خاص – السابعة الإخبارية
يشهد العالم حالياً حالة من التأهب والعمل الدؤوب للوقوف أمام الذكاء الاصطناعي وتقنياته الفعالة والتي إلى الآن لا نستطيع نكران صحة أي منها وإمكانية حلولها محل البشر, فالموسيقي والمغني والصحفي والكثير من التخصصات المختلفة يقفون مكتوفي الأيدي أمام التطورات المهمة التي يظهر فيها الذكاء الاصطناعي في كل فترة.
فتارةً نجد روبوتات الذكاء الاصطناعي ممرضين أو أطباء وتارةً رسامين ومولعين بالفن, وقد نجدهم مذيعين ومحررين ومقدمي نشرات أخبار وبرامج أخرى مختلفة, وهذا الأمر شكل حالة من التخوف لدى البشر في أن يأخذ الذكاء الاصطناعي مكانهم.
منتدى الإعلام العربي يؤكد: “الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر”
لكن مؤخراً وفي منتدى الإعلام العربي, أجمع المشاركون في جلسة “مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي” ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي على أن التطور التقني الذي تشهده الساحة الإعلامية حالياً لن يؤدي إلى اندثار الشاشات والقنوات التليفزيونية لصالح الإعلام الرقمي، ومنصات “السوشيال ميديا”.
كما لفت كثيرون إلى أن التحدي الأكبر في السنوات المقبلة سيتمثل في كيفية مواكبة قطاع الإعلام بمختلف أنواعه للتحول الرقمي الهائل.
المشاركون في الجلسة الحوارية ضمن منتدى الإعلام العربي
وضمن الجلسة النقاشية التي تضمنتها الأجندة المكثفة لليوم الثاني من أيام المنتدى، شارك كلاً من خديجة المرزوقي، مدير الإعلام الرقمي في “دبي للإعلام”، وحسان الكنوني، رئيس تحرير “هسبريس”، وأحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للإعلام، وأدارها طوني خليفة، مدير عام قناة “المشهد”.
وتحدثت المرزوقي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة الإعلامية، معتبرة أن التكنولوجيا بصورة عامة ومن أبرز مكوناتها الذكاء الاصطناعي ستساعد بصورة إيجابية في كشف الأخبار الكاذبة وتعزز قدرة الإعلام على التعامل معها بالصورة الملائمة بما يعود بالنفع على مصداقية الخدمات الإخبارية المقدمة من خلالها.
إلام يحتاج الإعلامي ليتفوق على الذكاء الاصطناعي..؟
في عصر الذكاء الاصطناعي، يحتاج الإعلامي إلى تطوير مجموعة من المهارات التي تمكنه من التعامل مع التحول الرقمي الذي يشهده قطاع الإعلام، وتشمل هذه المهارات:
– فهم التكنولوجيا: يجب على الإعلامي أن يكون على دراية بأحدث التقنيات الرقمية وتطوراتها، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وكيف يمكن استخدامها في قطاع الإعلام.
– التحليل والبحث: يحتاج الإعلامي إلى مهارات تحليلية وقدرة على جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالجمهور والمحتوى والمنافسين والتي يمكن استخدامها لتحسين الأداء وزيادة الجماهيرية.
– إنتاج المحتوى: يجب على الإعلامي أن يكون قادراً على إنتاج المحتوى الذي يتوافق مع توجهات الجمهور ويستخدم أحدث التقنيات والأدوات المتاحة لتحسين جودة المحتوى وزيادة الوصول إليه.
– التفاعل الاجتماعي: يجب على الإعلامي أن يكون على دراية بالتحديات الاجتماعية والثقافية والسياسية المختلفة، وأن يكون قادرًا على التفاعل مع الجماهير والتواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
– التعلم المستمر: يجب أن يكون الإعلامي قادر على التعلم المستمر ومتابعة أحدث التطورات والتقنيات وتحديث مهاراته بشكل مستمر لتوفير محتوى أفضل وأكثر فاعلية.
وسائل إعلامية تعمل على تجربة الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام
قبل بضع سنوات توقّع كريستيان هاموند، أستاذ علوم الكمبيوتر وخبير الذكاء الاصطناعي في جامعة “Northwestern” أن يفوز روبوت بالجائزة الأهم في عالم الصحافة “بوليتزر“. فقد بدأ توظيف الذكاء الاصطناعي في عالم الصحافة والإعلام وصناعة المحتوى في العام 2010 عندما طوّرت مؤسسة “Narrative Science“ أداة لكتابة القصص الصحفية بالذكاء الاصطناعي.
كما استغلت مختبرات “BBC News” الذكاء الاصطناعي منذ العام 2012 من خلال أداة “Juicer” لتجميع الأخبار واستخراج وتصنيف المحتوى والبيانات التي تمتلك الشبكة البريطانية العريقة كمًا هائلاً منها بالإضافة للمصادر الأخرى.
وأنتجت وكالة “أسوشيتد برس” في العام 2014 مليار قطعة محتوى بواسطة أداة طوّرتها شركة “Automated Insights” لإنتاج قصص صحفية اقتصادية عن أرباح الشركات الأميركية.
أيضًا صحيفة “نيويورك تايمز” استغلت في عام 2015 الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمساعدة الصحفيين في تحرير المحتوى والمقالات وتحسين العناوين والصياغة والكلمات المفتاحية، من خلال أداة “EDITOR“.
أما واشنطن بوست، فامتلكت عام 2016 روبوتًا آليًا يدعى “Heliograf” اعتمدت عليه في تغطية دورة الألعاب الأولمبية في “ريو دي جانيرو”، ثم واصلت الاعتماد عليه بعد تطويره في تغطية الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأنتج “Heliograf” أكثر من 500 مقال وحصدت الصحيفة الأميركية أكثر من نصف مليون نقرة.
في العام نفسه، أطلقت صحيفة الجارديان البريطانية عبر حسابها الرسمي في فيسبوك أحد إنتاجات الذكاء الاصطناعي “Chatbot” والذي تكفل بتقديم الوجبة الإخبارية المناسبة لاهتمامات كل قارئ في صندوق رسائل ماسنجر.
مجلة “FORBES” لحقت بالركاب وأطلقت في العام 2018 نظام إدارة محتوى يعتمد على الذكاء الاصطناعي أسمته “Bertie” يستطيع التعلم وتطوير نفسه بنفسه مع التجربة. يقترح القصة الرئيسية والموضوعات والعناوين الرئيسية والصور المناسبة للموضوعات.
كذلك تمتلك وكالة الأنباء الهولندية ANP تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي تلخص القصص الإخبارية وتعيد صياغتها بصورة مبسطة لتعرض في خدمات “Feed”.
وفي العام 2020 قدمت “بي بي سي” صوتًا تمّ توليده بالذكاء الاصطناعي لقراءة المقالات المنشورة على موقعها.
هذا غيض من فيض، فالذكاء الاصطناعي بات قادرًا على أداء الكثير من الوظائف والمهام في الصحافة والإعلام وصناعة المحتوى.
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: