شنّت الفنانة اللبنانية مايا دياب هجومًا لاذعًا على بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدة ما وصفته بانتشار الأفكار السطحية وتراجع القيم الأخلاقية في زمن تحوّلت فيه الشهرة إلى وسيلة للتأثير دون أي خلفية ثقافية أو معرفية.
وجاءت تصريحات مايا عبر حسابها الرسمي على منصة إنستغرام، من خلال خاصية القصص المصورة، حيث عبّرت عن استيائها من المشهد الإعلامي والمجتمعي الحالي، ووصفت المرحلة الراهنة بـ”زمن الانحطاط”.
وقالت مايا في رسالتها إن كل ما كان بلا قيمة بات اليوم يحظى باهتمام، وأن الشخصيات التي تفتقر إلى المؤهلات والمعرفة أصبح لها حضور قوي على المنصات الرقمية، بل وبدأت القنوات التلفزيونية في استضافتهم ومنحهم مساحة لنشر ما وصفته بـ”الفضيلة المزيفة”.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يكتفون بتقديم أنفسهم كنجوم على الإنترنت، بل يذهبون إلى حد منح أنفسهم ألقابًا علمية مثل “دكتور” أو “أخصائي” دون أي تأهيل أكاديمي حقيقي، وهو ما قد يشكل خطرًا على الجمهور الذي يتابعهم ويأخذ بآرائهم.
مايا دياب: من لا يملكون علماً باتوا يصنّفون أنفسهم خبراء ويؤثرون في الناس
وتابعت الفنانة اللبنانية حديثها مؤكدة أن الزمن الحالي ليس أكثر تطورًا من الأزمنة السابقة كما يُشاع، داعية إلى مقارنة حقيقية بين الإنجازات المعمارية والتكنولوجية القديمة وما يحدث اليوم. وضربت مثلًا بالأهرامات والقلاع القديمة التي لا تزال تبهر العلماء وتثير التساؤلات حول عبقرية من شيّدوها، معتبرة أن القدماء تفوّقوا في مجالات كثيرة دون أي من الوسائل الحديثة التي يعتمد عليها العالم المعاصر.
واختتمت مايا دياب رسالتها بمناشدة للأجيال الجديدة، محذّرة من الانخداع بالمظاهر الزائفة والنجاحات السريعة على المنصات الإلكترونية، والتي قد تدفع الشباب إلى الابتعاد عن العمل الجاد والإنتاج الحقيقي. وعبّرت عن قلقها من أن يتحوّل التأثير الرقمي إلى بديل مقلق للعلم والثقافة، حيث أصبحت بعض الشخصيات تكتسب الشهرة والثراء دون امتلاك أدنى مقومات المعرفة.
الفنانة اللبنانية تحذر من تراجع القيم أمام شهرة سريعة ومظاهر زائفة
وأشارت مايا إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على وسائل التواصل، بل امتدت إلى المنصات الإعلامية الكبرى، متسائلة عن مصير المجتمع في ظل هذا التحوّل الخطير، وما إذا كنا نسير فعلًا نحو مستقبل أفضل، أم نحو تراجع في القيم والفكر.
رسالة مايا دياب تفتح باب النقاش مجددًا حول تأثير السوشيال ميديا على الذوق العام، ودور الإعلام في ترسيخ مفاهيم حقيقية تدعم الثقافة والوعي، بعيدًا عن الترويج لما هو تافه وسطحي باسم الشهرة والانتشار.