أمريكا، محمد الصو – السابعة الاخبارية
كيم كارداشيان، عادت النجمة الأميركية كيم كارداشيان لتتصدر عناوين الجدل، لكن هذه المرة بعيدًا عن الأزياء أو إطلالاتها اللافتة، إذ أثارت ضجة واسعة بعد تقديمها جراء صغيرة كهدية عيد الميلاد لأطفالها. خطوة بدت عاطفية ولطيفة في ظاهرها، لكنها فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول حقوق الحيوان، وحدود مسؤولية المشاهير في التأثير على الرأي العام.
كيم كارداشيان تشعل النقاش بصور بسيطة
الجدل انطلق فور نشر كيم كارداشيان صورًا عبر خاصية “القصص” على حسابها في “إنستغرام”، ظهرت فيها أربعة جراء من فصيلة بوميرانيان، مؤكدة أن كل طفل من أطفالها حصل على جرو خاص به. الصور انتشرت بسرعة هائلة، وتحولت خلال ساعات إلى مادة للنقاش بين المؤيدين والمعارضين.
بينما رأى البعض أن الهدية تعبّر عن حب الحيوانات وإدخال الفرح إلى قلوب الأطفال، اعتبر آخرون أن تقديم الحيوانات كهدايا موسمية قد يكون تصرفًا غير مسؤول، خاصة عندما يصدر عن شخصية عامة بحجم وتأثير كيم كارداشيان.
كيم كارداشيان تحت انتقاد منظمات حقوق الحيوان
لم يقتصر الجدل على آراء المتابعين، بل وصل إلى منظمات حقوق الحيوان، وعلى رأسها منظمة “بيتا”، التي أصدرت موقفًا حازمًا تجاه ما قامت به النجمة الأميركية. واعتبرت المنظمة أن الحيوانات ليست ألعابًا أو دمى محشوة يمكن تقديمها في المناسبات، ثم نسيانها بعد انتهاء الحماس الأولي.

هذا الموقف أعاد إلى الواجهة قضية قديمة متجددة، تتعلق بانتشار شراء الحيوانات الأليفة بدل تبنيها من الملاجئ، وما يترتب على ذلك من معاناة لحيوانات بلا مأوى.
رسالة تحذيرية باسم كيم كارداشيان
في تصريحات لافتة، شددت مسؤولة في منظمة بيتا على أن اقتناء الحيوانات يجب أن يكون قرارًا طويل الأمد، وليس هدية عابرة. ووجّهت رسالة غير مباشرة إلى كيم كارداشيان وشقيقتها كلوي، دعت فيها إلى تشجيع التبني من الملاجئ بدل الشراء من المربين.
كما اقترحت أن يتم إشراك الأطفال في أنشطة إنسانية، مثل التطوع في ملاجئ الحيوانات أو دعم حملات التبني وبرامج التعقيم، معتبرة أن هذا النوع من التجارب يعلّم الأطفال المسؤولية والتعاطف الحقيقي مع الكائنات الحية.
كيم كارداشيان تدافع بالصمت
حتى الآن، لم تصدر كيم كارداشيان أي تعليق مباشر يرد على الانتقادات أو يوضح موقفها من دعوات منظمات حقوق الحيوان. هذا الصمت زاد من حالة الجدل، إذ اعتبره البعض تجاهلًا متعمدًا، بينما رأى آخرون أن النجمة لا ترغب في تضخيم القضية أكثر.
في المقابل، اكتفت كيم بالإشارة إلى أن كل طفل حصل على جروه الخاص، في تعليق بسيط فتح المجال لتفسيرات متعددة، بين من اعتبره تعبيرًا عن العائلة والحب، ومن رآه اختزالًا لمسؤولية كبيرة في جملة قصيرة.
تاريخ كيم كارداشيان مع الحيوانات
ليست هذه المرة الأولى التي تظهر فيها الحيوانات الأليفة في حياة كيم كارداشيان وعائلتها. فعلى مر السنوات، شاركت العائلة صورًا عديدة لحيواناتهم، من كلاب وسحالي وغيرها. وارتبط اسم عائلة كارداشيان-جينر بحب الحيوانات، سواء من خلال ظهورها في برامج تلفزيون الواقع أو عبر حساباتهم على مواقع التواصل.
هذا التاريخ جعل بعض المدافعين عنها يرون أن كيم ليست غريبة عن تربية الحيوانات، وأن الجراء الجديدة ستلقى رعاية واهتمامًا كافيين داخل منزلها.
كيم كارداشيان ومسؤولية التأثير الجماهيري
ما أعاد إشعال النقاش بقوة هو حجم التأثير الذي تملكه كيم كارداشيان. فهي ليست مجرد نجمة تلفزيونية، بل شخصية عالمية يتابعها مئات الملايين. أي تصرف تقوم به، مهما بدا بسيطًا، قد يتحول إلى نموذج يُقلده الآخرون.
منتقدو الخطوة رأوا أن شراء الحيوانات من فصائل محددة قد يشجع على التجارة غير الإنسانية بالحيوانات، في حين أن التبني من الملاجئ يساهم في إنقاذ أرواح كثيرة. وبالتالي، فإن رسالة كيم، سواء قصدت ذلك أم لا، قد تحمل أثرًا أوسع من مجرد هدية عائلية.
انقسام الجمهور حول تصرف كيم كارداشيان
على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم الجمهور بشكل واضح. فريق دافع عن كيم كارداشيان معتبرًا أنها أم تهتم بإسعاد أطفالها، وأن لديها الإمكانيات والوعي الكافي لرعاية الحيوانات. في المقابل، رأى فريق آخر أن النجمة كان بإمكانها استغلال منصتها الضخمة للترويج لفكرة التبني بدل الشراء.
هذا الانقسام يعكس تغير نظرة الجمهور إلى المشاهير، حيث لم يعد الاهتمام يقتصر على حياتهم الخاصة، بل امتد ليشمل قيمهم ورسائلهم الاجتماعية.

كيم كارداشيان تعيد فتح ملف حقوق الحيوان
سواء عن قصد أو دون قصد، أعادت كيم كارداشيان تسليط الضوء على ملف مهم يتعلق بحقوق الحيوان والمسؤولية الأخلاقية في اقتنائه. الجدل الذي أثير قد يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور النجوم في دعم القضايا الإنسانية، وكيف يمكن لتصرف بسيط أن يتحول إلى قضية رأي عام.
وفي النهاية، تبقى كيم كارداشيان واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا، وكل خطوة تقوم بها، مهما كانت شخصية، تظل تحت المجهر، وتُقرأ بأبعاد تتجاوز حدود عائلتها، لتصل إلى نقاش عالمي حول القيم والمسؤولية.
