خاص – السابعة الإخبارية
تبدأ السنة السورية الجديدة “أكيتو” في الأول من شهر نيسان/ أبريل من كل عام، ويعتبر هذا العيد أقدم عيد في تاريخ البشرية وتصادف السنة 6773 حسب التقويم الآشوري.
“آكيتو”، وهو عيد رأس السنة السريانية الآشورية يخرج فيه العشرات من العوائل إلى المناطق الطبيعة والدينية في مدن محافظة الحسكة السورية، ويحكى أن السوريون كانوا يغنون لإلهتهم “عشتار” خلال الاحتفالات.
كما تقام احتفاليات رسمية دينية في قرى متعددة ضمن محافظة الحسكة، بمشاركة المكونات “الكرد، والعرب، والسريان”، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن الكنائس المسيحية والفعاليات الرسمية والاجتماعية.
وتتميز احتفالات “آكيتو”، بإحياء التراث والفن القديم والحديث، حيث يرتدي الأطفال والشابات اللباس التراثي الآشوري والسرياني الفلكلوري لجميع ألوان المنطقة، مع تقديم الدبكات “الجزراوية” المتنوّعة، وكل ذلك وسط أحضان الطبيعة الخضراء.
وتشير آكيتو (بالسومرية: أكيتي سنونم) إلى عيد رأس السنة لدى الآكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.
وكان الآكيتو عند السومريين، يقام لإله القمر “نانا”، و كان الاعتقاد السائد أن هذه المناسبة تحمل صفة القداسة، ما يجعلها أفضل فرصة لإقامة شعائر الزواج المقدس. أما عند البابليين، فقد كان مرتبطاً بمناسبة دينية هامة، وهي انتصار الإله مردوخ، الذي كان يُعتقد بأنه من خلق الحياة والطبيعة، على الآلهة “تيامات”، وكانت الاحتفالات تستمر لمدة اثنتي عشر يوماً.
وتخصص الأيام الأربعة الأولى من العيد لممارسة الطقوس الدينية وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق البابلية “اينوما إيليش” التي تحكي كيف جرت عملية اتحاد الآلهة ليكون مردوخ رئيسهم، بعد أن قام بثورة على الآلهة “تيامات”، أما الأيام المتبقية فتتضمن بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الطقوس الدينية.
وكما هي الحال مع أعياد الربيع الأخرى، مثل النوروز لدى الإيرانيين والأكراد، وشم النسيم لدى المصريين، يحفظ الأشوريون والكلدان والسريان تقاليد الحضارات البابلية والسومرية والأكادية والكلدانية القديمة.
ويكرر المحتفلون بالعيد ما كان يفعله القدماء، من رقص وفرح، وارتداء أزياء شعبية مزركشة تحتوي على تطريز، وريش، ويؤدون مشاهد درامية فلكلورية تشبه أسطورة انبعاث الحياة من الأرض بعد الشتاء، إذ يحكى أن الآلهة تغيب في العالم السفلي طيلة الستاء وتخرج في بداية الربيع كناية عن عودة الحياة وتجددها.