تركيا – السابعة الاخبارية
مأساة غللو، في حادثة صادمة هزّت الوسط الفني والجمهور في تركيا، فارقت النجمة التركية غللو (Gül Tut) الحياة بعد سقوط مأساوي حيث سميت باسم مأساة غللو، الذي سقطت من شرفة منزلها في الطابق السادس بمدينة ينوالا – يالوفا. ما زاد من وقع الخبر أن ابنتها توبان الكيم كانت حاضرة وشهدت الحادث، وانهارت في جنازة والدتها أمام أنظار الحاضرين، في لحظة مؤثرة للغاية.
في هذا المقال، نرصد تفاصيل الحادثة، شهادات ممن كانوا في اللحظات الحرجة، تفاعل الجمهور، والتحقيق الرسمي الذي تجريه الجهات المختصة في تركيا.
مأساة غللو.. لحظة الانهيار توبان تنفجر بالبكاء عند قبر والدتها
من بين الكم الهائل من الفيديوهات التي سُجّلت في جنازة غللو، برز مقطعٌ شاركته الصحفية التركية بيرسين عبر صفحتها في إنستغرام، يوثّق لحظات انهيار توبان عند قبر والدتها. ظهرت فيها وهي تصرخ، تبكي بشدّة، تتلوى من الألم، وتمنح المأساة بعدًا إنسانيًا يكاد يقطر حسرة.
ما زاد الفِدّة أن توبان لم تكن غائبة عن لحظة سقوط والدتها، بل هي من شهِدت الحادثة، وعاشت تفاصيله. هذا الأمر يجعل مشهد الجنازة ليس حزناً عاديًا، بل لحظة صدام بين الذكريات والواقع المؤلم، بين فقد الأم وشهود الطفلة على سقوطها.
شهادة توبان: بين الرقص وفقدان التوازن المفاجئ
في إفادتها أمام النيابة، روت توبان ما جرى في اللحظات التي سبقت الحادثة، قائلة إن والدتها كانت ترقص على أنغام أغنية “الرومان هواسي”، في انسجام تام، قبل أن تفقد توازنها فجأة بسبب تأثير الكحول، فتسقط من النافذة لتفارق الحياة على الفور.
هذه الرواية أثارت موجة تساؤلات حول ما إذا كان الأمر حادثًا بحتًا أم أن هناك خيطًا آخر، خاصة مع تداوُل فيديوهات تُظهر صراخًا منابًا من توبان تقول فيه “أسقطوا والدتي”، ما أثار تكهنات حول وجود شبهة جنائية، لكن المصادر العائلية سرعان ما نفت ذلك.
بيان رسمي وتحقيق مفتوح: “السقوط من ارتفاع”
أصدرت النيابة العامة والجهات الأمنية في يالوفا بيانًا يؤكد أن الحادث وقع فجر يوم 26 سبتمبر، حين ورد بلاغ إلى غرفة الطوارئ بسقوط شخص من ارتفاع شاهق. عند وصول الفرق إلى المنزل، وجدوا النجمة الراحلة غللو وقد فارقت الحياة. وأوضحت الجهات الرسمية أن القضية تُعالج تحت عنوان “السقوط من ارتفاع”، وأن التحقيق مستمر، دون تأكيد وجود جريمة في هذه المرحلة.
أما عن الفيديوهات التي تُظهر ما بعد سقوط غللو، فمثل هذه اللقطات أثارت جدلًا واسعًا بين الجمهور، لا سيما ما يتعلق بصراخ توبان وصديقتها، وما إذا كان هناك تدخل بشري أو ظروف أخرى أدّت إلى الحادث. لكن حتى الآن، لم تُعلن النيابة أي نتيجة قطعية توحي بجريمة أو تدخُّل فاعل.
تفاصيل مؤلمة من اللحظات الأخيرة
على شبكة الكاميرات المثبتة بالمبنى، تداول بعض مواطنين مقاطع تُظهِر اللحظات الأخيرة قبل وبعد الحادث. في بداية المقطع، تظهر الفنانة غللو في الداخل، ثم يتداخل المشهد بالمشهد التالي لصديقَتها وابنتها وهما تركضان في حالة صدمة، في محاولة للوصول إلى الأم بعد السقوط.
الطرقات، الحركة، الصراخ، الذهول، كلها عناصر تكاملت لتجعل من المشهد مأسويًا. إحدى المعلّقات على مواقع التواصل كتبت: “هذه ليست وفاة عادية، بل لحظة تتلوى معها المشاعر، تصرخ فيها الأرض على الجدران.”
كل هذا الجدل لم يمنع العائلة من التوضيح: ابن غللو، طوغبرك يافوز، أعلن رسميًا الخبر وكتب عبر حساب والدته: “أنشر هذا الخبر المؤسف لإعلامكم بوفاة والدتي. الأخبار المتداولة عن انتحارها غير صحيحة. لقد فقدنا غللو الليلة الماضية نتيجة حادث أليم. إنا لله وإنا إليه راجعون.”
هذا البيان جاء لتعطيل أي تكهنات بوجود نية مسبقة أو جريمة متعمدة، مؤكدًا أن الأمر كان حادثًا مأساويًا.
غللو بين الذكرى والجدل: صوت تركي عربي ترك بصمته
لم تكن غللو مجرد مطربة عابرة، بل ظلت حتى اللحظة الأخيرة من حياتها صوتًا محببًا في أذهان محبي الأغنية التركية والعربية. في تسعينيات القرن الماضي، أثرت الساحة الفنية بموهبتها وصوتها الدافئ، وقدمت مزيجًا من الأغاني التي تربط بين الطرب العربي والتركي بإحساس شعبي.
وفاة غللو جاءت كصدمة ليس فقط لعائلتها وجمهورها، بل للوسط الفني بأكمله، الذي بدأ يتحرّك سريعًا للتعزية، والمشاركة، ومحاولة فهم ما جرى، في ظل حديث عن تساؤلات لم تُجب بعد.
برحيلها، يغادر صوت كان قريبًا من القلوب، ويبقى السؤال: هل كانت لحظة سقوط أم وقعة مخباة؟ التحقيق وحده كفيل بالكشف.
الكاميرا تملك الذاكرة، لكن الحقيقة تنتظر القرار
ما يثير القلق في مثل هذه الحالات هو أن الكاميرا تُسجّل الكثير، لكن لا تقول كل شيء. الفيديوهات والتي شوهدت من زوايا متعددة – قد تُظهر الحركة، الصراخ، التسابق نحو الداخل – لكن غالبًا ما تفشل في تضمين الدوافع الخفية أو ما وراء الكواليس.
بينما توبان تروي اللحظات الأخيرة لوالدتها، والجمهور يضع إما وشم الاتهام أو وشم الحزن، تواصل النيابة عملها بهدوء، محاولة الربط بين الشهادات والفيديوهات والقرائن، لبلورة الحقيقة.
الحقيقة قد تكون بسيطة – حادث مؤلم – أو قد تحمل طبقات خفية من الأسئلة التي لم تُطرح بعد. لكن في كل الأحوال، لا تستقيم العدالة إلا بالصبر والحذر والتدرّج في الوصول إلى الاستنتاجات.

في الختام: سقوط غللو وبكاء توبان.. حصيلة الألم والشك
حين يُسقط الموت من شرفة، تحترق القلوب قبل الأجساد. حين تشهد الابنة سقوط أمها وهي ترقص لحظة قبل الرحيل، يختلط الألم بالشعور بالذنب والعجز. حين يتناقل الناس الفيديوهات ويُطلقون الاتهامات قبل أن يُصدر القضاء حكمه، تحترم العدالة.
مأساة غللو وتوبان تضعنا أمام مشهد إنساني حزين بامتياز، تختلط فيه الأسئلة بالدموع، والصورة بالظلال. توبان تبكي والدتها، والجمهور يبحث عن تفسير، والعدالة تنتظر الأدلة كي تُصدر الحكم الذي يُنصف المظلوم ويزيح الغموض.
فلننتظر القرار الرسمي، ولنحترم الحزن الذي لا يحتاج لمن يزيده ألمًا بالكلام قبل الحقيقة. رحم الله غللو وأسكنها فسيح جناته، ورحم قلوب من أحبّها وتألم لوداعها.