الإمارات- السابعة الإخبارية
شهد متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أول أيام افتتاحه باستقبال حافل لزواره الأوائل، حيث امتلأت بوابات المتحف منذ اللحظات الأولى، ونفدت التذاكر المخصصة للساعة الافتتاحية بالكامل، في مشهد يعكس حجم الترقب الشعبي لهذا الصرح الثقافي الوطني.
وتجوّل الزوار في صالات العرض الست الدائمة التي يضمها المتحف، والتي تقدم رحلة ثرية تمتد عبر 300 ألف عام من التاريخ البشري على أرض الإمارات. وتتميز هذه السردية التاريخية بأنها تتجذر في الإرث العريق للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي شكّل ركناً أساسياً في بناء الهوية الوطنية وإلهام مسيرة الدولة نحو المستقبل.
وتقدم صالات العرض محتوى متنوعاً يجمع بين القطع الأثرية النادرة، والعروض التفاعلية، والوسائط المتعددة التي تهدف إلى تعريف الجمهور بتاريخ المنطقة وثقافتها، بدءاً من الحضارات القديمة التي استوطنت الأرض، وصولاً إلى مسيرة قيام دولة الاتحاد وتطورها في مختلف المجالات.

برنامج الافتتاح: جولات إرشادية وعروض حية
وبالتزامن مع بداية استقبال الزوار، أعلن المتحف إطلاق برنامج موسمه الافتتاحي الذي يشمل سلسلة من الجولات الإرشادية اليومية التي يقودها مختصون في التاريخ والتراث، إلى جانب عروض حية تُقام في مختلف أرجاء المتحف، لتوفير تجربة غامرة تعزز ارتباط الزوار بالمقتنيات وقصصها.
ويهدف الموسم الافتتاحي إلى تقديم تجربة ثقافية معمّقة تجمع بين التعلّم والمتعة البصرية، وتتيح للزائر فرصة استكشاف تاريخ الإمارات بأسلوب معاصر ومبتكر. وتشمل الفعاليات ورشاً تعليمية للعائلات، وعروضاً مسرحية قصيرة تعبّر عن قصص من التراث المحلي، إضافة إلى نشاطات تفاعلية مخصصة للأطفال.
صرح وطني يعكس رؤية الإمارات
يمثل متحف زايد الوطني أحد أهم المشروعات الثقافية في الدولة، كونه المتحف الوطني الرسمي للإمارات، وقد جرى تصميمه ليكون منصة رئيسية تسرد تاريخ الدولة وقيمها وتطورها الحضاري. ويجسّد المتحف فلسفة الشيخ زايد ورؤيته في بناء الإنسان والاهتمام بالبيئة والحفاظ على التراث، إلى جانب إبراز إنجازات الدولة في مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والتنمية.
ويأتي افتتاح المتحف ضمن رؤية الإمارات لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتأكيد دور الثقافة باعتبارها جسراً يربط الماضي بالحاضر ويؤسس لمستقبل أكثر إشراقاً. ويشكل المتحف إضافة مهمة إلى المشهد الثقافي في أبوظبي، إلى جانب متحف اللوفر أبوظبي ومشاريع ثقافية أخرى في منطقة السعديات.

إقبال كبير يعكس مكانة المتحف وثقة الجمهور
وقد عبّر العديد من الزوار عن إعجابهم بالتجربة الافتتاحية، مشيرين إلى جودة العروض وتنوع المعلومات المقدمة، فضلاً عن تصميم المتحف الذي يمزج بين الحداثة والهوية المحلية. كما أكّدوا أن الإقبال الكبير ونفاد التذاكر خلال الساعة الأولى يعكسان شغف الجمهور بمثل هذه المشاريع الثقافية الوطنية.
ويُتوقّع أن يواصل المتحف خلال الأيام القادمة استقبال أعداد متزايدة من الجمهور، خاصة مع تزايد الاهتمام المحلي والدولي بهذا الصرح الذي يروي قصة الإمارات منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث.
