إسبانيا – السابعة الإخبارية
برشلونة.. في ظل النجاحات الفنية اللافتة التي شهدها نادي برشلونة الإسباني خلال المواسم الأخيرة، يبدو أن إدارة النادي الكتالوني قررت إعادة النظر في بنود عقد الرعاية الذي يربطها مع شركة “سبوتيفاي” السويدية، والتي تُعد الراعي الرئيسي للنادي منذ عام 2021، حيث تشير التقارير الصحفية إلى أن برشلونة يسعى إلى رفع المقابل المالي الذي يتقاضاه بموجب هذه الاتفاقية، مستندًا إلى القفزات الكبيرة التي حققها على الصعيدين الفني والتسويقي.
برشلونة : طفرة رياضية… وطموحات مالية
بحسب تقرير نشرته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، فإن إدارة النادي لم تعد راضية عن المقابل المالي الذي تحصل عليه من شركة “سبوتيفاي”، لا سيما مع الإنجازات المتتالية التي حققها الفريق مؤخرًا، والتي انعكست على القيمة السوقية للنادي، وزادت من قاعدة جماهيره عالميًا.
ورغم أن عقد الشراكة الموقع بين الطرفين قبل 3 سنوات كان يُعد حينها من الصفقات المميزة ماليًا، إلا أن الواقع اليوم يختلف كثيرًا، فالنادي بات يضم بين صفوفه مجموعة من أبرز المواهب الشابة في العالم، وعلى رأسهم لامين يامال، الذي تحول في ظرف وجيز إلى أيقونة جديدة للفريق الأول.

عقد رعاية مُكلف… لكن لا يُواكب الطموح
تدفع “سبوتيفاي” حاليًا ما يقارب 65 مليون يورو سنويًا لنادي الكتالوني بموجب عقد الرعاية الذي يشمل قمصان الفرق الرجالية والنسائية، مع إضافات أخرى تجعل المبلغ يصل إلى 70 مليون يورو سنويًا. وتمتد الاتفاقية الحالية حتى عام 2026، مع بند يُتيح للشركة السويدية تمديد التعاقد من جانب واحد حتى عام 2030، مقابل 10 ملايين يورو إضافية فقط.
لكن إدارة برشلونة ترى أن هذا الرقم لم يعد يتناسب مع القيمة الفعلية للنادي حاليًا، خصوصًا بعد فوزه بلقب الدوري الإسباني مرتين في آخر ثلاث مواسم، وظهوره بأداء فني مميز سواء محليًا أو أوروبيًا، بالإضافة إلى تفوقه التاريخي في الكلاسيكو، حيث تغلب على ريال مدريد في 4 مباريات متتالية، محققًا بذلك الثلاثية المحلية الموسم الماضي (الدوري، الكأس، السوبر).
لامين يامال.. الورقة الرابحة
يرى مسؤولو النادي الكتالوني أن صعود النجم الشاب لامين يامال للفريق الأول منذ عام 2023، مثّل نقطة تحوّل حاسمة ليس فقط فنيًا، بل أيضًا من الناحية التسويقية. فالنجم الصاعد بات وجهًا دعائيًا مغريًا للعلامات التجارية، وواحدًا من أكثر اللاعبين الشباب جذبًا للجمهور والإعلام.
وبالتالي، فإن وجود يامال ومجموعة أخرى من المواهب الشابة إلى جانب استعادة الفريق لمكانته محليًا وأوروبيًا، عوامل تدفع إدارة النادي للتفكير في تعديل العقود الراعية، بما يُواكب التحول النوعي في شعبية النادي وتأثيره التجاري.
برشلونة يرفض “التمديد الآلي”
ورغم أن العقد يمنح “سبوتيفاي” حق التمديد الأحادي حتى 2030، فإن إدارة برشلونة لا تبدو مستعدة للموافقة على هذا التمديد بنفس الشروط الحالية، بل تطالب برفع قيمة العقد لتتجاوز حاجز 80 مليون يورو سنويًا، بالنظر إلى الأداء الحالي والزيادة الملحوظة في قيمة العلامة التجارية للنادي.
وأكدت “موندو ديبورتيفو” أن برشلونة يُخطط لفتح باب التفاوض مجددًا قبل عام 2026، لتعديل البنود المالية للعقد بما يتماشى مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على النادي، لا سيما بعد نجاحه في تجاوز أزمات مالية سابقة، والعودة بقوة إلى المنافسة القارية.

تحديات أمام التجديد
ورغم الطموحات المالية لإدارة برشلونة، فإن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة، إذ قد تتردد “سبوتيفاي” في رفع المبلغ، خاصة إذا رأت أن القيمة الدعائية التي تحصل عليها لا تُبرر زيادة التكاليف، أو إذا شعرت بأن النادي يُبالغ في تقييم تأثيراته الإعلامية.
وفي الوقت ذاته، قد تلجأ إدارة برشلونة إلى استخدام عامل السوق الحر، حيث باتت أندية أوروبية كبرى تُحقق عائدات تتجاوز 100 مليون يورو سنويًا من عقود الرعاية، وهو ما قد يدفع النادي للبحث عن بدائل محتملة، أو على الأقل استخدام هذه المقارنة كورقة ضغط في المفاوضات المقبلة.
الخلاصة: عقد الرعاية لم يعد يكفي
يبقى السؤال الأبرز: هل تنجح إدارة برشلونة في انتزاع صفقة رعاية جديدة تُناسب طموحات النادي؟ المؤشرات الحالية توحي بأن الكفة تميل لصالح النادي الكتالوني، لا سيما إذا واصل تحقيق الإنجازات داخل الملعب وخارجه، واستثمر شعبيته الجارفة حول العالم في إقناع “سبوتيفاي” أو غيرها من الشركات الكبرى، بأن كل يورو يُستثمر في قميص برشلونة، هو استثمار في واحدة من أقوى العلامات التجارية الرياضية في العالم.
