شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا كبيرًا خلال تعاملات اليوم، حيث تعرضت لضغوط متعددة دفعتها لتسجيل خسائر فادحة.
خام برنت يتجه نحو تسجيل أكبر خسارة يومية
خام برنت، الذي يعد المعيار القياسي لتسعير النفط في الأسواق العالمية، يتجه نحو تسجيل أكبر خسارة يومية له خلال شهر.
أما خام غرب تكساس الوسيط، فقد شهد تراجعًا كبيرًا أفقده معظم المكاسب التي حققها منذ بداية العام.
هذا الانخفاض الحاد في أسعار النفط يأتي في وقت تواجه فيه الأسواق موجة من التقلبات، أبرزها الضغوط الناتجة عن الهبوط الملحوظ في أسهم قطاعي التكنولوجيا والطاقة في بورصة وول ستريت.
الذكاء الاصطناعي الصيني وراء الانخفاضات
وقد تزايدت تلك التقلبات بعد الإعلان عن اهتمام واسع بنموذج الذكاء الاصطناعي الصيني المعروف باسم DeepSeek، الذي يعتبر منخفض التكلفة ويستهدف منافسة النماذج الكبرى الأخرى في السوق.
تأثير نموذج DeepSeek لم يقتصر على سوق التكنولوجيا فقط، بل امتد ليضع ضغوطًا على قطاع الطاقة.
هذا النموذج أثار قلق المستثمرين حول احتمال تقليل التكلفة التشغيلية للشركات الصينية وزيادة قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، مما دفع الأسواق إلى إعادة تقييم توقعاتها المستقبلية حول الطلب على النفط.
يُذكر أن أسعار النفط كانت تعاني بالفعل قبل هذه التطورات من ضغوط كبيرة نتيجة بيانات اقتصادية مخيبة للآمال صادرة من الصين، والتي تعد من أكبر مستهلكي الطاقة عالميًا.
البيانات الصينية أشارت إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي، مما أثار المخاوف بشأن الطلب المستقبلي على النفط، خاصة مع توقعات بانخفاض النشاط الصناعي والتجاري في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
إضافة إلى ذلك، أثرت المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الأسواق.
حيث جاءت الأنباء عن دراسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية لتزيد من مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ التجارة العالمية، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على توقعات الطلب على النفط.
تراجعات أسعار النفط تأثرت أيضًا بحالة عدم اليقين التي تحيط بالأسواق المالية بشكل عام.
المستثمرون باتوا أكثر حذرًا في ظل تزايد التقلبات المرتبطة بالابتكارات التكنولوجية وارتباطها الوثيق بتوقعات النمو الاقتصادي، ما دفعهم للتخلي عن الأصول المرتبطة بالطاقة لصالح أصول أخرى أكثر أمانًا.
من جهة أخرى، يواجه قطاع النفط ضغوطًا إضافية نتيجة التحديات البيئية والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
حيث ساهمت هذه التوجهات في تقليل استثمارات القطاع في مشاريع توسعية جديدة، مما يضعف استقرار السوق على المدى الطويل ويزيد من حدة التقلبات في أسعار النفط.
في الوقت الذي يتطلع فيه المستثمرون إلى مزيد من الوضوح بشأن تداعيات نموذج DeepSeek وسياسات التجارة العالمية، تبقى الأسواق عرضة لتقلبات كبيرة.
هذا الوضع يعكس هشاشة التوازن الحالي في سوق النفط وارتباطه الوثيق بالأحداث الجيوسياسية والتكنولوجية والاقتصادية التي تسيطر على المشهد العالمي.