أمريكا – السابعة الاخبارية
مارلين مونرو، في لحظة توهج بين عبق الماضي وسحر الأيقونات، خطفت الممثلة الراحلة مارلين مونرو الأنظار مجددًا بعد بيع صورة نادرة لجواز سفرها في مزاد علني بمدينة بوسطن الأمريكية بسعر تجاوز كل التوقعات، حيث وصلت قيمتها إلى 21,655 دولارًا أمريكيًا، وذلك ضمن فعالية نظّمتها دار RR الشهيرة للمزادات.
ورغم مرور أكثر من ستة عقود على التقاط هذه الصورة، فإنها لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الخاصة، التي استمدتها من بساطة اللحظة وخصوصيتها، ما جعلها واحدة من أكثر القطع الشخصية التي تمس مشاعر الجمهور وتُعبّر عن إنسانية نادرة في حياة أيقونة السينما العالمية.
مارلين مونرو في صورة من لحظة استثنائية في حياتها
تعود الصورة إلى عام 1954، أي في ذروة شهرة مارلين مونرو وتألقها على الساحة السينمائية، وقد التقطت في مدينة سان فرانسيسكو أثناء تحضيرها لاستخراج جواز سفر جديد تمهيدًا لانطلاقها في شهر العسل بعد زواجها من أسطورة البيسبول الأمريكي جو ديماجيو.
ورغم أن الصورة لا تتجاوز أبعادها 2.25 × 2.75 بوصة، فإنها تحمل بُعدًا عاطفيًا وتاريخيًا كبيرًا، كونها التُقطت خلال واحدة من أكثر اللحظات حميمية في حياة النجمة العالمية، عندما كانت تستعد لخوض تجربة الزواج في سن السابعة والعشرين، بكل ما تحمله تلك الخطوة من مشاعر وقرارات مصيرية.
التوقيع بخط اليد يزيد من قيمتها
ما جعل هذه الصورة تتخطى كونها مجرد وثيقة شخصية هو احتواؤها على توقيع مارلين مونرو بخط يدها، مكتوبًا بالحبر الأحمر الأنيق، إلى جانب إهداء خاص كتبت فيه عبارة مؤثرة جاء فيها:
“إلى السيد بولدز… مع الشكر وأحر التحيات… مارلين مونرو ديماجيو”.
هذا التوقيع الذي حمل اسمها الكامل بعد الزواج أضفى طابعًا نادرًا ومميزًا على الصورة، حيث لم تُعرف مونرو عادة باستخدام اسم زوجها في توقيعاتها، ما جعل الوثيقة أكثر فرادة من الناحية التاريخية والوجدانية.
حكاية الطباعة العاجلة في كشك التصوير
وفق ما ورد في التقرير المصاحب للمزاد، فإن مارلين لم تكن تمتلك حينها صورة رسمية حديثة تصلح لاستخدامها في جواز السفر، مما دفع جو ديماجيو إلى اصطحابها إلى كشك تصوير صغير لالتقاط عدة صور بشكل سريع.
الصورة التي تم بيعها لم تُستخدم رسميًا في المستندات، لكنها ظلت محفوظة من قبل أحد موظفي الجوازات – يُرجّح أنه السيد بولدز – الذي احتفظ بها كذكرى نادرة، قبل أن تظهر لاحقًا في هذا المزاد العلني وتثير هذه الضجة الواسعة بين محبي مارلين.
شهر عسل بعيد عن الرومانسية التقليدية
انطلق الثنائي الشهير في رحلة شهر العسل إلى اليابان، ولكن وعلى عكس ما يتوقعه البعض من قصص العشاق، فإن هذه الرحلة لم تكن حافلة بالرومانسية فقط. فمارلين استغلت وجودها في الشرق الأقصى لتتوجه إلى كوريا، حيث قدّمت عددًا من العروض الترفيهية للجنود الأمريكيين المنتشرين هناك، كجزء من دعمها المعنوي للقوات الأمريكية.
في المقابل، قضى ديماجيو وقت الرحلة في تقديم استشارات للفرق اليابانية في رياضة البيسبول، وهو ما دفع الكثيرين لاحقًا للقول إن زواجهما كان مليئًا بالانشغالات والانفصالات المؤقتة، رغم ما حمله من مشاعر متبادلة واضحة.
قصة حب قصيرة ولكنها خالدة
لم يُكتب لهذا الزواج أن يستمر طويلًا، فقد انفصل الثنائي بعد تسعة أشهر فقط من زواجهما، وسط ضغوط الشهرة والعمل والاختلاف في أسلوب الحياة. إلا أن علاقتهما لم تتحول إلى قطيعة، بل استمرت بينهما مشاعر المودة والاحترام حتى بعد الطلاق.
فقد ظل جو ديماجيو قريبًا من مارلين حتى بعد انفصالهما، ويقال إنه كان من أوائل من وصلوا إلى المستشفى لحظة وفاتها، كما نظّم جنازتها بنفسه، ورفض السماح لهوليوود بتحويلها إلى حدث إعلامي صاخب.
صورة تُجسد التناقض بين النجومية والبساطة
تُجسّد هذه الصورة النادرة التناقض الجميل في شخصية مارلين مونرو، التي كانت أيقونة للجمال والنجومية من جهة، وامرأة بسيطة تبحث عن الحب والاستقرار من جهة أخرى. فهي ليست مجرد لقطة فوتوغرافية، بل نافذة نادرة على لحظة من لحظات التجرّد الإنساني لنجم يُعتقد غالبًا أنه محاط بالأضواء والنجاح فقط.
وبينما لا تزال مقتنيات مونرو تحظى باهتمام عشاقها في كل أنحاء العالم، تؤكد هذه الصورة مرة أخرى أن ذكراها باقية، وأن مارلين مونرو ليست مجرد ممثلة بل حالة وجدانية لا تندثر.