أمريكا – السابعة الاخبارية
مالكوم جمال وارنر، توفي الممثل الأمريكي مالكولم جمال وارنر، المعروف بدور “ثيو هاكستابل” في المسلسل الكوميدي الشهير The Cosby Show، عن عمر ناهز 54 عامًا، وذلك بعد تعرضه لحادث غرق مأساوي أثناء السباحة في شاطئ بكوستاريكا، حسب ما أعلنته السلطات المحلية صباح الاثنين.
الخبر شكّل صدمة كبيرة لعشاق النجم، الذي يُعد أحد أبرز وجوه الكوميديا الأمريكية في الثمانينيات، وصاحب مسيرة فنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، تنقل خلالها بين التمثيل والموسيقى والإخراج.
مالكولم جمال وارنر في ذمة الله.. نجم الكوميديا الأمريكي يفارق الحياة عن عمر 54 عاما
في بيان رسمي صادر عن إدارة التحقيقات القضائية في كوستاريكا، جاء أن وارنر كان يسبح بعد ظهر الأحد في شاطئ “بلايا كوكليس” بمدينة ليموْن، الواقعة على ساحل البحر الكاريبي، حين باغتته تيارات بحرية قوية.
وحسب شهود عيان، فقد حاول وارنر مقاومة الأمواج دون جدوى، إذ جرفته المياه إلى داخل البحر في غضون دقائق. وعلى الرغم من استجابة بعض المصطافين الموجودين على الشاطئ الذين هرعوا لإنقاذه، وسحبوه خارج الماء، فإن حالته كانت حرجة للغاية.
جهود الإنعاش باءت بالفشل
بحسب ما أفادت به فرق الطوارئ والصليب الأحمر في كوستاريكا، فإن مالكولم جمال وارنر كان فاقدًا للوعي تمامًا لدى إخراجه من البحر، ولم تكن تظهر عليه أي علامات حيوية.
تمت محاولة إنعاشه في الموقع من قبل المسعفين، إلا أن كل الجهود لم تفلح في إعادة النبض أو التنفس. وأُعلن عن وفاته في المكان، قبل أن يُنقل جثمانه إلى المشرحة الرسمية في ليمون، تمهيدًا لبدء الإجراءات القانونية المعتادة في حالات الوفاة العرضية.
السلطات تفتح تحقيقًا رسميًا
أكدت السلطات القضائية في كوستاريكا أنها فتحت تحقيقًا أوليًا في الحادث، مشيرةً إلى أنه لا توجد حتى الآن شبهة جنائية في القضية، وأن الوفاة تم تصنيفها مبدئيًا على أنها حادثة غرق عرضي.
وبحسب المصدر ذاته، سيتم إخضاع الجثمان للفحص الطبي الشرعي، على أن يُعاد لاحقًا إلى الولايات المتحدة بالتنسيق مع السفارة الأمريكية في سان خوسيه.
إرث فني طويل ومسيرة متنوعة
وُلد مالكولم جمال وارنر في 18 أغسطس 1970 في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، وبدأ حياته الفنية مبكرًا في سن المراهقة. وحقق شهرته الأوسع بعد مشاركته في المسلسل الشهير The Cosby Show، الذي عُرض بين عامي 1984 و1992، حيث أدى دور “ثيو هاكستابل”، الابن المراهق في العائلة الأميركية الأفريقية التي شكّلت آنذاك ثورة فنية واجتماعية على الشاشة الصغيرة.
واعتبر العديد من النقاد أن شخصية “ثيو” ساهمت في تغيير الصورة النمطية للعائلات الأفريقية الأميركية في التلفزيون الأميركي، وكان وارنر حينها رمزًا للجيل الشاب الصاعد.
لم يختف بعد المسلسل.. بل واصل نجاحه
رغم ارتباطه الطويل بدوره في The Cosby Show، لم يتوقف وارنر عند هذا النجاح، بل واصل مسيرته بثبات في عدة مجالات:
- شارك في مسلسلات تلفزيونية مثل Suits وThe Resident وAmerican Horror Story، حيث أظهر قدرات تمثيلية ناضجة ومتنوعة.
- قدّم أيضًا برامج إذاعية وموسيقية، وكان ضيفًا دائمًا في فعاليات ثقافية تناقش قضايا الهوية والعدالة الاجتماعية.
- حصل في عام 2015 على جائزة غرامي عن مشاركته في العمل الموسيقي Jesus Children، إلى جانب الفنانين روبرت غلاسبير وليديسي.
صوت المجتمع.. عبر البودكاست والكلمة
في السنوات الأخيرة، اتجه وارنر بشكل لافت إلى إنتاج وتقديم بودكاستات اجتماعية تناول فيها قضايا مجتمعية مؤثرة، خصوصًا في ما يتعلق بالمجتمع الأميركي من أصول أفريقية.
وكان من أبرز هذه المشاريع برنامج Not All Hood، الذي مزج فيه ما بين السرد القصصي والتحليل الاجتماعي، في محاولة لتقديم أصوات متنوعة من داخل المجتمع الذي ينتمي إليه. واعتُبر البودكاست منصة جريئة ومهمة تساهم في النقاش حول الهوية والتمييز العرقي في أميركا.
حزن واسع وردود فعل من الوسط الفني
مع انتشار نبأ وفاته، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل حزينة من جمهور وارنر وزملائه في الوسط الفني. وغرّدت الممثلة ليزا بونيه، زميلته في The Cosby Show:
“لقد فقدنا أخًا وفنانًا حقيقيًا. مالكولم لم يكن فقط نجمًا، بل إنسانًا أصيلًا حمل رسالته بشغف ووعي.”
كما كتب النجم الكوميدي كينان تومسون:
“ترعرعت على مشاهدة ثيو.. والآن أنعيه بحزن شديد. وداعًا يا من ألهمتنا في شبابنا.”
وداعًا “ثيو هاكستابل”
برحيل مالكولم جمال وارنر، تفقد الساحة الفنية الأمريكية أحد نجومها الذين جمعوا بين المرح، والرسالة، والاستمرارية. فقد ترك أثرًا لا يُمحى في أجيال نشأت على ابتسامته ووعيه، سواء في الأعمال الفنية أو في المسارات الإنسانية التي اختارها لاحقًا.
وفي حين تبقى نهاية حياته مأساوية ومفاجئة، فإن إرثه الفني والإنساني سيبقى حيًا في ذاكرة الشاشة والجمهور.