أمريكا – السابعة الاخبارية
لوني أندرسون، توفيت الفنانة الأمريكية لوني أندرسون، نجمة المسلسل التلفزيوني الكوميدي الشهير “WKRP in Cincinnati“، مساء الأحد في مدينة لوس أنجلوس، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وفق ما أعلنته مديرة أعمالها، شيريل كاغان، في بيان رسمي نُشر صباح الاثنين.
لوني أندرسون ترحل قبل يومين من عيد ميلادها الثمانين
جاءت وفاة النجمة المخضرمة قبل يومين فقط من عيد ميلادها الثمانين، والذي يصادف يوم 5 أغسطس/ آب. ووصفت عائلتها رحيلها في بيان مشترك بأنه “فقدان كبير لزوجة وأم وجدة محبوبة، عُرفت بروحها الإيجابية ودفئها الإنساني”.
حزن واسع في الوسط الفني
عقب إعلان خبر الوفاة، انهالت عبارات التعزية من جمهورها وزملائها في الوسط الفني، حيث كتبت النجمة الأمريكية مورغان فيرتشايلد عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“أشعر بحزن عميق لسماع نبأ وفاة لوني أندرسون الرائعة. يا لها من سيدة رقيقة ولطيفة، كانت ملهمة ومحترمة على الدوام.”
من هي لوني أندرسون؟
وُلدت لوني أندرسون يوم 5 أغسطس 1945 في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا الأمريكية. نشأت في أسرة متوسطة؛ حيث كان والدها كيميائيًا بيئيًا، بينما عملت والدتها كعارضة أزياء، مما ساهم في توجيهها المبكر إلى عالم الفن والتمثيل.
بدأت أندرسون حياتها المهنية في منتصف الستينيات، وكان أول ظهور لها على الشاشة من خلال دور صغير في فيلم “Nevada Smith” إلى جانب النجم ستيف ماكوين عام 1966. لكن انطلاقتها الحقيقية تأخرت حتى أواخر السبعينيات، عندما لمع نجمها في مسلسل CBS الكوميدي الشهير “WKRP in Cincinnati”.
دور أيقوني في WKRP
جسّدت أندرسون في المسلسل دور جينيفر مارلو، موظفة الاستقبال الذكية والجذابة في محطة إذاعية تعاني من أزمات مالية، وقد نجحت من خلال هذا الدور في ترك بصمة واضحة في تاريخ التلفزيون الأمريكي. رشّحت عن دورها هذا مرتين لجائزة “إيمي”، كما نالت ثلاث ترشيحات لجائزة “غولدن غلوب”، وهو ما أكسبها مكانة خاصة لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
امتزج في شخصية “جينيفر” مزيج فريد من الجمال، الحضور القوي، والذكاء الاجتماعي، ما جعل الدور من أبرز الأدوار النسائية في الكوميديا التلفزيونية الأمريكية خلال تلك الحقبة. استمر عرض المسلسل من عام 1978 حتى 1982، وشاركها البطولة كل من غاري ساندي، وتيم ريد، وهوارد هيسمان، وغيرهم.
أعمال أخرى ومسيرة طويلة على الشاشة الصغيرة
إلى جانب “WKRP”، شاركت لوني أندرسون في مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، أبرزها المسلسل الكوميدي القصير “Easy Street”، وكذلك أفلام تلفزيونية مثل “A Letter to Three Wives” و**”White Hot: The Mysterious Murder of Thelma Todd”**.
ظهرت أيضًا ضيفة شرف في عدد من المسلسلات الشهيرة في السبعينيات، مثل “Police Woman” و”S.W.A.T”، وواصلت الظهور المتقطع على الشاشة حتى السنوات الأخيرة. وكان آخر ظهور فني لها في عام 2023، من خلال مشاركتها في مسلسل “Ladies Of The 80s: A Divas Christmas” على قناة Lifetime، إلى جانب عدد من نجمات الثمانينيات مثل ليندا غراي ونيكوليت شيريدان.
حياة شخصية مضطربة وزيجات متعددة
تزوجت لوني أندرسون أربع مرات، كانت أشهرها زيجتها من النجم الراحل بيرت رينولدز، التي استمرت من عام 1988 حتى 1994. وقد أصبحت علاقتهما حديث الصحافة وقتها، قبل أن تشهد خلافات حادة أفضت إلى طلاق علني ومضطرب.
أنجبت من زواجها مع رينولدز ابنًا بالتبني يُدعى كوينتون أندرسون رينولدز، واعتبرت الأمومة “أهم وأجمل قرارات حياتها”، بحسب تصريحاتها في أكثر من مناسبة.
وفي سيرتها الذاتية الصادرة عام 1995 بعنوان “My Life in High Heels” (حياتي بالكعب العالي)، تطرقت أندرسون إلى تفاصيل زواجها، مسلطة الضوء على الصعوبات التي واجهتها كامرأة في هوليوود، والضغوطات التي تعرضت لها داخل العلاقة وخارجها. وأكدت أن الكتاب يمثل “قصة امرأة تعلّمت الصمود والنمو”.
في عام 2008، تزوجت أندرسون من بوب فليك، أحد مؤسسي فرقة “The Brothers Four”، وبقي إلى جانبها حتى وفاتها.
إرث فني وإنساني
خلفت لوني أندرسون إرثًا فنيًا غنيًا، وذاكرة جماعية عند جمهورها من خلال أدوارها الكوميدية وشخصيتها القوية على الشاشة. وقد أُشيد بها ليس فقط لجمالها وأناقتها، بل أيضًا لطريقتها الذكية في تمثيل النساء في بيئات العمل، خاصة في فترات لم يكن فيها للمرأة مساحة كبيرة في الأعمال التلفزيونية.
كما تميزت بدورها كأم وجدة، وتُركت خلفها أسرة كبيرة تضم زوجها بوب فليك، وابنتها ديدرا هوفمان، وابنها كوينتون رينولدز، وأحفادها الأربعة.
وداع لجيل من أيقونات الشاشة
برحيل لوني أندرسون، تطوي هوليوود صفحة جديدة من صفحات جيل ذهبي برز في السبعينيات والثمانينيات، وأثّر في صناعة الدراما التلفزيونية. ورغم ابتعادها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، ظل حضورها محفورًا في ذاكرة جمهور واسع داخل الولايات المتحدة وخارجها.