تكنولوجيا – السابعة الإخبارية
يشهد العالم تغيراً وتطوراً كبيراً فيما يخص الذكاء الاصطناعي، فشهدنا تدخله في الموسيقى والفن والدراما والطب والهندسة وغيرها الكثير من المجالات المختلفة.
فمنذ إطلاقه العام الماضي، أذهل “تشات جي بي تي” العالم وأخافه بشكل متزامن، بسبب معرفته العميقة وتعاطفه المفاجئ مع المرضى النفسيين، وإمكانياته الهائلة التي لا يمكن إنكارها لتغيير العالم بطرق غير متوقعة، قد تكون نحو الأفضل أو الأسوأ.
“مشروع ديسمبر“
والآن، ومع استمرار العمل على برنامج جديد من الذكاء الاصطناعي اسمه “مشروع ديسمبر”، يبدو أن هناك تجاربَ في هذا الحقل التكنولوجي لإحياء الموتى رقمياً، وإعادتهم إلى الحياة على شكل Thanabots، أي روبوتات دردشة “تمّ تسليحها وتجهيزها ببيانات الإنسان المتوفي”.
والـ Thanatology مفردة إغريقية أساساً وهي تعني علم الموت، ويبدو أن “مشروع ديسمبر” اجتزأ منها “Thana”، نسبة إلى Thanatos، إله الموت عند الإغريق، وأضاف إليها مفردة بوت [روبوت الدردشة أو اللعب إلخ].
لقد أطلق العالم جيسن روهرر “مشروع ديسمبر” عام 2021 بعدما صنع “أفاتار” لشخصية شهيرة من أحد المسلسلات الأمريكية.
ولكن روهرر الآن يدعو مستخدمي الإنترنت إلى تزويد مؤسسته بكل البيانات حول شخص متوف من أجل صناعة “Thanabot” جديد له، أي روبوت دردشة مبني على بيانات الإنسان المتوفي.
تجربة مذهلة
في وقت مبكر من تموز/يوليو 2021، وصف المؤلف والصحفي جيسون فاغون التجربة مع “مشروع ديسمبر” بأنها مذهلة في نص طويل نشره في صحيفة “سان فرانسيسكو كرانيكل”.
وبالتالي، يقول خبراء اليوم إن تصميم روبوتات محادثة لمتوفين أو Thanabots ستكون مقنعة أكثر وأكثر مع تقدم هذه التكنولوجيا.
قيامة رقمية
تخزّن شركات التواصل الاجتماعي العملاقة من فيسبوك وإكس أو غيرها مثل آبل ومايكروسوفت وغوغل اتصالاتنا الرقمية وكلّ البيانات التي ننتجها يومياً، فإنه من المحتمل أن تعمل في السنوات المقبلة على بيع Thanabot يخصنّا نحن.
وترى ليا هنريكسون، المحاضرة في الوسائط الرقمية والثقافات في جامعة كوينزلاند، أن هذه التكنولوجيا قد تسمح مستقبلاً بتوفير المزيد من الدعم المناسب لأولئك الذين فقدوا إنساناً غالياً على قلوبهم، والمساهمة في فهم ثقافي للموت”.
غير أن هنريكسون تذكر بأن هذه الروبوتات ستكون مبنية على البيانات الرقمية التي أنتجها الإنسان خلال حياته، وهي ليست بالضرورة على ذلك القدر من الأصالة، إذ أن حياة الأشخاص الرقمية قد تكون في الواقع مختلفة جداً عن حياتهم الحقيقية.