السعودية- السابعة الإخبارية
كريستيانو رونالدو.. لم يمرالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب فريق النصر السعودي، بأيام عادية؛ فكل حركة أو لفتة يقوم بها تتحول إلى حديث عالمي، يتصدر العناوين، ويشعل الجدل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وفي الساعات الأخيرة، عاد كريستيانو رونالدو ليتصدر واجهة الأخبار، ليس بسبب أهدافه أو إنجازاته الكروية، بل بسبب خطوة بسيطة لكنها حملت دلالات واسعة: متابعته لحساب الداعية الإسلامي البرتغالي محمد إبراهيم عبر موقع “إنستغرام”.

إنجاز تاريخي قبل الجدل
كريستيانو رونالدو، الذي عاد مؤخراً إلى الرياض بعد مشاركته مع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم 2026، لم يكن بعيدًا عن دائرة الأضواء. ففي سبتمبر/ أيلول، واصل تحطيم الأرقام القياسية، بعدما سجّل 3 أهداف مع البرتغال (هدفين أمام أرمينيا، وهدفاً ضد المجر)، ليرفع رصيده إلى 39 هدفًا ويصبح الهداف التاريخي لتصفيات كأس العالم بالتساوي مع الجواتيمالي كارلوس رويز.
هذا الإنجاز عزز مكانة “الدون” كأحد أعظم هدافي كرة القدم على مر العصور، لكنه سرعان ما تراجع أمام زوبعة إعلامية أثارها قرار متابعة حساب داعية إسلامي.
متابعة تثير التساؤلات
بمجرد أن رصد المتابعون هذه الخطوة على إنستغرام، انفجرت موجة من التكهنات: هل يفكر رونالدو جديًا في اعتناق الإسلام؟ أم أن الأمر لا يتجاوز مجرد متابعة شخصية لابن بلده الذي ينشط في مجال الدعوة؟
التساؤلات لم تأتِ من فراغ. فمنذ انتقال النجم البرتغالي إلى النصر السعودي في شتاء 2023، تكررت الأحاديث حول قربه من الثقافة الإسلامية، خصوصًا بعدما ظهر في إحدى المباريات وهو يرفع يديه بالدعاء على الطريقة الإسلامية، في لقطة جابت العالم وتناقلتها وسائل الإعلام بوصفها إشارة ذات مغزى.
شائعات قديمة تتجدد
لم تكن هذه المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم رونالدو بالحديث عن الإسلام. فخلال العامين الماضيين، ترددت شائعات عديدة حول اعتناقه للدين الإسلامي، لكنها لم تتحول إلى حقيقة أو تصريح رسمي. وعلى الرغم من ذلك، فإن مواقف اللاعب وسلوكياته داخل وخارج الملعب منحت تلك الشائعات زخمًا مستمرًا.
البعض يرى أن معايشته للمجتمع السعودي، حيث العادات الإسلامية جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، قد أثرت في نظرته وجعلته أكثر انفتاحًا على الدين الإسلامي. آخرون يعتقدون أن الأمر مجرد احترام للثقافة السائدة، دون أن يعني بالضرورة وجود نية للتحول الديني.

صمت “الدون” يزيد الغموض
المثير أن كريستيانو لم يعلّق يومًا بشكل مباشر على هذه القضية. فعلى الرغم من شهرته العالمية وقدرته على حسم الجدل بتغريدة واحدة أو تصريح قصير، إلا أنه اختار الصمت، وهو ما يمنح التكهنات عمرًا أطول ويزيد من حالة الغموض.
وفي الوقت نفسه، يذكّر البعض بأن رونالدو وُلد في عائلة كاثوليكية تحمل اسماً دينياً لافتاً “كريستيانو”، المشتق من اسم السيد المسيح، مما يجعل أي قرار بتغيير الديانة حدثاً ضخماً بكل المقاييس، سواء من الناحية الدينية أو الإعلامية أو حتى التجارية.
مقارنات مع نجوم آخرين
هذا الجدل أعاد إلى الأذهان تجربة النجم الفرنسي فرانك ريبيري، أحد أبرز اللاعبين الذين أعلنوا اعتناقهم الإسلام علنًا، ووجدوا في ذلك مصدر قوة روحية ساعدتهم داخل وخارج الملاعب. كما يُستشهد بأسماء أخرى مثل بول بوغبا ومسعود أوزيل الذين جسدوا صورة لاعب كرة القدم المسلم الفخور بدينه.
لكن وضع رونالدو مختلف تمامًا، فهو “أيقونة كروية عالمية” تتجاوز حدود الرياضة، وتحظى بمتابعة ملايين البشر من مختلف الثقافات والأديان. وبالتالي، فإن أي خطوة دينية محتملة ستكون لها انعكاسات تتجاوز المجال الرياضي، وتمتد إلى مستويات سياسية واجتماعية.
الإسلام في حياة رونالدو بالسعودية
منذ انتقاله إلى السعودية، ظهر رونالدو أكثر قربًا من ثقافة المجتمع المحلي. فقد احتفل بالمناسبات الوطنية، وشارك جماهير النصر في أجواء رمضان، بل وظهر وهو يردد بعض العبارات العربية، ما عزز صورته كشخص متكيف مع البيئة الجديدة.
ومتابعته للداعية محمد إبراهيم قد تكون امتدادًا طبيعيًا لهذا الاندماج، خاصة أن الأخير يعد من أبرز الأصوات الإسلامية في البرتغال، ويقدم محتوى يجمع بين الدين والهوية الثقافية البرتغالية.

ختام: حقيقة غائبة ولكنها مثيرة
في النهاية، لا يمكن الجزم بأن رونالدو يخطط لاعتناق الإسلام استنادًا إلى مجرد متابعة على إنستغرام. لكن المؤكد أن هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، وأنها أضافت فصلاً جديدًا إلى قصة لاعب يعيش تحت مجهر الإعلام في كل لحظة.
وبينما يواصل “الدون” تحطيم الأرقام داخل الملاعب، سيبقى الجدل خارجها قائمًا، خصوصًا حين يتعلق الأمر بموضوع حساس مثل الدين. وحتى يخرج رونالدو بتصريح واضح، ستظل كل الاحتمالات مفتوحة، وسيبقى السؤال مطروحًا: هل يقترب كريستيانو حقًا من الإسلام، أم أن ما يحدث مجرد صدفة عابرة في عالم رقمي شديد الحساسية؟