إسبانيا– السابعة الإخبارية
ديوغو جوتا.. خيمت سحابة من الصدمة والحزن على عالم كرة القدم، بعد وفاة النجم البرتغالي ديوغو جوتا، مهاجم ليفربول، في حادث سير مأساوي وقع في إسبانيا. الحادث لم يُنهِ حياة أحد أكثر اللاعبين شعبية فحسب، بل وضع نهاية مأساوية لقصة حب امتدت لأكثر من عقد من الزمن، كان عنوانها الإخلاص والدعم، بطلتها روتي كاردوسو، زوجة جوتا ورفيقة دربه منذ سنوات المراهقة.
ديوغو جوتا.. الفاجعة التي أدمت الملاعب
في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس ، أكدت مصادر رسمية في إسبانيا وقوع حادث سير مروّع على الطريق السريع قرب مدينة زامورا. جوتا، البالغ من العمر 28 عامًا، كان يقود سيارته الفارهة من نوع “لامبورغيني” برفقة شقيقه أندريه عندما فقد السيطرة على السيارة، لتنحرف عن الطريق وتشتعل فيها النيران. لم ينجُ أي منهما.
جاءت الفاجعة بعد 11 يومًا فقط من زواجه من حبيبته روتي، في حفل عائلي أقيم بمدينة بورتو البرتغالية.
ما كان يُفترض أن يكون بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار العائلي تحول إلى مأساة نزلت كالصاعقة على رأس روتي وأطفالهما الثلاثة.

روتي كاردوسو: الحبيبة، الزوجة، والأم
ولدت روتي كاردوسو عام 1997، ونشأت في مدينة بورتو. تعرفت على جوتا خلال سنوات المراهقة، عندما كانا يدرسان في نفس المدرسة الثانوية. تحولت صداقتهما البريئة إلى علاقة حب متينة استمرت لأكثر من 12 عامًا، تجذرت خلالها روابط الثقة والوفاء، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مسيرة جوتا المهنية والشخصية.
ورغم حياة الشهرة التي عاشها جوتا كلاعب دولي ونجم في الدوري الإنجليزي الممتاز، حرصت روتي على البقاء في الظل، محافظة على خصوصية أسرتها بعيدًا عن الإعلام. لكن دعمها لجوتا لم يكن خفيًا؛ كانت دائمة الحضور في المدرجات، تشجعه في كل مباراة، وتحتفل معه بانتصاراته في الميدان.
زفاف الأحلام… قبل الانهيار
في 22 يونيو/حزيران 2025، أعلن الثنائي رسميًا دخولهما القفص الذهبي، في حفل زفاف هادئ أقيم بحضور الأصدقاء والعائلة المقربة. شاركت روتي عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع من الحفل، وكتبت معلقة: “يوم حلمت به طويلًاتحقق أخيرًا”. رد جوتا عليها بكلمات بسيطة لكنها عميقة: “لكنني أنا المحظوظ بك.”
لم يدرِ أحد أن هذا الزفاف سيكون الفصل الأخير في قصة حبهما، وأن روتي ستجد نفسها فجأة أرملة في مقتبل العمر، مسؤولة عن تربية أطفالها الثلاثة وحدها.
أمومة في ظل الحداد
أنجبت روتي من جوتا ثلاثة أطفال: دينيس، البكر الذي وُلد عام 2021، ودوارتي عام 2023، ثم ابنتهما الصغرى في بداية عام 2025. كان ظهور دينيس في إحدى المباريات مع والده محمولًا على الأكتاف من أبرز اللحظات التي أسر بها جوتا قلوب جماهير ليفربول.
ورغم الأضواء المسلطة على العائلة، اختار الزوجان منذ البداية إبعاد الأطفال عن الإعلام، مكتفيين بمشاركة لقطات نادرة من لحظاتهم العائلية الخاصة.
بعد الوفاة، أُحيط منزل العائلة في بورتو بحالة من الصمت والحزن. ووسط سيل من التعازي من اللاعبين والأندية والمشجعين، لم تُدلِ روتي بأي تصريح، مكتفية بطلب احترام خصوصيتها وخصوصية أطفالها في هذا الظرف الأليم.

ردود الفعل: كرة القدم تودع فارسها
فور إعلان الوفاة، توالت بيانات التعزية من كبرى الأندية الأوروبية، على رأسها نادي ليفربول الذي عبّر عن “صدمته العميقة” ووصف جوتا بأنه “أحد أطيب اللاعبين وأكثرهم التزامًا”. كذلك نشر زملاؤه في المنتخب البرتغالي، من بينهم كريستيانو رونالدو وبرونو فيرنانديز، رسائل مؤثرة، عبّروا فيها عن حزنهم على “صديق قبل أن يكون لاعبًا”.
الجماهير أيضًا عبّرت عن حزنها من خلال الوقفات التضامنية في أنفيلد وأماكن عدة حول العالم، حاملين صور جوتا ورسائل المواساة لزوجته وأطفاله.

خاتمة: الحكاية التي اختُتمت قبل أوانها
رحل ديوغو جوتا في عز شبابه، تاركًا وراءه إنجازات كروية لا تُنسى، وأثرًا إنسانيًا عميقًا في نفوس من عرفوه. لكن الجزء الأكثر إيلامًا في قصته، هو الحكاية التي لم تكتمل، العائلة التي كانت تبدأ فصلاً جديدًا فحُكم عليها بالوداع.
روتي كاردوسو لم تكن مجرد زوجة نجم، بل كانت شريكته الحقيقية في كل خطوة، ومصدر توازنه وسنده الأكبر. واليوم، بينما يخلّد العالم ذكرى جوتا في الملاعب، تبقى روتي الأم، والزوجة، والمُحبَّة… التي تكتب أصعب فصول الفقد بصمت.
• 22 de Junho de 2025 •
Sim, para sempre ♾️ pic.twitter.com/pZvQwKADgd— Diogo Jota (@DiogoJota18) June 28, 2025