الإمارات – السابعة الإخبارية
يأتي شهر رمضان الكريم كفرصة رائعة للمسلمين لتجديد الروحانيات والتواصل مع العائلة والأصدقاء، فضلاً عن التفرغ للعبادات، لكن في عصرنا الحديث أصبح من الصعب تجنب الشاشات بمختلف أنواعها من هواتف ذكية، أجهزة تلفاز، وأجهزة كمبيوتر.
ومع ارتفاع عدد الساعات التي يقضيها الأشخاص أمام هذه الأجهزة، خاصة في الشهر الكريم، تزداد الحاجة إلى ترشيد استهلاك الشاشات لتجنب تأثيراتها السلبية على الصحة النفسية والجسدية، ولتحقيق أقصى استفادة من هذا الشهر المبارك.
أثر الشاشات على صحة الجسم والعقل
تعتبر الشاشات جزءًا أساسيًا في حياتنا اليومية، وتؤثر بشكل كبير على حياتنا الاجتماعية، التعليمية، والعملية. ولكن، يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على صحتنا الجسدية والنفسية إذا لم يتم استخدامها بحذر.
الأثر على العين: الاستمرار في النظر إلى الشاشات لفترات طويلة يسبب ما يُعرف بـ “إجهاد العين الرقمي”، الذي يتسبب في جفاف العين، الصداع، وضبابية الرؤية. كما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يؤثر على جودة النوم، وخاصة عند استخدام الشاشات قبل النوم.
التأثير النفسي: يمكن أن يؤدي الانغماس المستمر في الشاشات إلى التوتر، القلق، وحتى الاكتئاب. خصوصًا إذا كانت الأنشطة التي نقوم بها مرتبطة بالإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الأخبار السلبية.
الآثار الاجتماعية: مع كثرة الوقت الذي يتم قضاؤه أمام الشاشات، قد يقل التفاعل الاجتماعي المباشر مع العائلة والأصدقاء، ما يؤثر سلبًا على الروابط الاجتماعية في الحياة الواقعية.
ترشيد استهلاك الشاشات خلال شهر رمضان
شهر رمضان هو وقت للتفكر والعبادة، ويعتبر فرصة ذهبية لتنظيم حياتنا ورفع مستوى الوعي. لذا فإن ترشيد استهلاك الشاشات في هذا الشهر ليس فقط مهمًا من ناحية الصحة، بل هو جزء من تعزيز الروحانية وتحقيق الأهداف التي نسعى إليها في رمضان.
1. وضع وقت محدد لاستخدام الشاشات
من المهم وضع جدول زمني لاستخدام الشاشات خلال رمضان. يمكن تخصيص وقت معين لمتابعة الأخبار أو مشاهدة البرامج الرمضانية، بينما يتم تقليل الوقت الذي يتم قضاؤه في تصفح الإنترنت أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكن أن يكون تحديد مدة معينة مثل ساعة واحدة فقط بعد الإفطار، مع التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل موعد السحور، وسيلة فعالة للحد من ساعات الشاشات.
2. تقليل ساعات مشاهدة التلفاز
التلفاز هو أحد أكثر وسائل الترفيه استخدامًا في رمضان، خاصة مع كثرة البرامج والمسلسلات الرمضانية. إلا أن مشاهدة التلفاز لساعات طويلة يمكن أن يؤثر على صحتك البدنية والنفسية.
لذلك يمكن أن يكون من المفيد تحديد ساعات محددة لمتابعة البرامج المفضلة، والابتعاد عن الاستغراق في مشاهدة مسلسلات أو برامج لا تضيف قيمة.
3. استخدام الأجهزة الذكية بشكل ذكي
الهواتف الذكية أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، ولا يمكننا الاستغناء عنها. ولكن يمكن تنظيم استخدامها خلال شهر رمضان عبر تطبيق بعض الممارسات الصحية مثل:
- تنظيم الإشعارات: إيقاف الإشعارات المزعجة التي تشجع على التفاعل المستمر مع الهاتف.
- تخصيص وقت للتواصل: تحديد وقت معين للتواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر الرسائل أو مكالمات الفيديو بدلاً من تصفح منصات التواصل الاجتماعي بلا هدف.
- استخدام التطبيقات المفيدة: مثل تطبيقات القرآن الكريم، أو تطبيقات الأذكار والأدعية، مما يساهم في استغلال وقتك بشكل أفضل خلال الشهر الكريم.
4. تخصيص وقت للعبادة والتأمل
من أهم جوانب شهر رمضان هو التفرغ للعبادة. يمكن استبدال الوقت الذي كان يُقضى أمام الشاشات بالتفرغ للقراءة والتدبر في القرآن الكريم، أو الصلاة، أو الذكر، تخصيص وقت يومي للعبادة يساهم في تعزيز الروحانية وتخفيف التوتر، ويقربك من أهدافك الرمضانية.
5. تفعيل نشاطات اجتماعية غير إلكترونية
لخلق توازن بين الحياة الرقمية والاجتماعية، حاول تنظيم لقاءات عائلية أو اجتماعية في الشهر الفضيل. يمكن قضاء الوقت مع العائلة في الحديث، لعب الألعاب التقليدية، أو حتى الخروج للتمشية مع الأصدقاء في المساء.
هذه الأنشطة لا تقتصر على الفائدة الاجتماعية فحسب، بل تساعد أيضًا في تقليل الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات.
6. التحلي بالصبر والانضباط
رمضان هو شهر الصبر، ويمكن أن يكون تحديًا في بداية الأمر لتنظيم وقتنا بين العبادة، العمل، والأنشطة الأخرى. ولكن مع الانضباط، ستجد أن التوازن بين استخدام الشاشات وبين قضاء الوقت في الأنشطة المفيدة ليس أمرًا صعبًا.
يجب أن نضع في اعتبارنا أن رمضان هو فرصة للتغيير والتحسين، وأن تنظيم استهلاكنا للشاشات يمكن أن يكون جزءًا من هذا التغيير.
7. إغلاق الأجهزة قبل النوم
للحفاظ على صحة النوم، من المهم إغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من النوم، الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يعطل الساعة البيولوجية ويؤثر على جودة النوم، حاول أن تجعل من هذه الممارسة عادة يومية في رمضان، مما يساعدك على الحصول على نوم هادئ وعميق.