أمريكا – السابعة الاخبارية
مادونا، في حوار صريح وعاطفي مع برنامج On Purpose الإذاعي الذي يقدمه جاي شيتي، كشفت النجمة العالمية مادونا (67 عامًا) جانبًا مؤلمًا من حياتها، حينما تحدثت عن الفترة التي عاشتها خلال النزاع القانوني الحاد مع زوجها السابق، المخرج غاي ريتشي، على حضانة ابنهما روكو. وأطلقت مادونا تصريحات صادمة تكشف مدى الألم النفسي الذي اجتاحها، وكيف واجهت شعور الانهيار والرغبة في إنهاء حياتها، قبل أن تجد طريقها للخروج من دوّامة المعاناة.
مادونا تكشف رحلة الألم: الرغبة في النهاية
بدأت مادونا الحديث بتأكيدها أنها مرت بمرحلة في حياتها شعرت فيها بأنها لا تطاق، وقالت حرفيًا:
“مررت في حياتي بمراحل شعرت فيها برغبة قوية في إنهاء حياتي.”
وأضافت أنها ليست امرأة تتخيلها ناعمة الحسّ فقط، لكنها واجهت ألمًا شديدًا، جعلها تهدّد عقلها بأن يُنهي كل شيء. رغم ذلك، أوضحت أنها لم تلُم أحدًا على ما حدث من محاولات الانتقام أو ردود الفعل السلبية، وإن كانت أحيانًا تسعى للرد على من أساء إليها بطريقة عاطفية. هذه الصراحة من مادونا تُعد نادرة في عالم المشاهير، حيث يُفضل كثيرون إخفاء نقاط الضعف عن الجمهور.
صراع الحضانة: واحدة من أصعب مراحل حياتها
أوضحت مادونا أن صراع الحضانة مع غاي ريتشي كان من أقسى ما مرّت به، مضيفة أن محاولة حرمانها من ابنها كانت أشبه بمعركة وجودية:
“حتى لو لم ينجح زواجي، فإن محاولة حرماني من ابني كانت مؤلمة للغاية، وكأنهم يريدون قتلي.”
في تلك الفترة، كانت مادونا منشغلة بجولة فنية ضخمة للترويج لألبومها Rebel Heart. لكن ذلك النشاط المهني لم يشفع لها أمام القلق المستمر على مكان ابنه، وحاجتها الملحّة للتواجد معه. ووصفت كيف جلست تبكي على أرض غرفة ملابسها، وكأن العالم انهار من حولها، تشعر بأنها قد انهارت نفسيًا تمامًا.
هذه الكلمات تكشف النقاب عن جانب نادر من حياة النجمة الشهيرة: تلك اللحظات التي لا تصلها الكاميرات، عندما يتحول الجمهور والجلال إلى وحده ومعاناة شخصية ينتظر أن يُسمع فيها الصوت الصامت للمحبّين.
النهوض بعد الانكسار
رغم ما وصفته مادونا بأنه ذروة العذاب، أكّدت أنها تجاوزت تلك المحنة وقلبت الصفحة بحكمة ونضج. وقالت إنها الآن لديها علاقة صداقة قوية مع ابنها روكو، وإنها لم تعد تشعر بالألم ذاته.
“الحمد لله، لم أعد أشعر بذلك الآن. تعلّمت دروسًا قيّمة، وأصبحت أقوى.”
هذا الانتقال من اليأس إلى القوّة يُبرز قدرة مادونا على التحمّل، والفهم العميق لما يعنيه أن تكون أمًا تحت الأضواء، وتحارب ليس فقط على مسرح الفن، بل على ساحة الحياة الداخلية. إنها ليست فقط فنانة تعيش بين الأضواء، بل إنسانة تجتاز جروحها وتستعيد توازنها في زمن يُمكن أن يُهشم القلب.
السياق القانوني والزواجي
للسياق الكامل، يجدر التذكير أن مادونا تزوجت من المخرج البريطاني غاي ريتشي في عام 2000، وأنجبا ابنهما روكو. وفي 2008، انفصلا رسميًا، لكن التوترات القانونية بشأن الحضانة لم تنتهِ فورًا. في ديسمبر 2015، تقدّم روكو بطلب للبقاء مع والده في المملكة المتحدة، فتطوّر الأمر إلى نزاع قانوني دام، انتهى في سبتمبر 2016 باتفاق يسمح ببقائه مع غاي ريتشي. لكن الذكريات والجراح التي خلفها هذا الصراع ما زالت حية في ذاكرة مادونا وقد عبرت عنها بهذه الصراحة.
مادونا في مواجهة ظلال الماضي
ما يجعل حديث مادونا مؤثرًا هو جرأتها في الاعتراف بمرارة الماضي، وبالانكسارات التي لا تُرى، وبذلك تُعطينا منفتاحًا لفهم أن النجومية لا تقي من الألم النفسي، وإن بدا أن الحياة تزدان بالأضواء والألقاب، خلف الكاميرا هناك معارك داخلية خُضت بصمت. وعندما تتحدث عن رغبة إنهاء الحياة، فهي لا تُطلِق كلمات احتجاجية أو لفتة درامية، بل تعبيرًا حقيقيًا عن لحظة إنسانية بلغت ذروتها.
لكن الأهم من ذلك، هو كيف تحوّل الألم إلى قوّة، وكيف صاغت مادونا من تلك التجربة درسًا، ومن الجرح مساحة للصمود. تُعلمنا أن من الصعب مواجهة مثل هذه اللحظات بمفردنا، خاصة لمن يعيشون تحت أضواء الشهرة، لكن الكشف عنها يُسهِم في فقدانها لسلطتها على النفس.
ربما لن يرى الكثيرون مادونا تبكي أو تنهار، لكن هذه اللحظات التي كشفت عنها تذكّرنا بأنها، قبل أن تكون “أسطورة فنية”، كانت إنسانة تواجه الخسارة، تخاف، تُصارع، وتنهض.