فرنسا – السابعة الإخبارية
وسام بن يدر .. عاد اسم المهاجم الفرنسي وسام بن يدر إلى واجهة الجدل مجددًا في الأوساط الرياضية والقضائية، بعدما أعلنت السلطات القضائية في فرنسا إحالته رسميًا إلى المحكمة الجنائية الإقليمية بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، في قضية جديدة هي الثانية من نوعها التي تطال اللاعب خلال أقل من عامين.
وكشفت صحيفة ليكيب الفرنسية في تقرير مطوّل، أن بن يدر (35 عامًا)، لاعب نادي ساكاريا سبور التركي، سيُحاكم إلى جانب شقيقه صبري بن يدر، على خلفية اتهامات تتعلق بحادثة وقعت في صيف عام 2023.

تفاصيل الاتهامات الجديدة
وفقًا للتقرير، فإن النيابة العامة الفرنسية أحالت ملف القضية إلى المحكمة المختصة بعد انتهاء التحقيقات التي استمرت عدة أشهر، خلص خلالها قاضي التحقيق إلى وجود “شبهات جدية” تستدعي المحاكمة بتهم تتعلق بـ الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى لقاء جمع بن يدر وشقيقه بفتاتين خلال حفل خاص في منطقة كوت دازور جنوب فرنسا، حيث تقدمت الشابتان لاحقًا بشكوى تتهمان فيها اللاعب وشقيقه بالاعتداء عليهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن قاضي التحقيق وافق على توصية المدعي العام، الذي طلب في نهاية مايو/أيار الماضي إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية، مع التأكيد على أن اللاعب وشقيقه سيكون لهما حق الاستئناف ضد القرار قبل بدء جلسات المحاكمة الرسمية.

قضايا سابقة ومشكلات قانونية متكررة
اللاعب الفرنسي من أصول تونسية ليس غريبًا على أروقة المحاكم، إذ واجه في السنوات الأخيرة سلسلة من القضايا القانونية التي أثرت سلبًا على صورته العامة ومسيرته الكروية.
ففي عام 2024، حوكم بن يدر بتهمة الاعتداء على شابة أثناء وجوده في حالة سكر، وهي القضية التي أثارت ضجة واسعة آنذاك، قبل أن تُخفف العقوبة بعد تسوية مالية بين الطرفين.
كما سبق لمحكمة نيس الجنائية أن غرّمته مبلغ 90 ألف يورو بعد إدانته بتهمة الإيذاء النفسي لزوجته المنفصل عنها، في قضية عائلية تم تداولها على نطاق واسع في الإعلام الفرنسي.
ولم تتوقف مشكلاته عند هذا الحد، إذ أدين أيضًا بارتكاب مخالفات مالية تتعلق بـ التهرب الضريبي خلال فترة لعبه مع نادي إشبيلية الإسباني بين عامي 2016 و2019، ليضاف ذلك إلى سجل طويل من القضايا التي لاحقت اللاعب داخل وخارج الملاعب.
مسيرة رياضية متقلبة
بدأ وسام بن يدر مسيرته الكروية في فرنسا مع نادي تولوز، قبل أن ينتقل إلى إشبيلية الإسباني حيث لمع اسمه في الدوري الإسباني بفضل أدائه المميز وقدرته على التسجيل أمام كبار الفرق، بما في ذلك ريال مدريد وبرشلونة.
وفي عام 2019 عاد إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة موناكو، حيث خاض خمسة مواسم ناجحة سجل خلالها أكثر من 90 هدفًا، وكان أحد أبرز الهدافين في “الليغ 1” إلى جانب كيليان مبابي وكريم بنزيمة.
لكن مسيرته بدأت تتراجع خلال عامي 2024 و2025 بعد انتقاله إلى نادي سباهان الإيراني في تجربة قصيرة لم تكلل بالنجاح، قبل أن ينضم إلى صفوف ساكاريا سبور التركي المنافس في دوري الدرجة الثانية.
ورغم خبرته الطويلة ومشاركته السابقة مع المنتخب الفرنسي في عدة مناسبات دولية، إلا أن الفضائح المتتالية أضعفت صورته لدى الجماهير وأثرت على فرص عودته إلى أي نادٍ كبير في أوروبا.

تداعيات القضية على مستقبله
من المتوقع أن تُلقي القضية الجديدة بظلالها على مستقبل اللاعب مع ناديه التركي، خصوصًا في ظل احتمالات منعه من السفر لحين انتهاء الإجراءات القضائية في فرنسا.
ولم يصدر النادي حتى الآن أي بيان رسمي بشأن موقفه من القضية، مكتفيًا بالتأكيد على “احترامه الكامل لإجراءات العدالة”.
وتشير التقديرات إلى أن إدارة ساكاريا سبور قد تدرس فسخ عقد اللاعب في حال صدور حكم نهائي بالإدانة، لا سيما أن النادي يسعى إلى الحفاظ على سمعته وسط جماهيره والمجتمع الرياضي التركي.
ردود فعل متباينة
الخبر أثار موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا، بين من اعتبر أن “القضاء وحده من يملك الكلمة الفصل”، ومن رأى أن تكرار القضايا المحيطة بوسام بن يدر يعكس “نمطًا سلوكيًا مقلقًا” يجب التعامل معه بصرامة.
في المقابل، دافع بعض المقربين من اللاعب عنه، مؤكدين أنه “تعرض لحملة تشويه” منذ مغادرته نادي موناكو، وأنه سيقدم ما يثبت براءته خلال جلسات المحاكمة المقبلة.
خاتمة: من الملاعب إلى قاعات المحاكم
بينما كان اسمه في الماضي يرتبط بالأهداف الحاسمة والمباريات الكبرى، يجد وسام بن يدر نفسه اليوم أمام معركة قضائية جديدة قد تُحدد مصير ما تبقى من مسيرته الكروية.
فمن لاعب مثالي في موناكو وهداف منتخب فرنسا، إلى متهم في قضايا متكررة تتعلق بالعنف والاعتداء، يبدو أن بن يدر يواجه أصعب اختبار في حياته، اختبار لا تحسمه القدم، بل القانون.
