أمريكا – السابعة الاخبارية
مايكل جاكسون، بعد مرور أكثر من 15 عامًا على رحيل ملك البوب مايكل جاكسون، يعود اسمه مرة أخرى إلى صدارة الأخبار بعد الكشف عن تفاصيل جديدة وصادمة حول تقرير التشريح الذي أُجري لجثمانه عام 2009. التقرير لا يكشف فقط اللحظات الأخيرة في حياة الفنان الأسطوري، بل يسلّط الضوء على سنوات طويلة من المعاناة الصحية والنفسية التي عاشها خلف الأضواء، وبين آلام الشهرة وضغوط الأداء والبحث الدائم عن الكمال.
مايكل جاكسون… معاناة صامتة ولم تظهر إلا بعد وفاته
أظهر تقرير التشريح تفاصيل مروعة وصادمة، تعكس رحلة طويلة من الألم المزمن والأرق والاعتماد المكثّف على الأدوية. فبين جروحه الداخلية، وندوب العمليات التجميلية، وفقدانه الكبير للوزن، بدت حياة جاكسون قبل وفاته وكأنها صراع يومي بعيد كل البعد عن الأضواء التي تزين حفلاته العالمية.
فالتقرير كشف أن جسده كان مليئًا بآثار الطعنات الصغيرة التي تنتج عادة عن حقن متكررة. الذراعان، الوركان، الفخذان، الكتفان… كلها مناطق تحمل بصمة أدوية مسكنة كان يعتمد عليها النجم العالمي للتغلب على الألم المستمر. هذه الآثار لم تكن دليلًا على مرض واحد، بل على سنوات من المعاناة الجسدية التي حاول إخفاءها عن العالم.
مايكل جاكسون… وزن 55 كيلوغرامًا فقط لحظة الوفاة
من أكثر الأرقام صدمة في التقرير كان وزن مايكل جاكسون عند وفاته:
55 كيلوغرامًا فقط.
هذا الوزن المنخفض بشكل خطير لرجل بالغ في الخمسين من عمره كشف عن واقع مرير عاشه الفنان في السنوات الأخيرة—حميات قاسية، اضطرابات في الأكل، إرهاق جسدي، وجسد أصبح هشًا لدرجة لم تعد تتحمل أي ضغط إضافي.
ورغم أنه لم يُعثر على أي أثر لأدوية فموية في معدته، إلا أن كثرة آثار الحقن على جسده تؤكد أنه كان يعتمد على الأدوية عبر الحقن بدلًا من الأقراص، ربما بسبب ضعف شهيته أو تأثيرات الضغط النفسي.

مايكل جاكسون… آثار عمليات تجميل لا تنتهي
لم يكن موضوع عمليات التجميل جديدًا في حياة جاكسون، لكن تقرير التشريح قدم رؤية أوضح بكثير عن حجم تلك التعديلات. فقد أشار التقرير إلى وجود:
- ندوب خلف الأذنين
- آثار جراحية على جانبي الأنف
- علامات تشير إلى عمليات تجميلية متعددة ومتتالية
هذه التفاصيل أعادت إثارة الجدل حول مدى تأثير العمليات على صحته ونفسيته، ليس فقط من ناحية الشكل، بل من ناحية الألم المصاحب لها والندوب التي لم تُشفَ بالكامل.
كما لفت التقرير إلى أن جاكسون كان شديد الحساسية تجاه فحص جسده، ورفض مرات عديدة خلال حياته الكشف الطبي الكامل، وهو ما يعكس السرية التي أحاط بها مشاكله الصحية الحقيقية.
مايكل جاكسون… هل كان يعاني من فقدان الشهية والألم المزمن؟
تقرير التشريح أعاد فتح باب التكهنات حول صحة جاكسون في سنواته الأخيرة، وبين الحميات المتكررة، وعمليات التجميل، والاستخدام المتكرر للمسكنات القوية، برزت فرضيات حول احتمال معاناته من:
- فقدان الشهية أو اضطراب أكل
- ألم مزمن بسبب العمليات أو عوامل صحية أخرى
- اعتماد كبير على الأدوية الموصوفة
وتشير العديد من التقارير السابقة إلى أن جاكسون عاش سنوات طويلة يعاني من الأرق الشديد، وهو ما دفعه للاعتماد بشكل مستمر على علاجات منومة، كان أخطرها عقار البروبوفول الذي أدى في النهاية لوفاته.
مايكل جاكسون… جسد ضعيف لا يحتمل جرعة زائدة
أحد أهم ما كشفه التقرير هو أن الحالة الجسدية للنجم العالمي في الوقت الذي تلقى فيه جرعة البروبوفول لم تكن مستقرة إطلاقًا. ضعف جسده الشديد، وقلة وزنه، واعتماده على سلسلة طويلة من الأدوية جعلت استجابته للعقار أكثر خطورة مما توقع أي شخص، حتى طبيبه الشخصي.
التقرير أوضح أن جسده كان منهكًا للغاية، وأن أي جرعة غير محسوبة كان بإمكانها أن تكون قاتلة، خصوصًا في ظل غياب رقابة طبية صارمة أو نظام دوائي منظم.
مايكل جاكسون… سنوات أخيرة تحت ضغط لا يُحتمل
على الرغم من نجاحاته العالمية، والأرقام القياسية التي حققها، إلا أن السنوات الأخيرة من حياة جاكسون كانت مليئة بضغوط قاسية:
- تدريبات مرهقة استعدادًا لحفلاته الضخمة
- ضغوط مالية وإعلامية ومحاكمات مرهقة
- محاولة دائمة للحفاظ على صورة النجم الكامل
- شعور مستمر بعدم الرضا عن مظهره
وعلى الرغم من كل هذه العوامل، ظل جاكسون متمسكًا بحلمه في العودة بقوة من خلال عرض “This Is It”، والذي كان من المفترض أن يكون أضخم عودة فنية في تاريخ البوب. لكن صحته لم تعد قادرة على مجاراة طموحه.
![]()
مايكل جاكسون… بين الأضواء والعتمة
يكشف تقرير التشريح جانبًا إنسانيًا وعميقًا في حياة مايكل جاكسون، جانب لم يره الجمهور وهو يقف على المسرح يؤدي حركاته الأسطورية أو يغني أمام آلاف المعجبين. فمن خلف الكواليس، كان يكافح جسديًا ونفسيًا من أجل الاستمرار، محاصرًا بين ألم الجسد وعبء الشهرة وتوقعات العالم كله منه.
ورغم رحيله، ما زال تأثيره الفني حاضرًا بقوة، لكن تقرير التشريح يكشف أن الثمن الذي دفعه للوصول إلى أسطورته كان باهظًا جدًا—أكثر مما يتصوره الكثيرون.
