كوريا – السابعة الإخبارية
لعبة الحبار .. في خبر طال انتظاره من قبل جماهير الدراما الكورية حول العالم، أكدت منصة نتفليكس رسميًا أن الموسم الثالث من مسلسلها الأشهر لعبة الحبار سيكون الأخير. التصريح جاء عبر مقابلة خاصة أجراها المخرج والمبدع الكوري الجنوبي هوانج دونج هيوك مع صحيفة هوليوود ريبورتر، والذي وصف فيه الموسم الثالث بأنه “النهاية الحاسمة” لقصة هزّت وجدان المشاهدين، وأثارت نقاشات واسعة حول العدالة والإنسانية والرأسمالية.

“النهاية الحاسمة”… رؤية دونج هيوك للموسم الأخيره
في حديثه، أكد هوانج دونج هيوك أن الموسم الثالث يمثل بالنسبة له الخاتمة الطبيعية للحكاية التي أراد سردها.
وقال:“شخصيًا، أرى الموسم الثالث بمثابة النهاية الحاسمة لهذه القصة، هذا لأنني أعتقد أنني وصلتُ إلى خاتمة القصة التي أردتُ سردها عن المجتمع من خلال شخصية سونج جي هون.”
وأضاف المخرج أن “جي هون”، الذي مثل وجع الإنسان المعاصر في مواجهة وحشية المنظومة، سيظل محور النهاية، حيث يتم استكشاف مفهوم اليأس الكامل بعد انطفاء الأمل، في لحظة ينهار فيها كل ما تمسّك به الإنسان من بقايا الرجاء.
ملامح الموسم الثالث لـ لعبة الحبار
رغم أن التفاصيل الكاملة للموسم الأخير لا تزال قيد الكتمان، إلا أن هيوك لمح إلى نوايا فنية جريئة، تهدف إلى الغوص في “نهاية اليأس”، حيث قال: “من الصعب علي أن أشارك التفاصيل، لكن يمكنني أن أخبرك بأنني أريد استكشاف نهاية اليأس، حيث نرى أولئك الذين يتمسكون بأضعف بصيص من الأمل أنهم تحطموا، عندما ينطفئ كل الأمل ويبقى اليأس فقط، ما الذي يكمن وراء ذلك؟”
بهذا التوجه، يبدو أن الموسم الثالث لن يكتفي بإعادة تدوير صراعات الماضي، بل سيسبر أغوارًا إنسانية عميقة، ويتناول الجانب النفسي لمآلات من نجا، ومن نُسفت دوافعه للحياة.
وجوه جديدة تنضم إلى اللعبة
من أبرز المستجدات المثيرة أيضًا، إعلان انضمام مجموعة من الممثلين البارزين إلى الموسم الأخير من المسلسل، وهم:
Yim Si-Wan، Kang Ha-Neul، Park Sung-Hoon، Yang Dong-Geun، وهي أسماء معروفة في الوسط الفني الكوري، ومن المتوقع أن تضيف زخمًا دراميًا جديدًا للعمل.
انضمام هذه الشخصيات الجديدة قد يشير إلى إدخال حبكات فرعية أو خطوط سردية موازية لشخصية جي هون، بما يمنح العمل تنوعًا دراميًا دون فقدان التماسك.

ماذا بعد نهاية Squid Game؟
المثير في تصريحات هوانج دونج هيوك أنه لم يغلق الباب تمامًا أمام العودة لعالم Squid Game في المستقبل، لكنه أوضح أن ذلك سيكون من خلال أعمال فرعية (spin-off) وليس استكمالًا للقصة الأصلية.
وقال:“إذا رغبتُ يومًا في العودة إلى عالم Squid Game، فسيكون حول شخصيات مختلفة بمسارات مختلفة، ربما نوع من الأعمال الفرعية، على سبيل المثال، الحراس المقنعون. كيف انتهى بهم المطاف هنا؟ ماذا يفعلون في أوقات فراغهم؟”
هذه الفكرة تعكس رغبة المخرج في تعميق الأسئلة حول النظام الذي أوجد اللعبة، لا مجرد تتبع مصير لاعبيها، ما قد يشكل بداية لسلسلة جديدة من الأعمال التي تتناول الخلفيات والتفاصيل الغامضة في هذا العالم القاسي.
تحليل: لماذا استحوذ Squid Game على العالم؟
منذ إطلاقه في 2021، مثّل “Squid Game” ظاهرة ثقافية عالمية غير مسبوقة. فقد جمع بين التشويق الدموي والطرح الاجتماعي الفلسفي، مسلطًا الضوء على معضلات حقيقية مثل الديون، اليأس الطبقي، وصراع البقاء في ظل نظام رأسمالي متوحش.

اختار المسلسل ألعاب الطفولة كأداة للقتل الرمزي، ليصنع تباينًا مرعبًا بين البراءة والعنف، وكان هذا التباين سرًا في نجاحه الساحق. واليوم، ونحن نقترب من نهايته، يترقب الجمهور كيف سيُغلق هذا العمل الدرامي صفحة من أكثر الصفحات قسوة وتأملًا في تاريخ الدراما الكورية.
خاتمة: وداعًا لعبة الحبار ..ولكن!
بينما نستعد لتوديع مسلسل غيّر قواعد اللعبة، لا تزال الأسئلة الأكبر معلقة:
• من يصنع النظام؟
• من يستفيد من آلام الفقراء؟
• وهل هناك نجاة حقًا خارج اللعبة؟
الموسم الثالث من Squid Game قد يكون نهاية الحكاية، لكنه بالتأكيد بداية لتفكير جديد في قضايا الإنسان، وتناقضات المجتمع، وربما بداية لعوالم درامية جديدة ستولد من رحم اللعبة.
نهاية اللعبة.
الموسم الأخير من لعبة الحبّار يُعرض الآن. pic.twitter.com/p4L3oK18BE— Netflix MENA (@NetflixMENA) June 27, 2025