خاص – السابعة الإخبارية
من غير المعقول أن تزور صديق لك في سوريا دون أن يدعك تجرب واحدة من أشهر الأعشاب التي تتميز بها سوريا وخاصةً في المحافظات الساحلية وهي “المتة”.
كثيرون لا يعرفون “المتة” التي تحتوي على نسبة من الكافيين والبوتاسيوم ويتم تقديمها في الكثير من المناسبات، وتكاد تعادل مشروب الشاي في مصر، لكن طبعاً خلف كل شيء تراثي وثقافي هناك قصة، وبالطبع للمتة قصة تستحق أن نرويها لكم.
ينتشر مشروب المتة في بلاد الشام، خاصة سوريا والأردن ولبنان وبعض أجزاء من فلسطين، وهو عبارة عن مشروب عشبي ينتمي لفئة المنبهات، وجاء بالأساس من شجرة النخيل في أمريكا اللاتينية.
وينمو هذا النوع من النخيل في كل من الأرجنتين والبرازيل والباراجوي والأوروجواي، ولتحضير المتة تؤخذ أوراق النخيل وتسلق الورقة في الماء المغلي ثم تجفف على سطوح دافئة ثم تفتت الأوراق إلى أجزاء خشنة بعض الشيء.
عرفت “المتة” في أمريكا اللاتينية وخاصة الأرجنتين، حيث اعتبر السكان الأصليون للمنطقة اللاتينية أن شجرة المتة المعمرة ودائمة الخضرة هي هدية من الآلهة.
واستخدموا المتة في طقوس العبادة الخاصة بهم وتاجروا بها مع جيرانهم، وكانوا يستخدمونها في رحلاتهم الطويلة، لكن لم تكن تشرب بل كانت تمضغ وقتها.
وحينما غزى الأوربيون القارة السمراء في القرن الـ16 وقعوا في حب المتة، وكذلك السوريون حينما هاجروا إلى الأرجنتين واستقروا بها ما بين أعوام 1850 و1860.
عرفوا المتة وقتها وجاؤوا بها إلى سوريا ونشروها وعلموها لباقي السوريين واعتمدوها كشراب خاص ودمجوها بتقاليدهم لدرجة أنه بات يعتقد الآن أن المتة هي سورية أو عربية الأصل.
ولشرب المتة طقس خاص، فهي توضع في كأس رفيعة ويوضع بها مصاصة من الألمنيوم أو النحاس غالباً ويتم شربها في المناسبات والزيارات الاجتماعية بعد نقع الأوراق بقليل من الماء البارد قبل ملء الكأس بالماء الساخن ليس هذا في كل مناطق سوريا ففي محافظة السويداء يستخدم الشاربون “الجوزة” ويفضلونها صباحاً.
وتضاف نكهات متنوعة إلى كأس المتة، مثل السكر والهيل والحليب، وتقدم في مجموعة خاصة من الأواني، التي أصبحت جزءاً من جهاز العروس في بعض المناطق.