تركيا – السابعة الاخبارية
محاسن مرابط، شهد الوسط الفني التركي والعربي على حد سواء مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلان شركة الإنتاج التركية “بوزداغ فيلم” عن اختيار الممثلة المغربية الشابة محاسن مرابط لتلعب دور البطولة النسائية في الموسم الجديد من المسلسل التاريخي الشهير “المؤسس عثمان“، الذي انطلق موسمه الجديد تحت اسم رمزي جديد: “السلطان أورهان”.
وبهذا الاختيار، تسجل محاسن مرابط سابقة فنية عربية بامتياز، كونها أول ممثلة من العالم العربي تتقلد دورًا رئيسيًا في واحدة من أكبر وأضخم الإنتاجات الدرامية التركية التي تحظى بجماهيرية هائلة على امتداد العالم الإسلامي.
محاسن مرابط بدور “نيلوفر خاتون”
ستلعب محاسن مرابط في المسلسل دور “نيلوفر خاتون”، الزوجة التاريخية لشخصية “أورهان بك”، نجل الغازي عثمان مؤسس الدولة العثمانية. ويؤدي دور أورهان في هذا الموسم النجم التركي ميرت يازيجي أوغلو، الذي يحظى بشعبية كبيرة في تركيا والمنطقة.
ويُجسّد هذا الدور نقطة تحول مهمة في القصة التاريخية للمسلسل، إذ ينتقل من سيرة عثمان بك إلى سرد تفاصيل عهد أورهان بك، الذي يُعد من الشخصيات المحورية في بناء دعائم الدولة العثمانية المبكرة.
اختيار محاسن مرابط لهذا الدور جاء بعد انسحاب الممثلة التركية الشابة إلينا بوز، التي اعتذرت عن أداء الدور، ما فتح الباب أمام هذه الفرصة الذهبية للممثلة المغربية، التي نجحت في لفت أنظار القائمين على العمل بعد مشاركتها المميزة في المسلسل التركي اليومي “السكن” (Evim) الذي يُعرض على قناة Kanal 7.
محاسن مرابط: من الرباط إلى إسطنبول
وُلدت محاسن مرابط يوم 24 يناير/كانون الثاني 1999 في الرباط، المغرب. نشأت في بيئة تجمع بين الثقافة والتعليم، ما أثرى شخصيتها ومنحها خلفية فكرية متنوعة. بعد حصولها على شهادة البكالوريا، التحقت بقسم الإعلام والاتصال في جامعة محمد الخامس، إحدى أبرز الجامعات المغربية.
لكن طموحات مرابط لم تتوقف عند حدود بلدها. بعد تخرجها، اتخذت قرارًا حاسمًا بالانتقال إلى إسطنبول، تركيا، لمواصلة دراستها الأكاديمية، وبدأت في درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نيشانتاشي التركية.
ورغم المسار الأكاديمي السياسي، ظلت مرابط تحمل شغفًا دفينًا نحو التمثيل والفن، لتبدأ مسيرتها الحقيقية في هذا المجال بعد انضمامها إلى أكاديمية توماي أوزوكور، واحدة من أعرق مؤسسات التكوين والتمثيل في تركيا، والتي ساهمت في إعداد العديد من النجوم الأتراك المعروفين.
موهبة متعددة الأبعاد ولغات متعددة
ليست الموهبة الفنية وحدها ما يميز محاسن مرابط، بل أيضًا خلفيتها الثقافية واللغوية المتنوعة. فبالإضافة إلى لغتها الأم العربية، تتقن محاسن اللغة الفرنسية بطلاقة، بفضل تعليمها ونشأتها في المغرب، كما أنها أتقنت اللغة التركية بعد انتقالها للعيش والدراسة في إسطنبول، وهو ما منحها قدرة فريدة على الانخراط في سوق الدراما التركية بثقة واقتدار.
وقد شاركت في بداياتها في إعلانات تجارية وجلسات تصوير احترافية، ما منحها حضورًا بصريًا قويًا وخبرة أمام الكاميرا، مهدت لها الطريق نحو أدوار تمثيلية أكثر أهمية وتأثيرًا.
من مسلسل يومي إلى عمل تاريخي ضخم
انطلاقة محاسن الفنية الحقيقية بدأت مع مسلسل “السكن”، الذي يُعرض يوميًا على قناة Kanal 7 التركية، واستطاعت من خلاله بناء قاعدة جماهيرية مميزة، خصوصًا بين الجمهور التركي المحافظ، المعروف بمتابعته للأعمال ذات الطابع العائلي.
ومع تألقها في هذا المسلسل، لفتت مرابط أنظار صناع الدراما، ليتم اختيارها لاحقًا لدور “نيلوفر خاتون” في مسلسل “السلطان أورهان”، وهو ما يُعد قفزة نوعية في مسيرتها المهنية، بالنظر إلى الفرق الكبير بين عمل يومي بسيط، وعمل تاريخي ضخم يتم إنتاجه بميزانية عالية، ويُعرض في أكثر من 40 دولة حول العالم.
نجاح عربي في قلب الدراما التركية
تُعد مشاركة محاسن مرابط في “السلطان أورهان” اختراقًا نوعيًا للعرب في سوق الدراما التركية، خاصة أن هذه الأخيرة عادةً ما تفضل الوجوه المحلية في أدوار البطولة. لكن مرابط، بفضل موهبتها وتكوينها الثقافي واللغوي، نجحت في كسر هذا الحاجز، وتقديم نموذج لممثلة عربية قادرة على التفاعل مع ثقافة مختلفة والنجاح فيها.
نجاحها قد يفتح الباب أمام مواهب عربية أخرى للظهور في الأعمال التركية، خاصة أن المسلسلات التركية تشهد رواجًا واسعًا في العالم العربي، ولها جمهور عريض يتابعها بشغف.
محاسن مرابط… بداية مشوار عالمي؟
مع هذا الدور الجديد، تدخل محاسن مرابط رسميًا نادي النجومية، ليس فقط داخل تركيا، بل على مستوى العالم العربي والبلدان التي يُعرض فيها المسلسل. دورها في “السلطان أورهان” قد يُشكل نقطة انطلاق نحو مشوار فني دولي، خاصة أنها تمتلك الأدوات اللازمة للنجاح: موهبة، تعليم، لغات، وحضور قوي.
وفي ظل تنامي الإنتاجات الفنية العبر ثقافية، تبقى مرابط نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الهوية العربية والانفتاح على الآخر، وفي كيفية التحول من طالبة إعلام في الرباط إلى نجمة في واحدة من أنجح السلاسل الدرامية في تركيا.