لبنان – السابعة الأخبارية
ماغي بو غصن، في عصر المنصّات الاجتماعية ما عاد الكلام يُقال فقط، بل يُشعّ ألّف دفء، وتشحن أفئدة. ذات المساء، شاركت الفنانة اللبنانية ماغي بو غصن جمهورها لحظة حميمية عبر حسابها في منصة “إكس“، تلك اللحظة التي وإن بدت بسيطة في كلماتها، نَمَّت في القلب بلاغة، ووضعت جمهورها في المنتصف تمامًا؛ جمعت بين الحنين، والحماس، والغموض الآني.
ماغي بو غصن قالت في تدوينة قصيرة، مفعمة بالود
“اشتقتلكن كتير… بعرف عم تسألوا وبدكن معلومات وتفاصيل وأخباراً… بس بدكن تصبروا شوي لأنه في أخبار كتير كتير كتير كتير حلوة. شغلة وحدة فيي قولها… إنّي غرقانة بالمسلسل الجديد، والشخصية الجديدة، ومغرومة فيهن وبس! بحبكن.”
ثمّة ما في هذا الردّ ذاك الشجن— تلامس فيه روح الممثلة لجمهورها، وتطرحه كصديق، في علاقة تتجاوز النجومية، وتغوص في الإنسان. إنها لحظة خالصة: لا صخب دعايات، ولا ضجيج تصوير، بل رسالة من القلب إلى القلب. هنا نبدأ بإلقاء الضوء على أبرز محطات ماغي الحالية:
1. انتظار اليهود ومحطة “اشتقتلكن كتير”
عندما تخطو الفنانة خطوة نحو جمهورها بهذا الاعتراف، فإنها تحوّل اللقاء إلى حوار حيّ، فتقول “اشتقتلكن كتير”، فتكون قد أشعلت ضوءًا عاطفيًا؛ أولًا: هي تؤكد أنها ما إنقطاعت منهم، ثانيًا: تبعث رسالة احترام للجمهور وانتظار صادق، وثالثًا: تستنجد بالتفسير الممكن “ليش الصمت؟” لكنها تطلب الصبر؛ صبرًا وراءه وعد جميل.
2. الغموض بصفته مطلبًا فنيًا
لم تنفِ ماغي وجود مشروع جديد، بل أشعلت له الشغف بخطوة “التغييب المؤقت”. حين تقول إن الأخبار كثيرة وسارة، لكن لا بدّ من الصبر، فهي تستخدم أسلوب الترقب الفني بذكاء: لا تُخنق الجمهور بالمعلومات، ولا تُطفئ الفضول بالبكثرة. بل تزرع بذرة شغف، ويبدأ جمهورها بنسج الكم من التكهنات الجميلة، ويصير كلًا في دائرة سؤال حيّة.
3. غرقانة بالشخصية والعمل الجديد
“إنّي غرقانة بالمسلسل الجديد، والشخصية الجديدة، ومغرومة فيهن وبس”… هذه الجملة تحمل سحر التعبير. الغرق هنا لا يعني الاختفاء—بل الانغماس الكامل، أي الأسلوب الفني تطور داخلها، أصبح وجدانًا، يستحوذ عليها، بل تعيش من خلاله. إنها صرخة حب للمشروع، قبل أن يُكشف تمامًا، وكل محبّ يعرف أنها حين تقولها، فهي تدفع العمل بقدرة حضور صادقة، على أن يصبح أليفًا عنده حين يُعرض.
4. ملامح العمل الدرامي القادم بحسب “فوشيا”
لم تكتفِ الغزل الفني، بل سبق لها وأشارت في لقاء مع “فوشيا” إلى ما يكشفه العمل الجديد:
- من إنتاج شركة “إيغلز فيلمز”، والعمل لا يقف عند سقف التشويق، بل يشيع المشاهد المبهرة والمؤثرة المليئة بالدموع.
- القصة تعالج قضية حسّاسة تمسّ كل بيت عربي؛ ليس دراما اجتماعية عابرة، بل دراما تنبش في الألم والوعي.
- وهي ليست دراما توعوية تقليدية، بل موازنة حسنة بين الرسالة والواقعية، دون أسلوب وعظي مباشر.
- شخصيتها إنسانية مركّبة—هي “ضحية” في صراع داخلي يجمع الماضي، والحاضر، والمستقبل معًا، لكنها تقاست مصيرًا يفيض بالأبعاد النفسية المعقدة.
كل هذه العناصر تبدو كأنها: سلّم تنزّله شجون لماغي قبل أن يقفز به إلى الجمهور كعدسة تُظهر التحرر من سطح الأشياء، وحفر عمق المعنى، مما يرفع سقف المرقّب لتوقع عمل مُعدّ بعناية محسوبة.
5. ماغي بو غصن.. من خط التمثيل إلى عمق الإنسان
هي ليست مجرد نجمة تُعرض أعمالها أو تُكتب لها التدوينات، بل تمثّل حالة فنية وإنسانية:
- نجحْت عبر سنوات أن تحجز لنفسها مكانًا استثنائيًا في ذاكرة المشاهد العربي، بسبب تنوّع أدوارها، بغض النظر إن كانوا يرونها دمعة على الشاشة، حلولّة متفجرة، أو شخصية تحذيرية.
- شاركت في مسلسلات كانت بمثابة “ظاهرة” في أزمنة، وكانت حضنية كما هي درامية.
- فهي ليست فقط صوتًا مثلًا، بل شخصًا يعيش في خطاب اشتياق، ويتألم في مدخل العمل، ويغرق في تفاصيله بحب لا يخشى الجهر.
6. الجمهور والحب والمشاركة
بين كلمة “بحبكن” والتشويق لـ “أخبار كتير كتير كتير حلوة”، بدأت ساحة النص والتصوّر تتسع لدى جمهورها، حتى قبل عرض العمل.
يحضر الجمهور، لا كمتلقي خامد، بل كصياد فضولي، مستبشر بالعمل، يرسم في خياله المشاهد المفترضة، ويستعد لها كمنتظر تغيّر. إنه يراقب الشخصيات، الأسلوب، التعب، الصور، قبل أن تبدأ السياق، ويكوّن موقفًا من “ماغي” شخصيةً وفنانةً.
7. كيف تُخطّط الفنانة لاستراتيجية التواصل؟
- تكشف في الوقت المناسب؛ لا تسرّب تفاصيل مبكرة، فذلك يطفي “الدهشة التسويقية”.
- تذيع رسالة عاطفية تلمّ الجمهور كعاطفة، لا كدعاية، وهي خطوة ناعمة لكنها استراتيجية.
- تُبقي المرحلة الفنية في دائرة “التجهيز”، وتُهيئ الجمهور فيها ليعيش معها، ما قبل التمثيل نفسه.
- توطِّد العلاقة مع الجمهور بين وقت الإعلان ووقت العرض؛ في منتصف هذا الفراغ تنتشر التوقعات، وتُخلق التفاعلات.
8. تنفيذ الانتظار: انتظار غير سلبي
في النهج الدعائي للدراما، هنالك «الموقع الزمني» الذي يُبنى فيه العمل، فيبدأ الإعلان والحديث قبل الإنتاج بترقب، ثم يُظهر الكواليس، صور التصوير، الورش الفنية… هذه لحظات مهمة لأكثر من سبب:
- تشحن المشاهد بـ»حس إنسيابي»، يلتقي فيه المطلوب مع التوق.
- تشبك المشاهد تفاعليًا؛ حين يسأل: ماذا سيحدث؟ ويترافق ذلك مع: من ستكون شخصيتها؟ من يشاركها البطولة؟ ومتى ينطلق العرض؟
- حين تبدأ المنابر الإعلامية بنشر أخبار جزئية، يُبقى الاهتمام حاضرًا، وتصبح الرسالة “أنا جزء من العمل حتى قبل أن أبرح كرسي المشاهدة.”
وهذا ما تمهده ماغي بلغة ميسّرة وصادقة؛ إذ لا يهم ما سيُطرح، بل ما تبنى من وطن مشاعر ما قبل الافتتاح.
9. الخلاصة: تماوج الحب والجمهور في قلب الإعلان
قبل أن يبدأ المسلسل، قررت الفنانة أن يكون الشغف جزءًا من معادلة الترقب؛ هي تصغي لجمهورها وتناجيه: “اصبروا قليلاً، وأعدكم بأن القادم جميل جدًا”.
هذا المنطق العاطفي، حين يُسقطه فنان من أعماق نفسه، يُخرج العلاقة من خانة “النجمية” إلى “الإنسانية”. وهنا، يكمن الطموح الفني بالفعل:
صنع المشاركات الأدبية، التشويقية، والدرامية في آنٍ معًا، بعيدًا عن الاصطناع الدعائي، واقعًا مشبع بصدق الأداء واللقاء.