إسبانيا – السابعة الإخبارية
في إنجاز جديد يُضاف إلى مسيرته المليئة بالأرقام القياسية، كرّر النجم الفرنسي كيليان مبابي مهاجم نادي ريال مدريد الإسباني إنجازاً تاريخياً فريداً بعد تتويجه بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي لموسم 2024-2025، ليُسجِّل اسمه بأحرف من ذهب بين أساطير اللعبة.
وحصد مبابي الجائزة المرموقة بعد أن أنهى موسمه الأول مع النادي الملكي متصدراً قائمة هدافي الدوريات الأوروبية برصيد 31 هدفاً (62 نقطة)، ليؤكد قدرته على التألق في أي دوري يلعب فيه، ويبرهن أن انتقاله إلى ريال مدريد كان خطوة ناجحة بكل المقاييس.

إنجاز تاريخي يُضاف إلى رصيد مبابي
بهذا التتويج، أصبح مبابي ثاني لاعب في تاريخ كرة القدم يجمع بين ثلاث جوائز كبرى للهدافين:
• الحذاء الذهبي الأوروبي لأفضل هداف في القارة.
• جائزة هداف كأس العالم 2022 في قطر برصيد 8 أهداف.
• جائزة هداف دوري أبطال أوروبا 2023-2024 برصيد 8 أهداف، مناصفةً مع الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونخ.
وبذلك، يكرر مبابي إنجاز النجم الإنجليزي هاري كين الذي كان أول من حقق الثلاثية التاريخية ذاتها، ليصبح الثنائي الوحيد في العالم الذي جمع بين ألقاب الهداف في البطولات الأهم على مستوى المنتخبات والأندية والقارة الأوروبية.
حفل مهيب في مدريد
شهد حفل تسليم الجائزة، الذي أُقيم في العاصمة الإسبانية مدريد مساء الجمعة، حضور كوكبة من نجوم ريال مدريد يتقدمهم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي شارك مبابي أفراح التتويج وسط تصفيق حار من زملائه والجهاز الفني بقيادة المدرب تشابي ألونسو.
وتسلم مبابي الجائزة بابتسامة واثقة، قائلاً في كلمته القصيرة:
“اللعب لريال مدريد شرف كبير، وهذه الجائزة ثمرة عمل جماعي. لم أكن لأصل إلى هنا دون دعم زملائي، والجماهير التي منحتني الحب منذ اليوم الأول.”
موسم أول استثنائي في مدريد
رغم أنه موسمه الأول مع “الميرينغي”، إلا أن اللاعب أثبت سريعاً أنه النجم الأول في هجوم الفريق، إذ ساهم بأهدافه الحاسمة في انتصارات ريال مدريد محلياً وأوروبياً، مقدماً أداءً متكاملاً يجمع بين السرعة والدقة والذكاء التكتيكي.
وقد تميز موسمه بتسجيل أهداف حاسمة في مباريات الكلاسيكو والديربي، مما رسّخ مكانته كأحد أبرز المهاجمين في العالم.

من كأس العالم إلى الشامبيونز ليغ… مبابي لا يتوقف
قبل هذا الإنجاز، كان مبابي قد خطف الأضواء في كأس العالم 2022 عندما قاد منتخب فرنسا إلى نهائي البطولة، وسجل هاتريك تاريخي في المباراة النهائية أمام الأرجنتين التي انتهت بالتعادل 3-3، قبل أن تحسمها ركلات الترجيح لصالح التانغو.
ورغم خسارة اللقب، تُوِّج مبابي آنذاك هدافاً للمونديال بـ8 أهداف، ما رسخ مكانته كأحد أبرز نجوم القرن الحادي والعشرين.
وفي الموسم التالي، أنهى مبابي رحلته مع باريس سان جيرمان بأداء لافت حين تُوِّج هدافاً لدوري أبطال أوروبا 2023-2024برصيد 8 أهداف، بالتساوي مع هاري كين. وبعد انتقاله إلى ريال مدريد، واصل مسيرته المذهلة ليضيف لقب الحذاء الذهبي الأوروبي إلى مجموعته اللامعة من الجوائز.
منافسة تاريخية مع هاري كين
من المفارقات اللافتة أن الإنجليزي هاري كين كان أول من حقق هذا الثلاثي الذهبي في موسم 2023-2024، بعدما سجل 36 هدفاً في الدوري الألماني (72 نقطة)، إلى جانب فوزه بجائزة هداف كأس العالم 2018 في روسيا.
وبينما كان موسم كين الأول في بايرن ميونخ هو نقطة التحول في مسيرته، كرر مبابي نفس السيناريو في موسمه الأول مع ريال مدريد، في مشهد يعكس تنافساً رمزياً بين نجمين يمثلان جيلين من الهدافين العالميين.
إرث مبابي يتعزز
بتتويجه الجديد، يُثبت كيليان أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل رمز للعصر الحديث في كرة القدم. ففي عمر الـ26 فقط، جمع بين ألقاب فردية وجماعية يحلم بها أي نجم، من بطولات كأس العالم ودوري الأبطال إلى الجوائز الفردية الكبرى.
ويرى محللون أن فوزه بالحذاء الذهبي في أول موسم له بالدوري الإسباني يمثل إعلاناً رسمياً عن بداية حقبة جديدة لريال مدريديقودها الثنائي مبابي ومبابي جونيور، مع تطلع النادي لتحقيق الهيمنة الأوروبية مجددًا.

من باريس إلى مدريد، ومن المونديال إلى الليغا، يواصل كيليان كتابة فصول المجد بلغة الأرقام والأهداف. فبينما يلهث خصومه خلفه على أرض الملعب، يواصل النجم الفرنسي ركضه نحو المجد، مثبتاً أن ما يحققه ليس وليد الحظ، بل ثمرة موهبة استثنائية وطموح لا يعرف التوقف.
