القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، في لحظة إنسانية صادقة نادرة الظهور في عالم النجومية، كشف الفنان محمد رمضان عن برومو أغنيته الجديدة “خليك جامد” عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، لكن هذه المرة لم تكن الرسالة عن الاستعراض أو القوة المعتادة، بل عن الأب… وعن وصايا تُختم على القلب قبل أن تُكتب على ورق.
رمضان أكّد أن كلمات الأغنية ليست مجرد جُمل موسيقية أو شعارات حماسية، بل “نصايح أبويا” كما وصفها، تلك النصائح التي حملها معه منذ طفولته وحتى اللحظة التي اضطر فيها أن يودّع والدَه إلى الأبد.
محمد رمضان: “ارفع راسك”… وصايا الأب تتحول إلى موسيقى
رمضان كتب تعليقًا مؤثرًا على البرومو قائلاً:
“خليك جامد.. الشكوى لغير الله مذلة.. ارفع راسك.. ما تمسحش دمع عينك غير إيدك.. ما تسيبش حلمك حتى لو في السما… دي مش كلمات عادية.. دي كانت نصايح أبويا، الله يسكنه الفردوس الأعلى.”
هذه الكلمات التي شاركها مع جمهوره حملت الكثير من الألم والحب معًا، وكأن رمضان يعيد صياغة علاقة طويلة بين ابن وأب، علاقة كانت دائمًا خلف الكواليس، لكنها تظهر اليوم في شكل أغنية تعكس امتنانًا وفقدًا واعترافًا لا يقال إلا حين يصبح الكلام ضرورة نفسية.
الكليب صُوّر قبل الرحيل… وتأجيل الطرح حدادًا على الأب
كشف محمد رمضان أن تصوير الأغنية تمّ قبل شهرين خلال وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان مخططًا طرحها قبل ثلاثة أيام فقط، إلا أن وفاة والده غيّرت كل شيء.
شكر رمضان الشركة المنتجة التي قررت تأجيل الإصدار احترامًا لحزنه وحدادًا على والده، وكأنه كان ينتظر اللحظة التي تكتمل فيها الحكاية: حكاية نصائح تُغنّى بعد رحيل صاحبها.
![]()
وداع موجع… رمضان يبكي في جنازة والده
أعلن الفنان وفاة والده صباح الجمعة 7 نوفمبر، وكتب:
“إنا لله وإنا إليه راجعون… انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الحبيب.”
بدت لحظة الإعلان صادمة لجمهوره، خصوصًا عندما ظهر في الجنازة غير قادر على حبس دموعه، متأثّرًا بالفقد الذي قاومه قدر استطاعته أمام الكاميرات.
المشهد في مسجد مصطفى محمود بالمهندسين كان مليئًا بالمشاعر الثقيلة: رمضان يحمل الجثمان، يتقدم صفوف المصلين، ودموعه تنهمر في لحظة إنسانية نادرة لفنان اعتاد الظهور بجانب القوة وليس الضعف.
وعندما انتقل الجثمان إلى مقابر 6 أكتوبر، بدا رمضان أكثر انكسارًا، لكنه ظل متماسكًا بالشكل الذي يستطيع به ابن أن يودع والده دون أن ينهار تمامًا.
عزاء كبير… نجوم الفن يقفون إلى جانب رمضان
أقيم العزاء مساء الأحد 9 نوفمبر في مسجد الشرطة بالقاهرة، وشهد حضورًا واسعًا من كبار النجوم والإعلاميين والشخصيات العامة.
الحضور اللافت من الوسط الفني لم يكن مجرد واجب عزاء، بل كان اعترافًا بتأثير رمضان ومكانته رغم الجدل الدائم حوله. بين معزٍّ وآخر، ظهر جليًا أن وفاة والد محمد رمضان جمعت حوله قلوبًا كثيرة من محبيه وزملائه.
“خليك جامد”: أغنية من قلب الفقد… أم رسالة للعالم؟
من خلال ما كشفه رمضان، يبدو أن الأغنية ليست مجرد عمل فني جديد، بل رسالة شخصية للغاية، تعبير عن لحظة نضج، وربما بداية فصل جديد في حياته.
فالجملة التي كتبها: “ما تسيبش حلمك حتى لو في السما” تحمل جوهر شخصية محمد رمضان، ذلك الفنان الذي صعد من حيّ شعبي بسيط إلى نجومية عربية كاسحة، مؤمنًا دائمًا بأنه لا سقف للأحلام.
ومع ذلك، تبدو الأغنية هذه المرة أعمق من مجرد حماس وصعود. تبدو كأنها وصية أخيرة من الأب، وعودة من الابن إلى جذوره الأولى، حين كان الحلم مجرد فكرة في رأس طفل يحاول أن “يفضل جامد” في وجه الحياة.
نشاط فني لا يتوقف… وفيلم “أسد” في الطريق
رغم حالة الحداد التي يعيشها، يواصل محمد رمضان نشاطه الفني المكثف، حيث انتهى مؤخرًا من تصوير فيلمه الجديد “أسد”، والذي يحمل طابعًا اجتماعيًا رومانسيًا ممزوجًا بجرعة قوية من الأكشن والتشويق.
الفيلم يناقش قضية حساسة وهي التمييز العنصري وصور التعامل غير العادل داخل المجتمع، متناولًا حقبة شهدت انتشار هذه الظاهرة قبل أن تبدأ في التراجع.
رمضان يقدم من خلال الفيلم قصة جديدة تعتمد على التشويق، في محاولة لتقديم عمل مختلف عن السائد.
فريق عمل ضخم… ورؤية إخراجية لمحمد دياب
يجتمع في الفيلم عدد من الأسماء البارزة في صناعة السينما:
- إخراج: محمد دياب
- تأليف: شيرين دياب ومحمد دياب وخالد دياب
- تصوير: أحمد بشاري
- مونتاج: أحمد حافظ
- ديكور: أحمد فايز
- ملابس: ريم العدل
- موسيقى تصويرية: هشام نزيه
ويشارك رمضان بطولة الفيلم كل من:
رزان جمال، علي قاسم، ماجد الكدواني، إسلام مبارك، أحمد داش، والفنان الفلسطيني كامل الباشا، إضافة إلى مجموعة كبيرة من النجوم.

رمضان بين الفقد والمرحلة الجديدة… ماذا ينتظر الجمهور؟
تبدو حياة محمد رمضان اليوم عند تقاطع حساس:
– ألم الفقد
– وبداية فنية جديدة
– ورسائل شخصية تظهر لأول مرة بهذه الصراحة
أغنية “خليك جامد” قد تكون مفترق الطرق الحقيقي في مسيرة الفنان، لأنها عمل يحمل روحًا مختلفة، أقرب إلى الإنسان منه إلى النجم، وأقرب إلى محمد رمضان الابن أكثر من محمد رمضان الفنان.
وربما لهذا السبب تحديدًا، ينتظر الجمهور صدور الأغنية بشغف مختلف، لأنهم لا يريدون سماع اللحن فقط، بل سماع صوت الأب عبر صوت ابنه.
