاً رئيساً للارتقاء بالمنظومة والاستجابة الفاعلة إلى العوامل التي تعيق تطورها، مثل الضغوطات البيئية، ونقص الموارد والتضخم وارتفاع التكاليف.
وسلطت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ”مجموعة كلمات”، الضوء على ضرورة مراعاة الاستدامة ومراقبة تأثيرات هذه الصناعة على البيئة، كما ناقشت استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وقدرتها على إحداث تغيير جذري في طريقة كتابة ونشر وقراءة الكتب.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي، أنه من الضروري مواكبة المستجدات وإتخاذ خطوات استباقية، مع تقديم طرق فعّالة لتعزيز الصناعة وعملياتها، وتعزيز القدرات الإبداعية لدى الفرق العاملة في الصناعة.
ووجهت الدعوة لقادة الفكر في مختلف القطاعات للتعامل مع الصناعة من منظور مختلف لفتح آفاق جديدة أمامها، قائلة: “هذه لحظة تاريخية في صناعتنا، وأنا واثقة بأن قدرتنا على الابتكار ستساعدنا على تحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية من خلال التعاون المستمر”.
التزام بدعم وتعزيز صناعة الكتاب
“شكّلت الشارقة خلال 50 عامًا من العمل لدعم وتعزيز صناعة الكتاب في المنطقة والعالم، صورة متكاملة لأدق تفاصيل التحديات التي تواجه الأطراف المعنية في قطاع النشر والصناعات الإبداعية”.. وفقًا لكلمة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، خلال افتتاح مؤتمر “الموزعين الدولي”.
وقال العامري: “بفضل رؤى وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لم تقتصر المعرفة على سوق النشر العربي، وإنما امتدت لتشمل سوق النشر العالمي، انطلاقًا من حضور الشارقة، ومتابعتها لكل متغيرات الصناعات الإبداعية، ومشاركتها في فتح أسواق الكتاب العالمية على بعضها”.
وأضاف رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “ندرك جيداً التحديات التي تعيق تطور أعمال موزعي الكتب، لذلك جاء تنظيم (مؤتمر الموزعين الدولي) ليمثل فرصة لتقديم الحلول والعمل على تنفيذها، ودعمها وتحويل التجارب الناجحة في هذا القطاع إلى دروس عملية يحتذى بها، وبحث الفرص التي يمكن أن يوفرها التحول المتسارع في تكنولوجيا التسويق ومنافذ بيع الكتب، وسد الفجوات بين النشر والتوزيع عبر عقد اتفاقيات وشراكات مع موزعين في بلدان جديدة من المنطقة والعالم”، بالإضافة إلى الاستفادة من رؤى وخبرات المتخصصين العاملين في قطاع النشر وتصوراتهم لمستقبل القطاع والفرص الكامنة فيه.
رهان صناعة النشر العالمية
وشهد افتتاح المؤتمر جلسة نقاشية جمعت ماركوس دوهلي، المدير التنفيذي السابق لـ”بنغوين راندوم هاوس”، وبورتر أندرسن، رئيس تحرير “ببلشينغ بيرسبيكتيف”، تحت عنوان “حالة النشر والبيع في الأسواق العالمية والوعد الذي تتيحه الأسواق الناشئة”.
“من تأملاتي طوال 30 عامًا من العمل في نشر وتوزيع الكتب أدركت أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لقطاع توزيع الكتب”.. حسب ماركوس دوهلي، الذي يرى أن عالم النشر والتوزيع يتغير دائما، ومعظم العاملين، يمكنهم تحويل التحديات التي يواجهونها إلى فرص مستقبلية.
وأضاف: “نشهد زيادة في جمهور القراء بنسبة 4% سنويًا، وأمام موزعي الكتب قطاعات واسعة من المجتمعات في العالم لا تصل إليها الكتب يمكنهم الوصول إليها”، مشيرًا إلى أنه لا يزال توزيع الكتب يعتمد على النشر التقليدي ولدينا 20% فقط من الكتب يتم توزيعها بالصيغة الرقمية بينما 80% من حجم توزيع الكتب لا يزال للكتب الورقية.
وتابع دوهلي: “عندما ننظر إلى المؤشرات والإحصاءات التي نتجت عن ظهور الرقمنة في عالم النشر والتوزيع، نجد أن الناشرين قد تعاملوا مع التحول الرقمي بجاهزية تعكس استعدادهم لاستشراف المستقبل والاعتماد على الحلول التي تسهم في نمو أرباح الموزعين، بالتوازي مع ارتفاع نسبة القراء الذين يقومون بشراء الكتب الورقية والرقمية أكثر من السابق”.
وخلصت الجلسة، إلى أن الإنسان سيظل يحب القصص ويتوق إلى القراءة، حيث لا تزال الكتب الورقية هي المفضلة لدى غالبية القراء، ولكن يحتاج الموزعين إلى استكشاف المزيد من الفرص التي تخدم قطاع توزيع وبيع الكتب بالتجزئة، والعمل على مبادرات تراعي احتياج المجتمعات والقراء فيها.