ليبيا – السابعة الإخبارية
في واحدة من أكثر القصص الإنسانية إلهامًا التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال موسم الحج، تحولت لحظات الإحباط والخذلان إلى انتصار للإرادة والصبر، بطلها شاب ليبي يُدعى عامر المهدي منصور القذافي، الذي واجه سلسلة من العقبات غير المتوقعة بينما كان في طريقه لأداء فريضة الحج.
البداية.. شغف وحقيبة سفر
في تمام الساعة 12 ظهرًا، وصل عامر إلى صالة المغادرة بمطار سبها جنوبي ليبيا، متأهبًا للانضمام إلى فوج الحجاج الليبيين المتوجهين إلى الأراضي المقدسة. كان يحمل معه حقيبة وأحلامًا كبيرة، لكن الأمور لم تسر كما كان يخطط لها.
فور محاولة الصعود إلى الطائرة، أُبلغ عامر بمنعه من السفر نتيجة “مشكلة أمنية في جواز سفره”، حسب ما أفادت به السلطات، وبينما أقلعت الطائرة تقل الحجاج، بقي عامر وحده في المطار، لا يحمل سوى أمله.
العودة الأولى للطائرة.. والفرصة الضائعة
وبينما كان عامر يراقب الأفق بصمت، جاء نداء مفاجئ عبر مكبرات الصوت: “الطائرة التي أقلعت تعرضت لعطل فني وعادت إلى المطار”.
لحظات من الترقب عاشها عامر، قبل أن تأتيه البشرى: الطائرة ستفتح أبوابها له.
لكن فرحته لم تكتمل الطيار رفض إنزاله على متن الرحلة مجددًا، مرجعًا القرار إلى “صعوبات لوجستية”.
ورغم خيبة الأمل الثانية، رفض عامر مغادرة المطار. تمسك بحقه في أن يكون ضمن الحجاج، وواصل انتظاره بإيمان هادئ.
وفي مشهد قلّ نظيره، عادت الطائرة مرة أخرى بعد خلل فني ثانٍ، ليعلن قائد الرحلة هذه المرة وبحزم:”والله لن أقلع حتى يركب عامر!”
عندها تحولت القصة من انتظار طويل إلى انتصار صغير يحمل معنىً كبيرًا. وداع مؤثر وصور تذكارية
قبل الإقلاع أخيرًا، وثّق عامر لحظات وداعه المؤثرة مع رجال الأمن وموظفي المطار، الذين باركوا له رحلته وتمنوا له حجًا مبرورًا. كما التقط صورًا تذكارية مع طاقم الطائرة، في مشهد جسّد إنسانية الموقف وتقدير من آمن بحلمه.
قصة عامر ليست مجرد رحلة جوية تأجلت، بل حكاية إصرار إنساني في مواجهة العقبات، أثبت فيها شاب من ليبيا أن الإيمان بالحق والثبات عليه قد يغيّر المصير، حتى وإن بدا مستحيلًا.
وكتب أحد المعلقين على مواقع التواصل:”ليس كل من صعد الطائرة حاجًا.. إلا عامر، فقد صعدها بإيمانه وصبره”.