القاهرة – السابعة الاخبارية
ماس محمد رحيم، أطلقت الفنانة الشابة ماس محمد رحيم أولى أغنيات ألبومها الجديد بعنوان “ضيعتني“، من كلمات وألحان والدها الموسيقار الراحل محمد رحيم، وتوزيع كريم أسامة.
هذه الأغنية ليست مجرد انطلاقة فنية جديدة لماس، بل هي بمثابة رسالة وفاء وتكريم لمسيرة والدها الذي ترك إرثًا موسيقيًا ضخمًا في عالم الغناء العربي.
الأغنية، التي تمثل أول ظهور رسمي لها كمطربة محترفة، تضعها في مواجهة جمهور اعتاد سماع ألحان والدها بصوت كبار النجوم، لتقدم الآن رؤيته الموسيقية بصوت ابنته التي تحمل بصمته في الإحساس والأداء.
ماس محمد رحيم تكشف أسرار ألبومها الأول
في حديثها عن تفاصيل الألبوم، أوضحت ماس أن والدها الراحل هو من وضع خطته الكاملة قبل رحيله، حيث اختار بنفسه جميع الأغنيات التي سيتضمنها، مؤكدًا أن كل عمل فيها يحمل معنى خاصًا وتفصيلًا موسيقيًا فريدًا.
وأشارت إلى أن أغنية “ضيعتني” لها مكانة استثنائية في قلبها، لأنها واحدة من الألحان القديمة التي كتبها والدها في فترة شبابه، وكان يعتبرها من أقرب ألحانه إلى نفسه.
وأضافت أن هذا العمل يجمع بين الكلاسيكية التي اشتهر بها رحيم والتجديد في التوزيع والصوت، ليشكل جسرًا فنيًا بين جيلين يجمعهما الإبداع ذاته.
ماس محمد رحيم تقدم أغنية تحمل رسالة قوة وأمل
على الرغم من عنوان الأغنية الذي يوحي بالحزن، إلا أن ماس أكدت أن “ضيعتني” بعيدة كل البعد عن الأجواء الكئيبة، فهي أغنية عن القوة والمشاعر الصادقة، وليست عن الفقد أو الانكسار.
تقول ماس: “الأغنية بتحكي عن القوة اللي بنستمدها من التجارب اللي بتمر بينا، مش عن الضعف. فيها صدق، وفيها إحساس أبي بكل كلمة ونغمة”.
وقد جاءت الأغنية لتعبر عن فلسفة فنية متكاملة، تمزج بين الحنين للماضي والبحث عن الذات في الحاضر، وهو ما جعلها تحظى باهتمام الجمهور والنقاد منذ لحظة صدورها.
ماس محمد رحيم: والدي علّمني أن كل أغنية حالة خاصة
استعادت ماس بعضًا من ذكرياتها مع والدها الراحل، مؤكدة أنه كان دائمًا يؤمن بأن لكل أغنية “شخصية مستقلة” يجب أن تشبه مؤديها في الإحساس والروح.
وأشارت إلى أنه كان يرى فيها الفنانة القادرة على حمل هذا اللون الموسيقي، قائلة: “كان شايف فيا نفسي وهو صغير، وكان دايمًا يقول إن كل أغنية لازم تبقى حالة خاصة”.
وبيّنت أن والدها لطالما كان مؤمنًا بموهبتها منذ الصغر، تمامًا كما آمن بمواهب أخرى أطلقها سابقًا مثل الفنانة روبي، مؤكدًا أن لديه حدسًا فنيًا فريدًا جعله من أبرز صناع الموسيقى في العالم العربي.
ماس محمد رحيم تستعيد ذكريات طفولتها وسط عالم الموسيقى
تحدثت ماس عن بداياتها مع الفن، مشيرة إلى أنها عاشت في منزل لا يفارق صوت الموسيقى جدرانه.
فمنذ سن الخامسة، كانت تستيقظ وتنام على أنغام والدها، ما جعل الفن بالنسبة لها أسلوب حياة قبل أن يكون مهنة.
وأضافت: “كنت بحس بوالدي وبالأجواء اللي كلها مزيكا، كنت أكتب وألحن وأنا صغيرة وهو كان يسمع ويشجعني. كان دايمًا يقولي عندك إحساس مختلف”.
وعندما بلغت الثامنة بدأت تصميم الهارموني بنفسها، وهو ما لفت انتباه والدها، فبدأ بتدريبها بشكل احترافي على العزف على البيانو والجيتار، ليصقل موهبتها منذ الصغر.
ماس محمد رحيم تتحدث عن العلاقة الفريدة التي جمعتها بوالدها
وصفت ماس علاقتها بوالدها بأنها كانت علاقة فنية وإنسانية في آن واحد، تتجاوز العلاقة التقليدية بين أب وابنته.
قالت: “كنا بنتكلم مع بعض بلغة المزيكا. لو هو عاوز يوصللي إحساس أو فكرة، كان يغنيها، وأنا أرد عليه بنفس الطريقة. كنا بنفهم بعض من غير كلام”.
وأكدت أن تلك العلاقة هي التي جعلت حضور والدها ما زال قويًا في حياتها، ليس فقط كذكرى، بل كنبض موسيقي مستمر داخلها يدفعها للاستمرار في طريق الفن بنفس الشغف الذي كان يملكه.
ماس محمد رحيم تؤكد استمرار تأثير والدها في حياتها الفنية
على الرغم من رحيله، فإن تأثير الموسيقار محمد رحيم ما زال حاضرًا في تفاصيل حياة ابنته الفنية.
تقول ماس: “التأثير اللي عمله رحيم لازم يستمر، ولسه في حاجات ومفاجآت كتيرة الناس ماعرفتهاش هتنزل مع الوقت”.
وكشفت أن هناك مجموعة من الأعمال التي لم تُطرح بعد، سيُعاد توزيعها وتقديمها للجمهور خلال الفترات المقبلة، ليبقى اسم والدها خالدًا من خلال أعماله التي لا تموت بمرور الزمن.
وأضافت: “موهبته كانت تتعدى الوصف، وحياته كلها كانت مزيكا، وأنا اتأثرت بيه جدًا وباعتبر نفسي امتداد طبيعي لرحلته”.
ماس محمد رحيم تعبّر عن امتنانها وفخرها بكونها ابنة محمد رحيم
في ختام حديثها، عبرت ماس عن امتنانها الكبير لما ورثته عن والدها من حب للموسيقى وانضباط في العمل.
وقالت: “شرف كبير ليا إنه أبويا، وباحمد ربنا كل يوم على ده. أنا بحاول أكمّل اللي بدأه، مش عشان أكون زيه، لكن عشان الناس تفضل فاكرة فنه وتأثيره”.
وأكدت أن هدفها من الألبوم ليس مجرد تحقيق نجاح جماهيري، بل تخليد اسم والدها وتقديم موسيقى حقيقية تلامس القلوب، مضيفة: “أتمنى إن أغنية ضيعتني وجميع أغنيات الألبوم تعجب الجمهور، لأنها طالعة من القلب ومليانة حب ووفاء”.
ماس محمد رحيم تفتح فصلًا جديدًا في مسيرة عائلة رحيم الموسيقية
بهذا العمل، لا تقدم ماس محمد رحيم مجرد أغنية جديدة، بل تفتح صفحة جديدة في تاريخ عائلة فنية ارتبط اسمها بالإبداع والتجديد في الموسيقى العربية.
ألبومها الأول يحمل بين طياته مزيجًا من مشاعر الابنة المخلصة والوريثة الفنية التي قررت أن تُبقي اسم والدها حاضرًا في أذن كل محب للموسيقى.
وبين الأصالة التي ورثتها عن رحيم والتجدد الذي تحمله رؤيتها الشابة، يبدو أن ماس تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كفنانة واعدة تحمل مسؤولية كبيرة، لا تجاه نفسها فقط، بل تجاه إرث موسيقي لا يُنسى.
ماس محمد رحيم تؤكد أن الفن الحقيقي لا يموت
من خلال أغنية “ضيعتني”، تثبت ماس محمد رحيم أن الفن الصادق لا يعرف النهاية، وأن الرسالة التي يتركها الفنان الحقيقي تظل نابضة بالحياة مهما مر الزمن.
صوتها يحمل ملامح والدها، لكن فيه بصمتها الخاصة التي تجمع بين الرقة والقوة. ومع انطلاق ألبومها الأول، تبدو مستعدة لأن تكون امتدادًا طبيعيًا لمدرسة موسيقية آمنت دائمًا بأن الفن رسالة قبل أن يكون شهرة.
بهذا الشكل، تواصل ماس المشوار، لتثبت أن الموهبة قد تُورث، لكن الإبداع يظل اختيارًا نابعًا من القلب، تمامًا كما أراد والدها الراحل محمد رحيم.