أمريكا – السابعة الإخبارية
آيفون 17 .. ساعات قليلة تفصل العالم عن انطلاق مؤتمر آبل العالمي 2025، الذي يُنتظر أن تكشف خلاله الشركة الأميركية العملاقة عن أحدث أجهزتها المحمولة وعلى رأسها سلسلة آيفون 17 بمختلف إصداراتها: إير، برو، وبرو ماكس. وكعادتها، تراهن آبل على حزمة من المزايا التقنية المتقدمة لتأكيد مكانتها في سوق الهواتف الذكية، غير أن المؤتمر هذا العام ينعقد وسط تساؤلات ملحة: هل تكفي هذه التحديثات لإرضاء جمهور بات ينتظر منذ سنوات دخول الشركة سباق الأجهزة القابلة للطي؟

مبيعات قوية.. لكن القلق يتصاعد
ورغم أن هواتف آيفون لا تزال تحافظ على مكانة قوية في السوق العالمية، فإن مؤشرات الولاء بين المستخدمين تشهد تغيرات ملحوظة. فبحسب استطلاع نشرته منصة SellCell، يدرس نحو 20.1% من مستخدمي آيفون الانتقال إلى أجهزة سامسونج المطوية مثل Galaxy Z Fold 7 وZ Flip 7. في المقابل، أبدى 10.2% اهتمامهم بخيار Pixel Fold من جوجل إذا استمرت آبل في التأخر عن دخول هذه الفئة.
أما النسبة التي تصر على الانتظار حتى تطرح آبل هاتفًا قابلًا للطي، فلم تتجاوز 3.3%، لكنها رغم صغرها تمثل قفزة ضخمة مقارنة بـ 0.1% فقط العام الماضي، وهو ما يعكس تنامي التوقعات حول دخول الشركة هذا القطاع.
آيفون 17.. تصميم أنحف وتطورات لافتة
بحسب التسريبات والتقارير، فإن آيفون 17 إير سيكون الأبرز من ناحية التصميم، إذ سيأتي بسماكة 5.8 ملم فقط، ما يجعله من أنحف الهواتف في السوق. كما سيحمل بطارية بسعة 3900 مللي أمبير ساعة، وهو تحسين لافت مقارنة بالجيل السابق.
لكن في الوقت نفسه، يشير المحللون إلى أن هذه التطويرات لا ترقى إلى مستوى المنافسة مع ما تجهزه سامسونج، التي تستعد للكشف عن Galaxy S26 Edge ببطارية 4200 مللي أمبير ساعة وتصميم أكثر نحافة، ما يضع آبل أمام تحدٍ صعب في مجال التصميم والبطارية.
التحدي الأكبر: الأجهزة القابلة للطي
منذ سنوات، تترقب الأسواق إعلان آبل عن أول هاتف قابل للطي. ورغم التسريبات المتكررة التي تتحدث عن براءات اختراع وتصاميم أولية، فإن الشركة لم تتخذ حتى الآن خطوة رسمية في هذا الاتجاه.
المحللون يحذرون من أن استمرار غياب آبل عن هذه الفئة قد يمنح سامسونج أفضلية استراتيجية طويلة الأمد، خصوصًا أنها على وشك طرح الجيل الثامن من أجهزتها القابلة للطي، في وقت يتزايد فيه اهتمام المستهلكين بالتصميمات المرنة وتجربة الاستخدام المبتكرة.
التاريخ أثبت أن آبل لا تتسرع في دخول أي قطاع تقني جديد، بل تفضل الانتظار حتى تنضج التقنيات ثم تقدم منتجًا يصاغ بعناية، غالبًا ما يغير قواعد اللعبة. لكن الوضع اليوم يبدو أكثر تعقيدًا: فبينما كان الولاء لآيفون في السابق شبه مطلق، فإن الأرقام الجديدة تكشف عن ميل واضح بين المستخدمين لتجربة البدائل إذا لم تقدم الشركة ما يوازي توقعاتهم.

استراتيجية آبل.. رهان على التكامل
في المقابل، يراهن مؤيدو الشركة على أن آبل لا تعتمد فقط على قوة الأجهزة نفسها، بل على منظومة تكاملية تضم نظام iOS، ومتجر التطبيقات، وخدمات iCloud، وارتباط الأجهزة ببعضها البعض مثل آيباد وماك وساعة آبل. هذه المنظومة تجعل قرار الانتقال إلى المنافسين أكثر صعوبة، حتى لو كان لديهم تقنيات أحدث في بعض الجوانب.
مؤتمر بمثابة اختبار
مع اقتراب مؤتمر هذا العام، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت آبل ستفاجئ العالم بالإعلان عن مشروع أولي لهاتف قابل للطي، أم أنها ستكتفي بالكشف عن تحسينات تدريجية في سلسلة آيفون 17.
المحللون يصفون المؤتمر بأنه “اختبار لمستقبل آبل”، ليس فقط في ما يتعلق بالمبيعات الفورية، بل في قدرتها على الاستجابة لتحولات السوق وتطلعات المستخدمين.
منافسة على أشدها
الوضع الحالي يضع آبل في مواجهة شرسة مع سامسونج أكثر من أي وقت مضى، حيث تسعى الأخيرة إلى تعزيز موقعها كقائدة للأجهزة القابلة للطي، بينما تحاول جوجل عبر Pixel Fold أن تحجز لنفسها مكانًا في هذا السباق. وفي ظل هذا التنافس، تبدو آبل مطالبة بتقديم ما هو أبعد من تحسينات تدريجية، إذا أرادت الحفاظ على صدارتها في سوق الهواتف الذكية.
في النهاية، يبقى مؤتمر آبل العالمي 2025 واحدًا من أكثر الأحداث التقنية ترقبًا هذا العام. وبينما ينتظر الملايين تفاصيل سلسلة آيفون 17 الجديدة، يبقى السؤال الكبير معلقًا: هل تقدم آبل أخيرًا على خطوة تاريخية وتدخل سباق الأجهزة القابلة للطي، أم أنها ستواصل تأجيل الحلم؟
مهما كان الجواب، فإن ما ستكشف عنه الساعات المقبلة سيحدد ملامح المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا في السنوات القادمة، ويكشف إن كانت آبل قادرة على الحفاظ على تفوقها في عالم سريع التغير.
