اليمن: نجوى حسن – السابعة الإخبارية
سواحل اليمن.. لقي 49 مهاجراً على الأقل حتفهم، ولا يزال 140 في عداد المفقودين، بعد غرق قارب كان يقلّهم على متنه قبالة سواحل اليمن، في مأساة إنسانية مروعة تُظهر المخاطر المحدقة بالمهاجرين الذين يسلكون هذا الطريق الشرقي المميت بحثاً عن حياة أفضل.
نداء عاجل
وحسب معلومات حصلت عليها “السابعة الاخبارية” من مسؤول إعلامي لمنظمة الهجرة، أوضح :”أن المنظمة الدولية للهجرة تناشد المجتمع الدولي والدول المعنية بتقديم الدعم اللازم لخطّة الاستجابة الإقليمية للمهاجرين في القرن الأفريقي واليمن وجنوب أفريقيا، والتي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمهاجرين على طول الطريق الشرقي”.
وأضاف المصدر نفسه:”كما تُناشد المنظمة جميع الجهات الفاعلة للعمل معاً لضمان سلامة وكرامة المهاجرين، ومعالجة أزمة الهجرة العالمية بشكل إنساني شامل”
واعتبر حقوقيون أن مأساة غرق القارب قبالة سواحل اليمن تظهر حجم المعاناة التي يتعرض لها المهاجرون في سعيهم لتحقيق حياة أفضل، مشيرين إنّ إنقاذ الأرواح ومنع المزيد من المآسي يتطلب جهداً دولياً مُنظمًا وصادقاً.
تفاصيل الحادث في سواحل اليمن
حسب المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام يمنية أفادت أن القارب انقلب الذي كان يحمل 260 مهاجراً يوم أمس (10 يونيو) بالقرب من نقطة الغريف في محافظة شبوة، وكان من بين الضحايا 31 امرأة وستة أطفال.
فيما أفاد الناجون أنّ القارب غادر من بوساسو في الصومال فجر يوم الأحد، وعلى متنه 115 صومالياً و 145 إثيوبياً، بينهم 90 امرأة.
إلى ذلك، قال ناشطون أن يارتفاع أعداد المهاجرين من منطقة القرن الأفريقي إلى اليمن يعزى إلى عوامل مثل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، والجفاف الشديد، وظروف الطقس المتطرفة في دول مثل إثيوبيا والصومال.
جهود الإنقاذ
من جانبها، قامت المنظمة الدولية للهجرة بإرسال فريقين طبيين متنقلين لتقديم المساعدة الفورية للناجين، ومن بينهم ستة أطفال. كما قام الأطباء النفسيون بتقديم الدعم النفسي لـ 38 ناجياً.
وما تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، على الرغم من التحديات الكبيرة الناجمة عن نقص زوارق الدوريات العاملة، وسوء الأحوال الجوية.
ضحايا وأرقام مروعة
هذا، وتُضاف هذه المأساة إلى سلسلة حوادث غرق قوارب المهاجرين في المنطقة، ففي العام الماضي لقي ما لا يقل عن 62 مهاجراً حتفهم في حادثين منفصلين قبالة سواحل جيبوتي.
منذ عام 2014، سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة 1,860 حالة وفاة واختفاء لمهاجرين على طول الطريق الشرقي من شرق أفريقيا والقرن الأفريقي إلى دول الخليج، وشمل ذلك 480 حالة غرق.
49 Migrants Dead, 140 Missing in Shipwreck Off #Yemen Coast .
IOM Press Release with full details here 👇 👇https://t.co/XLWXVWZV3l pic.twitter.com/zw87GSLlpt
— IOM Spokesperson (@IOMSpokesperson) June 11, 2024
رحلة محفوفة بالمخاطر
جدير ذكره بأن الطريق من القرن الأفريقي إلى اليمن يعتبر أحد أكثر طرق الهجرة ازدحاماً وخطورة في العالم، حيث يرتاده مئات الآلاف من المهاجرين، ومعظمهم يقومون برحلات غير نظامية.
ويعتمد المهاجرون في كثير من الأحيان على مهربين للتنقل عبر هذا الطريق، وكثيراً ما يكونون عرضة لانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاتجار بالبشر، أثناء رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر إلى شواطئ اليمن.
الدعوة لمعالجة جذور الأزمة
تُؤكد هذه المأساة مرة أخرى على الحاجة المُلحّة لمعالجة جذور أزمة الهجرة في المنطقة، من خلال معالجة الصراعات والفقر وعدم الاستقرار في دول المنشأ.
كما تُشدد على ضرورة تعزيز جهود الإنقاذ والبحث عن المفقودين، وتوفير الدعم النفسي والطبي للمهاجرين الناجين، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية.