إنجلترا– السابعة الإخبارية
محمد النني.. في لحظة محمّلة بالحنين والانتماء، فتح نادي أرسنال الإنجليزي أبوابه مجددًا أمام النجم المصري محمد النني، لاعب وسط الفريق السابق، ليستأنف تدريباته في مرافق النادي اللندني، عقب انتهاء موسمه مع نادي الجزيرة الإماراتي.
خطوة تُعد امتدادًا للعلاقة الودية والاحترام المتبادل بين اللاعب والنادي، وتؤكد أن الانتماء في عالم كرة القدم لا يُقاس فقط بالعقود، بل بالتاريخ والذكريات.
محمد النني يعود إلى “بيته الكروي”
نشر محمد النني عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” صورة من تدريباته في ملعب أرسنال التدريبي، مع تعليق جاء فيه:“ممتنٌ لنادي أرسنال على فتح أبوابه لي ومنحي كل مرافق ملعب التدريب الذي يحمل الكثير من ذكرياتي. سأظل جزءًا من هذه العائلة وسأسعى دائمًا للبقاء كذلك. شكرًا للترحيب الحار.”
لم تكن الكلمات مجرد مجاملة، بل تعبيرًا صادقًا عن رابط عاطفي قوي بين اللاعب والنادي، الذي كان محطته الأوروبية الأطول والأكثر تأثيرًا في مسيرته.

موسم جيد مع الجزيرة الإماراتي
أنهى محمد النني موسمه الأول مع نادي الجزيرة الإماراتي محققًا نتائج إيجابية على مستوى الأداء الفردي، حيث شارك في 33 مباراة بمعدل بلغ حوالي 3000 دقيقة لعب.
سجل خلال الموسم هدفًا واحدًا، وقدم 3 تمريرات حاسمة، كما كان له دور محوري في تنظيم خط الوسط، لما يتمتع به من خبرات كبيرة وهدوء تكتيكي في الملعب.
رغم أن الفريق اكتفى بالمركز السابع في دوري أدنوك للمحترفين برصيد 37 نقطة، إلا أن النني ظهر بثبات على مدار الموسم، مؤكدًا أن لديه ما يقدمه رغم تجاوزه سن الثانية والثلاثين.
سجل حافل في قميص أرسنال
تُعد فترة محمد النني مع أرسنال من أبرز محطات مسيرته، حيث ارتدى القميص الأحمر اللندني لما يقرب من 8 سنوات، خاض خلالها 161 مباراة رسمية، بإجمالي 9528 دقيقة داخل الملعب.
سجل 6 أهداف، وقدم 10 تمريرات حاسمة، وشارك في عدة بطولات أبرزها الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الأوروبي، وكأس الاتحاد الإنجليزي.
عرف عنه الانضباط، والقدرة على تنفيذ أدوار تكتيكية مختلفة، خاصة في فترات غياب نجوم الفريق أو تغييرات المدربين.
تدريبات تعافي واستعداد للموسم الجديد
عودة النني لتدريبات أرسنال لا ترتبط بأي عقد احترافي، بل تأتي في إطار التعاون والاحترام بين اللاعب والنادي، وهو ما يحدث في كثير من الأندية الكبرى مع لاعبيها السابقين.
يستغل النني فترة الراحة ما بعد الموسم في الحفاظ على لياقته البدنية، والتدرب في بيئة احترافية عالية الجودة، في ظل غياب ارتباطات دولية مع منتخب مصر خلال هذا التوقيت.
وهو ما يعزز فرصه في بداية قوية للموسم الجديد مع الجزيرة، سواء على الصعيد المحلي أو في المشاركات الآسيوية.
احتراف مستمر ورؤية ناضجة
انتقال محمد النني إلى الدوري الإماراتي جاء في يوليو 2024 بعد 330 يومًا قضاها في أرسنال قبل نهاية عقده، ورغم انتقاله من أحد أقوى دوريات العالم إلى دوري أقل حدة، إلا أن النني اختار بيئة تسمح له بالاستمرار كلاعب أساسي، وتقديم قيمة فنية على أرض الملعب.
القرار جاء أيضًا في ظل رغبته في الحفاظ على مسيرته الكروية بدون ضغط بدني مفرط، وبما يضمن له التواجد المستمر في الملعب، وهو ما تحقق بالفعل مع الجزيرة.

محمد النني… أكثر من لاعب
رغم أن الأرقام قد لا تضع النني ضمن قائمة النجوم الذين تصدّروا أغلفة الصحف، إلا أن ما يتمتع به من انضباط، التزام، وروح جماعية عالية جعله دومًا عنصرًا محبوبًا في غرف الملابس، سواء في أرسنال، أو في منتخب مصر.
ولعل هذا ما يفسر الترحيب الكبير من نادي أرسنال بعودته إلى المران، ورسالة الامتنان المتبادلة بين الطرفين، ما يعكس احترامًا لا يُشترى ولا يُفرض.
خاتمة: العودة ليست للنهاية… بل للامتداد
عودة محمد النني إلى ملعب تدريب أرسنال ليست مجرّد تمرين عابر، بل هي تذكير بأن القيم الرياضية الحقيقية — كالانتماء، والاحترام المتبادل — لا تتقادم.
هو لاعب ربما غادر الدوري الإنجليزي، لكنه لم يغادر قلوب جماهيره وناديه.
وإذا كان الموسم انتهى في الإمارات، فإن فصلًا جديدًا من الإعداد والاستمرار يبدأ من لندن… من هناك، حيث لا تُنسى الذكريات.
محمد النني يتدرب في ارسنال
ومشغل القرآن داخل النادي❤️pic.twitter.com/k0vQsQTmV8— خالد (@KT_AFC3) June 25, 2025